التقرير السابع لآلية التحقيق الدولية عن استخدام السلاح الكيماوي في سورية

حول جلسة مجلس الأمن ليل 7 / 11 / 2017

انعقد في ليل 7 / 11 2017 ، جلسة مجلس الأمن لتقويم عمل الآلية الدولية ، المكلفة بالتحقيق حول استخدامات الأسلحة الكيماوية في سورية . من خلال تقريرها السابع الذي انصب على تقديم إحاطته حول ما جرى في ( أم حوش ) و( في خان شيخون ).

ومع أن تشكيل الآلية قد تم بموافقة مجلس الأمن بشكل إجماعي ، وتسلمت عملها على هذا الأساس ، وكان كل المطلوب والمطروح هو التمديد لعمل الآلية عاما آخر ، وهو الأمر الذي جوبه منذ عشرة أيام بالفيتو التاسع الروسي ، كما أن هذا التمديد وضع تحت الاشتراط الروسي ليلة أمس ..

على الرغم من الطهورية التي حاول معدو تقرير الآلية الدولية الالتحاف بها خوفا من تهجمات السفيهين : الروسي والسوري ، إلا أن ذلك لم يشفع لهما . بل إن صيغ التحفظ العلمي ، بالقيد ، والشرط ، وفتح أبواب الاحتمالات الافتراضية تحولت بيد السفيه الروسي إلى مادة للتندر ، وللتشكيك في التقرير نفسه .

سنحاول في هذه المقاربة عرض أبرز ما حصل في جلسة مجلس الأمن لنخلص إلى تنبيه قوى المعارضة السورية الغائبة أو المغيبة ، إلى ضرورة أن تنتزع دورها وأن تفرض أوراقها ، وأن تتوقف عن لعب دور الضحية على طريقة ( مغيبون ويقضي الناس أمرهم ) .

حسب تقرير آلية التحقيق الدولية :

في أم حوش : سقطت قذيفتا هاون ، خردل مع الكبريت ، فأصابت امرأتين ،القذيفتان جاءتا من الشرق أو من جنوب شرق ، في الشرق فصائل ( إرهابية ) إذن مطلق القذائف الفصائل الإرهابية ..ليس هناك احتمال آخر .

لنتذكر أن أحدا لم يشكك في هذه الاستنتاج ، ولم يقارب طريقته ، ولم يحتج عليه . هذا ليس دفاعا عن الإرهابيين ، بل دفاع عن المنهج العلمي في الاستنتاج ، الذي لم يتوقف عنده أحد من المرتجفين ..

في خان شيخون : وحسب تقرير الآلية ، القذيفة أطلقت من أعلى ، من جسم يتحرك بسرعة ، الحفرة على الأرض تشهد بذلك . السارين الذي انتشر في المنطقة يحمل نفس البصمة الكيمائية للسارين الذي سلمه بشار الأسد للوكالة الدولية ، وحيثيات كثيرة أخرى أكدت عليها الآلية ، وكان الشهداء مائة إنسان كثير منهم أطفال ونساء...

ومع ذلك واجهنا المندوب الروسي يظهر الكثير من المهارات الشيطانية في فتح النار على الآلية، ويهاجم رئيس الآلية الدولية ، يتهمه بالتحيز ، ويطالب بإعادة النظر في تشكيل الآلية ، تحت التهديد بالفيتو العاشر ..

في جلسة مجلس الأمن بالأمس كان السفيه الروسي بالأمس يستخدم كل مهاراته اللفظية في الدفاع عن المجرمين ، وفي الهجوم على الضحايا الأبرياء ، وعلى الشهود الذين أدلوا بشهادات لم تعجب بوتين ، ولينال أصحاب الخوذات البيض ( المتطوعون الإنسانيون) نصيبهم من القذف والاتهام والسب والتحقير ، هؤلاء الذين يفوتون بجهودهم على الطيران الروسي فرصة قتل عدد أكبر من أطفال سورية ، نظرا لدورهم في إنقاذ الأطفال من تحت الأنقاض ، أو إيصال قطرة حليب إلى فم رضيع .

وفي مجلس الأمن بالأمس تكلم الإرهابي المجرم القاتل بشار الجعفري ، مع أنه لا مكان له في صفوف المندوبين ، وإنما هو نوع من المحاباة من إدارة المجلس ، التي اعتبرت الجلسة مفتوحة لتعطي كلمة لهذا المجرم الإرهابي . كانت كلمته أطول الكلمات ، وأكثرها شحنا بالإفك والافتراء والكذب والتحريض والكراهية والتهديد والادعاء ، وقذف لجنة التحقيق ، واتهامها والنيل من مهنية رجالها ، وهيبتهم والتشكيك في أدلتها ، وإبلاغها بأسلوب استعلائي استفزازي أن الحقيقة في سورية هي ما يقوله الكذبة الأفاكون الأفاقون بشار الأسد وفريقه ، وأنهم إذا أرادوا العمل في سورية ، ليس أمامهم إلا أن يستقوا معلوماتهم من التقارير التي يقدمها لهم القتلة والكذبة .

لم ينس المجرم بشار الجعفري أن يوظف في حديثه ، بعض التصريحات المرسلة اللامسئولة ، التي أدلى بها بعض الأدعياء أو الأعدقاء ، في إطار تصفية الحسابات العربية - العربية . وينسى الجعفري وغيره ، أن الثورة السورية لم تكن في يوم من الأيام ورقة على منضدة دولة أو فريق ، وأن الثورة السورية ، ثورة الشعب السوري كانت ، وثورة الشعب السوري ستبقى ..

في جلسة مجلس الأمن بالأمس في 7 / 11 / 2017 حضر المجرم ، واحتُفي به ، واحتفل في التفاخر بجرائمه ؛ وغاب الشعب الضحية ..

غاب الأطفال الذين فتك سارين الأسد وبوتين وأوباما وترامب وكاميرون برئاتهم ، لم يعط هؤلاء الأطفال ، ولا أمهاتهم ولا آباؤهم ولا ممثلوهم حقا في أن يقولوا كلمة واحدة في شرح مظلوميتهم ، وفي الدفاع عن أنفسهم ، لأن هؤلاء الضحايا إنما خلقوا حسب ترتيبات ( الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) ليكونوا مطايا أو ضحايا..

إن الذي سنختم به موجهين النداء إلى كل الهيئات والقوى والأحزاب والتجمعات الوطنية السورية ، لقد انفض سامر المجلس بالأمس مع تأكيد المندوب الروسي على مطالبة بإعادة النظرفي تركيبة الآلية أو أسلوب عملها تحت التهديد بالعودة إلى الفيتو العاشر ..

إننا مع إدانتنا المطلقة لاستخدام كل أدوات القتل ضد المدنيين الأبرياء ابتداء من الكيمائي والسارين والخردل ، ومرورا بالبراميل والصواريخ والمدافع وانتهاء بالسيارات التي حولها البعض إلى أدوات القتل والفساد والإفساد ..نعود فنقرر:

إن المطلوب من القوى والهيئات والأحزاب والجماعات والتشكيلات والفصائل السورية أن تعلن بصوت واحد : أن إدخال أي تعديل على تركيبة الآلية الدولية ، أو على منهج عملها ، سيجعلها مرفوضة من قبل كل أحرار سورية ، ولن يتعاون معها أي فريق سوري . وإن السوريين الأحرار لن يقبلوا بأي شكل من أشكال التعامل مع آلية مهمتها تسويغ الجريمة ، أو إدانة الضحايا والدفاع عن المجرمين ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 745