خطوات أساسية على طريق تقويم المؤتمرات

يقوّم المؤتمر أولا من الأهداف المعلنة في أساس الدعوة التي توجه للمدعويين . لماذا يلتقي هؤلاء المدعوون ؟ وفي عنوان الدعوة ، الذي يمكن تجميله وتفخيخه غنى لعاقل يريد أن يعقل . إن قاعدة نحضر ونحاول هي من أسوأ القواعد السياسية . إن الحضور الذي يمنح شرعية لعناوين فاقدة للشرعية لا تقارن بأي مكسب شخصي أو فردي يمكن أن يحققه المناورون .

ويرتبط المؤتمر ثانيا بطبيعة الداعي إليه ، والممول له ، ودوافعه ومصالحه ، وأجنداته ، وارتباطاته . لا أحد يستضيف مؤتمرا أو يحتضنه ، ليجلس المؤتمرون في حضنه وينتفوا بلحيته . فالدولة الممولة ، أو الداعية ، أو المستضيفة ، لها من مخرجات أي مؤتمر ثلثاه . فإن تطابقت مصالح المؤتمرين مع مصالح المستضيفين أو الداعين أو الممولين فلا بأس وإلا فلا ..

ويقوم المؤتمر ثالثا من طبيعة الإطار الدولي أو الإقليمي الذي يحتويه ، ففي حالتنا السورية ، أصبحت قرارات جنيف التي كانت مرفوضة أصلا وفي مقدمتها 2254 مطلبا ومرجعا ، وأصبح التمسك بها رجولة ونخوة وشجاعة ..

يقوم المؤتمر رابعا من طبيعة الشخصيات التي تمثل أي طرف فيه ، تستطيع أن تقوم مؤتمر جنيف من طبيعة وفد بشار أولا . إن سحب وليد المعلم من المفاوضين دليل عدمي ، بعد أن أدرك بشار انتفاء الجدية عن ديمستورا وداعميه . وكذا من طبيعة وفدنا المفاوض ، فقدر المعارضة السورية أصبح مثل ( مرقة عيدو كلما نقص زيدو) يوما بعد يوم يزداد وفد المعارضة استرخاء وترهلا و( برغامتية ورمونة ولا مبالاة ) . وهذا هو المطلب الأساسي من مؤتمرات توسيع المعارضة السورية التي لم تنقطع ولن تنقطع حتى يكون مهمة ديمستور أن يضع أمام بشار الجعفري مرايا كبيرة ، يعقد من خلالها الاتفاق بين الفريقين ..

يسارع البعض وما هو البديل ، البديل لا يقدمه جمهور المشجعين ، البديل يقدمه المدرب أو اللاعبون . كل الهزائم التي انهزمها جيش حافظ وبشار الأسد كان الانسحاب ( كيفيا ) . قرار شخصي فردي ، لماذا يصر هؤلاء الذين فرضوا علينا أن تكون هزيمتهم رسمية وبختم وتوقيع وشهادة شهود ؟!

لو كانوا حريصين على قوة المعارضة في المحافل لحرصوا على قوتها على الأرض، فكفى استرسالا ..

يقول بعض الرفاق : إنما تقوّم المؤتمرات بنتائجها ، فلا تستعجلوا ..

هذا صحيح ، ولكن ما نفع التقويم بعد أن ( يفرط الفارط ) ونكتب الخاتمة باللغة التركية : مقتول در دست قاتل فرار ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 747