رسالة إلى المجتمع الدولي
واجهت تركيا مساء يوم ١٥ تموز محاولة انقلاب من أحدى المجموعات القليلة داخل الجيش التي لا تتبع قيادتها؛ يقف ورائها منظمة فتح الله جولان الارهابيية؛ ذلك التنظيم الموازاي الذي يعمل داخل الدولة والجيش بشكل غير شرعي.
إستهدفت هذه المحاولة "الدولة التركية والشعب والاحزاب السياسية والرئيس المتنخب والحكومة والجيش ومؤسسات الدولة والمسؤولين"؛ بل استهدف "دولة الحقوق والديموقراطية"؛ وبالاضافة أنه انقلاب عسكري غاشم فالشعب يرى أن تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة هي اكبر هجوم ارهابي منظم عاشته البلاد في الفترة الأخيرة.
عاشت تركيا أدمي وأشد هجوم في تاريخها أثناء تلك المحاولة الانقلابية التي بائت بالفشل قبل مرور ٢٤ ساعة عليها؛ يقف وراء تلك المحاولة الانقلاب "تنظيم ارهابي" يقوده فتح الله جولن الواعظ القديم والذي يعيش في ولاية ينسلفانيا بامريكا منذ عام ١٩٩٨. قُوبل الشعب التركي الذي خرج رافضاً للانقلاب بالطائرات والدبابات والقناصة المسلحة.
وأُستهدف الفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع عائلته؛ وتم قصف مبنى مجلس الامة التركي الكبير (البرلمان) وبداخله أعضائه؛ واستهدفت مقرات الشرطة والمخابرات بالاضافة إلى مقرات ومباني الدولة الهامة.
وأُسر العديد من المواطنين وافراد الشرطة أثناء تلك المحاولة الانقلابية؛ ومنهم قُتل دون رحمة أو شفقة. وأُحتل التلفزيون الرسمي للدولة التركية (تي أر تي) ومبنى تلفزيون سي إن إن التركية. وأحتلت اهم الطرق الحيوية في تركيا وتم إغلاقها. وهُددت قواعد الناتو. ودخلت تركيا والناتو في خطر كبير.
وفقد حياته خلال تلك الاحداث ما يقرب من ٣٠٠ شخص مدني بالاضافة إلى ١٥٠٠ مصاب.
يعًُرف تنظيم فتح جولان الارهابي نفسه في العالم بأسم "حركة الخدمة". هذه الحركة التي تشبه داعش بمعتقداتها التبشيرية تؤمن بانها ستستطيع السيطرة العالم؛ لها تواجد في أكثر من ١٠٠ نقطة ودولة بالاضافة إلى تركيا. يعمل التنظيم منذ عام ١٩٦٤ على يد الواعظ فتح الله جولان؛ يركز التنظيم على خطاب "الاسلام الحداثي" و"الحوار بين الاديان" بالاضافة إلى الاهتمام بالتعليم.
يملك التنظيم ٧٠٠ مدرسة داخل تركيا و٢٠٠٠ مدرسة في كل انحاء العالم. ويستهدف التنظيم من خلال تلك القوة استغلال رأس المال الانساني وتجنيده داخل الدولة بشكل غير شرعي. يتلقى الطلاب المستهدفين من قبل تنظيم فتح لله جولان تربية ايدولوجية دينية في سن مبكرة؛ ويعملوا على الدخول لمؤسسات الدولة كمدرسين وأفراد مخابرات وقضاه ومدعين عامين وشرطة وجيش من خلال تسريب أمتحانات تلك المؤسسات لطلابهم بشكل غير شرعي لضمان نجاحهم بشكل منظم ومستهدف.
يمتلك التنظيم قوة كبير ولوبي حقيقي من خلال الشبكات والعلاقات التي تملكها في كل المجالات خصوصاً مجال الاعلام والأعمال والسياسية في الدول التي تنشط فيها.
نجح التنظيم في التوسع بما يمكله من قوة بشرية وبنية تنظيمية حيث يملك التنظيم راس مال متداول يبلغ ٢٥ مليار دولار. ويعمل التنظيم بالقيام على التنصت والمراقبة الغير شرعية والانشطة الاستخباراتية في الدول التي تنشط فيها. وتقوم بعد ذلك المنظمة باستغلال ما في ايديها من معلومات تحسباً لاي خطر يلحق بها واستخدامها في التهديد والاستغلال؛ ولم يتردد التنظيم بالهجوم المسلح اثناء محاولة الانقلاب الفاشلة.
