إذا كانت حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة إرهابية فأين هي المقاومة؟
بداية أمهد لمقالي هذا بنكتة يتداولها المغاربة ، ويتعلق الأمر بحكاية امرأة أحضر لها زوجها كلوغرام من اللحم ، فأكلته في غيابه ، ولما حضر وسألها عن اللحم زعمت أن القط أكله، فوضع الزوج القط في الميزان فوجد وزنه كيلوغرام واحد ،فقال لها إذا كان هذا قط فأين اللحم ، وإذا كان هذا اللحم فأين القط ؟
هذه الحكاية تنطبق على وزير الخارجية السعودي الذي صدر عنه تصريح في غمرة الخلاف مع دولة قطر فيه إساءة إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس التي اعتبرها حركة إرهابية مرددا ترديد ببغاء مقولة الرئيس الأمريكي الذي اتهم هذه الحركة بالإرهاب في خطابه الذي ألقاه بالعاصمة السعودية الرياض ،وهي تهمة طالما رددها الكيان الصهيوني وعنه تلقفها . ومعلوم أن الرئيس الأمريكي كغيره من الرؤساء الأمريكان السابقين والذين لا يدخلون البيت الأبيض دون موافقة اللوبي الصهيوني الذي يلزمهم بوضع خدمة العدو الصهيوني على رأس أولوياتهم . ومعلوم أن كل رئيس يلج البيت الأبيض الأمريكي له طريقته في إرضاء اللوبي الصهيوني ، والرئيس الحالي ذهب بعيدا في إرضاء هذا اللوبي حيث لوح خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة سنة 1967 والتي يزعم الصهاينة أنها عاصمتهم الأبدية لأن الأبد في المفهوم الصهيوني يبدأ من سنة 1967 . ولقد أكد تصريح وزير الخارجية السعودي أن زيارة الرئيس الأمريكي للرياض كانت زيارة تهديد وابتزاز،لأن المملكة العربية السعودية كانت على الدوام من أكبر الداعمين للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، فكيف يقع هذا التحول في موقفها من هذه المقاومة لولا أنها تعرضت لضغط وابتزاز من الرئيس الأمريكي . ومعلوم أن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها بما فيها فصيل حركة حماس تعتبر خطا أحمر بالنسبة للأمة العربية والإسلامية . ومعلوم أن اتهام هذه الحركة بالإرهاب يعتبر إساءة للأمة العربية والإسلامية ودوسا على دماء الشهداء من الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذي ضحوا بأنفسهم من أجل تحرير مقدساتنا وعلى رأسها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . ومعلوم أن القوانين الدولية لا تصف حركات المقاومة في البلدان المحتلة بالإرهاب . ولا يمكن اعتماد أوصاف المحتل للحكم على حركات المقاومة. ومعلوم أن وصف حركة المقاومة الإسلامية حماس بالإرهاب هو وصف المحتل الصهيوني الذي جاراه فيه الرئيس الأمريكي من خلال خطابه الأخير في الرياض . وإذا كان عند المحتل الصهيوني والرئيس الأمريكي ما يبرر وصفهما حركة حماس بالإرهاب ، فليس عند وزير خارجية السعودية ما يبرر وصفه لها بذلك سوى أنه ردد بطريقة ببغاوية مقولة الرئيس الأمريكي خوفا من تهديداته ،وقد أظهر في أقواله وتصرفاته ما يدل على ذلك . فهل ترغب السعودية ومن معها من دول الخليج تريد التطبيع مع الكيان الصهيوني كما صرح بذلك رئيس وزراء هذا الكيان حين عبر عن ما سماه تغييرا كبيرا طرأ على دول الجوار التي تلتقي مع إسرائيل في محاربة الإرهاب؟ علما بأن الإرهاب الذي يقصده هو حركة المقاومة الإسلامية حماس التي صارت عنده وعند الرئيس الأمريكي لا تختلف عن إرهاب عصابات ما يسمى داعش الإجرامية التي لم يعد خافيا أنها صنع مخابراتي من أجل تشويه الدين الإسلامي من جهة ، ومن جهة أخرى لتكون ذريعة لغزو البلاد العربية والإجهاز تحديدا على المقاومة الفلسطينية التي تقض مضجع الكيان الصهيوني . وعلى وزير الخارجية السعودي ومن ينحو نحوه من المسؤولين العرب في وصف حركة حماس بالإرهابية أن يراجعوا مواقفهم وأن يتحصنوا بالشعوب العربية والإسلامية عوض الارتماء في أحضان الولايات المتحدة التي يأتمر قادتها بأوامر اللوبي الصهيوني . وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تهب عن بكرة أبيها لحماية المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها بما فيها حركة حماس التي كانت ولازالت وستبقى شوكة في حلق الكيان الصهيوني حتى يتحقق النصر وتحظى فلسطين باستقلالها الكامل . ونختم بالقول العربي الشهير : " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها " وهو مثل يضرب للذي يصون نفسه عن الدنايا ولا يمنعه من صيانة نفسه مانع خوف أو فاقة أوغير ذلك . فعلى الأنظمة الخليجية التي تساير الرئيس الأمريكي والكيان الصهيوني في اتهامهما المقاومة الفلسطينية بالإرهاب أن تصون سمعتها عن دنية هذه المسايرة المخزية لأن الشعوب العربية والإسلامية ستحاسبها ،والتاريخ سيذمها، والله تعالى سيعاقبها لأنها خذلت المقاومة التي ندبت نفسها لتحرير مقدساته .
وسوم: العدد 724