ثلاثة مؤشرات ناطقة فيما بعد أستانة ...
ويبقى الروس أعداء محتلين وليسوا وسطاء ولا ضامنين
* في الحديث الشريف ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) . إن امتناع الإمام عن التكبير والتحميد عند الركوع والرفع والسجود والنهوض يشيع الفوضى ، ويدخل الخلل على صلاة المصلين ، ولاسيما عندما تتكاثر وتمتد الصفوف . حقيقة يضطرنا المقام للتذكير بها.
* في وطننا سورية أصبح الصمت عما يجري ، والتخلف عن متابعته بالشرح والتوضيح ، ريبةً تلزم أصحابها ، وتحملهم مسئولية صمتهم وتخلفهم في الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين .
* من حقٍ أن يستثمر أصحاب أي قضية في علاقات إيجابية تساعدهم على خدمة قضيتهم، شريطة أن تبقى قضيتهم أولوية عندهم ، دون أن يقبلوا أن يقدموا عليها اولويات الآخرين .
* ذهبت الفصائل السورية إلى أستانة ، لدرء مفسدة وليس لتحقيق مصلحة . فلم يكن في تقديرات العقلاء أي مصلحة للسوريين في الذهاب إلى أستانة ؛ غير الحفاظ على حبل الود مع حلفاء مهمين .
* وكانت المفسدة المقدرة في الأستانة هي تحويل ( العدو المحتل الروسي ) الوسيط النزيه . وتحويل بوتين قاتل الأطفال ومدمر المستشفيات ، إلى رجل سلام بقفازات بيض.
* وانقضى الأستانة ، وتحدث فيه المجتمعون ، عن تأكيد هدنة ووقف إطلاق النار ، ثم ما زال مشروع بشار وإيران في القتل والتدمير والتهجير ماضيا إلى غايته ، محققا أهدافه ، لم يعن له الأستانة وكل ما أعلن فيه أي شيء ، ولم يغير لا من خطابه حتى في قاعات الأستانة ، ولا من سلوكه على الأرض السورية . والأكثر غرابة هذا المشروع ، الذي ينتهك الأستانة وليس فقط يخرقه ، لم يعن للضامنِين أو للضامنَين أي شيء ؛ فاي ذكرى ؟! وأي موقف يفرض نفسه للاعتبار على السوريين ؟!
* انقضى الاستانة ، ليفاجأ الشعب السوري ، بالروس يفتحون دعوة إلى مؤتمر جديد في موسكو !! مؤتمر لمن يسمونهم ( المعارضة السورية ) ؛ في محاولة مقصودة لتمييع (مفهوم المعارضة) . وإعادة الشعب السوري إلى المربع الأول . دعوة فاجأت الشعب السوري ، والمعارضة السورية الحقيقية ، كما فاجأت الضامن والشريك التركي ، الذي ظن لفترة أنه احتوى العداء الروسي للشعب السوري. إن الدعوات التي وجهتها روسية لمن أسمتهم (المعارضة السورية ) المصنعة بعناية في أقبية علي مملوك، وعلى عينه ، تمثل أكثر من انقلاب على الأستانة ، وتدعو جميع الذين تماهوا مع مشروعها ، ولو على سبيل درء المفسدة كما قلنا ، إلى مراجعة حساباتهم و اتخاذ موقف جريء وواضح مما يدور عليهم وحولهم .
* وانقضى الأستانة ، ليفاجأ الشعب السوري ثالثا ، بالوسيط الروسي المزعوم ، يكتب للشعب السوري ( دستوره ) الذي يجب أن يحكم سورية في المرحلة القادمة . ودون الدخول في تفاصيل هذا الدستور نقول إن الإقدام على هذه الخطوة ، وبهذا الصلف والوقاحة، لم يتجرأ عليها من قبل (المندوب السامي) في عهد الاستعمار الفرنسي . يوم كان السوريون يثورون ويغضبون حين كان المندوب السامي يطلب إضافة مادة أو مادتين أو يعترض على مادة أو مادتين إلى دستور يصنعه السوريون . خطوة وقحة متغطرسة لا ندري إن كان بوسع الصامتين عن مجريات واقع سوري بات ينز دما وقيحا أن يستمروا في الاستغراق في الصمت اللذيذ .
* ثم بإطلالة سريعة على محتويات هذا الدستور ، نجد دستورا مائعا مميعا ، سورية فيه بلا هوية ولا إسلام ولا عروبة ولا حرية ولا كرامة . بل هي مستعمرة اسفنجية رخوة مفصلة لتكون بإنسانها وبنيانها المحافظة الروسية السابعة والسابعين .
* وعلى ضوء هذا الواقع وهذه المخرجات نأمل أن يعيد الذين ظنوا أنه احتووا العداء الروسي للشعب السوري حساباتهم . وأن يميزوا الفرق بين أن تحتوي عدوك أو يحتويك !!!!!
* إننا ومع إدراكنا الكلي للمأزق الذي تعيشه الثورة السورية ومعارضتها السياسية ، نؤكد إنه مهما ضعف الإنسان وعجز ، وظن أنه قد أحيط به ؛ فإنه لن يعجز عن تثبيت موقفه بكلمة . كلمة تقال في جنب الله ، وتسجل في صفحات التاريخ ، يدفع الإنسان بها عن نفسه تهمة التفريط والتخاذل والغياب المريب.
* إننا وقياما بحق هذه الأمانة . ووفاء لدماء ملايين السوريين من الشهداء والمنتهكين والمعتقلين والمصابين والمشردين نشهر التزامنا بمواقفنا الأولية وفاء للدين ثم للوطن وللثورة وللثوار :
* نعتبر الوجود الروسي على الأرض السورية احتلالا واعتداء آثما . تم خارج إطار القانون الدولي . ونؤكد رفضنا لكل الاتفاقات المريبة التي وقعها بشار الأسد مع الحكومة الروسية . ورفض جميع استحقاقاتها المستقبلية .
* نعتبر حكومة بوتين حكومة عدوة للشعب السوري ، كان لها اليد الطولى في قتل السوريين وتهجيرهم وتدمير بلادهم ومصادرة مستقبل أجيالهم .
* نؤكد حق الشعب السوري في مقاومة الاحتلالين المتواطئين الروسي والإيراني بكل أساليب المقاومة المشروعة التي تكفلها قوانين الأرض وشرائع السماء .كما نؤكد حق السوريين في الاستمرار في طريق الثورة حتى يحققوا أهدافهم في العدل والحرية والعيش الكريم .
* نعتقد أن ( لقاء الأستانة ) قد استنفد أغراضه ، وتكشفت أهدافه وأبعاده ، وندعو السوريين جميعا ، وأصدقاءهم المخلصين ، إلى إعادة تقويمه على أساس أولوية القضية السورية بالنسبة للسوريين ، وعلى أساس المخرجات العملية الشاخصة أمام أعيننا. والتي لا يجادل فيها إلا مريب.
* إن المطلوب من جميع الفصائل والقوى السياسية في سورية التوقف فورا عن الخوض في مجاري العبث والفوضوية . والعودة إلى دائرة التفكير العلمي لإعادة التوافق على استراتيجية واقعية عملية تبقي السوريين في دائرة الثورة ، على جميع المستويات وأهمها مستوى الإرادة والعزيمة ، حتى يفتح الله على شعبنا بالحق ، وهو خير الفاتحين .
وسوم: العدد 704