قام التنظيم بالمشاركة في الكثير من العمليات الارهابية والمسلحة للتخلص من منافسيها السياسيين والبيوقراطيين؛ مثل عمليات الاغتيال التي قتل فيها ٣٤ مواطن في "اولدرة" جنوب البلاد تلك الاحداث التي تسببت في إحداث هزة مجتمعية كبيرة وصعبة في تاريخ تركيا القريب.
قام هذه التنظيم بالتنصت على كل أفراد الدولة بما فيهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بالاضافة الى السياسيين والاكاديميين ورجال الدولة والصحفيين ورجال الاعمال بطريقة غير شرعية؛ حيث اكتشف أن الحركة تملك ٤ مليون تنصت صوتي على الهواتف. وقام التنظيم أيضاً بتصوير مرئي غير قانوني تستخدمه في التهديد والاستغلال. وعمل التنظيم على ابعاد كل من خالفهم ولم يدعمهم من خلال القضايا والمحاكم الملفقة باسلوب العصابات ممن يرونهم منافسين لهم من الجيش والشرطة والمدنين والموظفين والسياسيين والصحفيين.
عمل التنظيم في ٧ شباط ٢٠١٢ بالتعاون مع عصابتهم من الشرطة والقضاء والمدعين العامين بالقبض على رئيس الاستخبارات حاكان فيدان واستهدفت بشكل مباشر في تلك المحاولة الديموقراطية السياسية ولأول مرة حزب العدالة والتنمية الحاكم وشخص رجب طيب اردوغان بشكل مباشر.
وفي ١٧-٢٥ ديسمبر كانت هناك محاولة انقلابية آخرى عن طريق القضاء؛ باخراج آلاف التسجيلات الصوتية الغير قانونية مستهدفة حكومة العدالة والتنمية و ورئيس وزرائها رجب طيب اردوغان في تلك الفترة؛ وحاولت تشكيل الوضع السياسي من جديد. لكن الشعب التركي وقف بجانب الحزب الحاكم وزعيمه وحالت دون تحقيق التنظيم الموازي اهدافه.
ولكن هذه المرة حاول التنظيم الموازي القيام بانقلاب مختلف عن طريق الجيش لكي يحصل على الحكم؛ فتركيا تعرضت لاكبر هجوم غير شرعي في ذلك التاريخ ١٥ تموز ٢٠١٦. لكن خروج الشعب التركي ونجاحه ضد تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة واضعاً روحه امامه؛ مواجهاً لكل انواع الاسلحة الثقيلة من الطائرات الحربية والدبابات كان سبباً في حماية الديموقوراطية والبلاد.
وقاومت تركيا أمام تلك المحاولة الارهابية الغاشمة برئيسها رجب طيب اردوغان والحكومة والاحزاب السياسية المعارضة والشرطة وجزء كبير من الجيش. ونجحت تركي في قهر هذه المحاولة الانقلابية بوعيها بانها دولة مستقرة من دول حلف الناتو.
وبعد إفشال الانقلاب؛ قامت الدولة باتخاذ الاجراءات الحقوقية والقانونية في إطار المباديء ضد تنظيم فتح الله جولان في كل أنحاء تركيا. وأعلنت حالة الطواريء والتي من المستهدف اعلان انتهاءه خلال ٣٠ - ٤٥ يوم بهدف احباط أي محاولة إنقلابية آخرى وتأمين الاستقرار والديموقرطية في تركيا.
نحن نشكر كل الدولة الصديقة التي أدانت الانقلاب والهجوم الارهابي واتخذ موقفاً مع الديموقراطية والحقوق والدولة والشعب التركي ضد المحاولة الارهابية التي عشاتها تركيا منذ ١٥ تموز.
واظهر ذلك الانقلاب والهجوم التي قاده تنظيم فتح الله جولان أن هدف الارهاب هو السياسية الشرعية والحقوق والديموقراطية وكل الانسانية. فعلى العالم الذي يتعرض لاصعب انواع الارهاب منذ عشرات السنين عليه أن يكون يد واحدة ضد هذا الارهاب بالتعاون على أعلى المستويات. يجب أن يكون هناك تعاون مشترك وقوي ضد الارهاب سواء كان مصدره ومكانه.
ودولة تركيا جادة في محاربة المنظمات الارهابية على راسها تنظيم فتح الله جولان بالاضافة إلى داعش وحزب العمال الكردستاني. وتؤمن تركيا ان الدولة الصديقة لن تقف مكتوفة الايدي ضد هذا الارهاب وستعاون تركيا في ذلك.
وسوم: العدد 678