تركيا في عين العاصفة !
بعد أن أحرزت تركيا خطوات كبيرة على طريق التحديث والتنمية بقيادة حزب العدالة والتنمية، وأصبحت رقماً لا يستهان به على المستوى الدولي، استفاق الغرب ليجد نفسه مرة أخرى أمام قوة إسلامية صاعدة تعيد إلى الذاكرة الغربية تاريخ الخلافة الإسلامية التي جرعت أوروبا ومن ناصرها مرارات لم تنسها بعد، ولهذا بدأ الغرب يعد العدة لإجهاض هذه القوة الصاعدة، بتصريحات مستفزة ضد تركيا، وأول الحرب كما يقولون كلام ، ثم يشتعل فتيل الحرب التي لا تبقي ولا تذر ، وقد كنا ننتظر من الإخوة الأتراك بعض الصبر والحكمة المعهودة، لكنهم على غير العادة استجابوا للاستفزاز باستفزاز اشد، مما سعّر الخلاف، ووضع تركيا في عين العاصفة !!
وقد نبهنا مراراً، وذكرنا مراراً منذ بداية الأزمة بين أوروبا وتركيا، وقلنا إن أعداءنا عرفوا فينا - نحن المسلمين -سهولة استفزازنا، فراحوا يستفزوننا لكي نخرج عن طورنا وحكمتنا ونعطيهم المبرر لحربنا، وهكذا بدأت الأزمة بتصريحات مستفزة صدرت عن مسؤولين أوروبيين، رد عليها طيب الذكر "اردوغان" بتصريحات لا تقل استفزازاً، ولهذا بعد ان كانت الأزمة محصورة في دولة أوروبية واحدة هي هولندا، اصبحت اوروبا كلها اليوم تهدد وتتوعد لا تركيا فقط بل المسلمين جميعاً !!
لهذا نأمل من إخواننا في العدالة والتنمية وعلى رأسهم الطيب اردوغان، العودة إلى الحكمة، والتحلي بسعة الصدر،والتوقف عن التصريحات النارية، لتفويت الفرصة على الأعداء وإفشال مخططاتهم الخبيثة، وتأتي دعوتنا هذهحرصاً على مستقبل الحلم التركي الكبير، بل الحلم الإسلامي الكبير، الذي أوشك ان يتحقق ويجعل تركيا واحدة منالقوى الكبرى في العالم ، كما ان دعوتنا هذه تأتي حرصاً على ملايين المسلمين الذين لجؤوا الى اوروبا في السنواتالقليلة الماضية، هربا من بطش الانظمة العربية المتوحشة ، وبخاصة ان الوضع القانوني لهؤلاء في اوروبا غيرمستقر بعد، وفي حال نشوب اي صراع مسلح بين تركيا واوروبا يجعل مصير هذه الملايين في خطر عظيم ..فقليلاًيا أحبابنا في اسطنبول ، لا تلتفتوا الى صخب اوروبا، وتابعوا البناء ، ولتبقى العربة ماضية على بركة الله !!
وسوم: العدد 712