بصراحة ؟ بصراحة ؟ .. بصراحة تامة ؟ يوم الأرض الفلسطيني
في يوم الأرض الفلسطيني، أقول ..
هناك كثر لا يريدون القتال من أجل استرداد فلسطين، وهي التي لا يمكن استردادها إلا بالقتال، حيث ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة !
وهم لا يريدون استرداد أقطارهم، ولا أمتهم، بالقتال، رغم استحالة الاسترداد من دون قتال !
من هم ؟
إنهم أولئك الذين يلحون على أن طريق استرداد فلسطين، والأمة، يتحقق عبر الليبرالية، والديمقراطية، والتنمية الراقية، والحداثة وما بعد الحداثة .. إلخ!
وبالطبع، فإن إعطاء الأولوية لهذه الأهداف، يكرس الواقع الرهيب المهين، ولا يقود أبداً، أبداً، إلى استرداد فلسطين، ولا غيرها، ولا إلى النهوض كما يحلمون، بل يمهد لكوارث أعظم، في ظلال ديمقراطية كديمقراطية لبنان والعراق !
هم يريدون استرداد فلسطين، واسترداد أقطارهم وأمتهم، بالنداءات الحضارية، وبالخطابات البليغة، وبالقصائد العصماء، واللوحات التشكيلية، وبالبكاء والعويل، وبالدعاء والصلوات .. وهذا كله مفيد وضروري، إنما كرديف للقتال .. لكنهم لا يريدون القتال!
باختصار، هم لا يريدون استرداد فلسطين، ولا غيرها، بالقتال، وهو القتال الذي لا وسيلة سواه، شئنا أم أبينا، فإن عادت فلسطين من تلقاء ذاتها، كان به، وإلا فلا .. لا قتال!
وتراهم يكثرون من اللوم، والتقريع، للأجيال الماضية، التي ورثتهم قضية فلسطين، وغيرها من القضايا المعقدة، وجعلتهم في حالة عجز، لا يملكون إلا القبول بالسلامة، وبالحد الأدنى من متطلبات الحياة، كما يرددون، فيتسترون بمثل هذا اللغو على رفضهم لمبدأ القتال من أجل التحرير، ويبررون كرههم لدعاته الصادقين المخلصين!
هؤلاء، كانوا موجودين قبل اغتصاب فلسطين، وبعده، وما زالوا، وهم من حال دون القتال الجاد، المستمر، دفاعاً عن فلسطين قبل اغتصابها،وحال دون القتال من أجل استردادها لاحقاً!
هم يبغضون جداً من يدعو للكفاح المسلح، وحرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد، كطريق وحيد للخلاص، إبتداءً بعز الدين القسام، وانتهاءً بوديع حداد، لكنهم لا يعلنون ذلك، طبعاً !
وهم، لو استلموا الحكم، مهما كانوا ديمقراطيين، فسوف يقاتلون بشراسة من يدعو إلى التحرير بالقتال، ويلقونه في غياهب السجون، ويبيدونه، أي يستأصلونه، بذرائع لا حصر لها، فهم، هنا، مع القتال، مهما طال، وبمختلف صنوف الأسلحة!
وسوم: العدد 714