ستيفان دي ميستورا...او بلفور الثاني
عزيزي القاريء
عندما تعادي دولة طموحاتك المتمثّلة بنيلك لحريتك وانتزاعها من نظام قاتل مستبد شيء ، وبين ان تعاديك منظمة دولية أسست على مباديء حرية الشعوب والدفاع عنهم شيء اخر .
معاداة حكام امريكا لتطلعات الشعب السوري مفهومة فمنذ تأسيس امريكا لم يقف حاكم واحد لها مرة واحدة مع الشعوب بل دعموا كل الحكام الديكتاتوريين في العالم اجمع متغافلين عن دستورها الذي يخالف توجهاتهم الحقيقية في التعامل مع الشعوب وأفضل وصف لامريكا من وجهة نظري انها دولة تعاني من انفصام بالشخصية ،هذا الانفصام يظهر بالدفاع عن الكيان الاسرائيلي العنصري بينما اصحاب الارض يصنفون بالارهابيين ،وهذا الانفصام يظهر بدعمها لكل ديكتاتوريي العالم واغماض عينيها عن مطالب الشعوب بالحرية بينما دستورها يمتلئ ببنود تنادي بحقوق الانسان .
ومعاداة روسيا للشعب السوري مفهومة ايضاً فنظرتها الى سوريا تماما كنظرتها لدولة كانت تدور في فلكها قبل تفكك الاتحاد السوفيتي وتريد استعادتها باي ثمن .
اما حكام العرب فهم حكام أدمنوا على كلمة اجنبيه واحدة هي ( اوكي) يقولونها لكل الدول الكبرى .
من خلال هذه المعادلات والافضل ان اسميها بالمتراجحات ، وجدت الامم المتحدة نفسها تخوض مع الخائضين في حلف ال (اوكي) لكل من روسيا وامريكا ارضاءاً لهما فهي تتعيش على الاجتماعات الخلبية والتي يعقدها مجلس الامن بين حين وآخر وفِي الوقت الضائع .
اعزائي القراء
لنعد الى وطننا سوريا المنكوب بكل هؤلاء بعد ان سلموا هذا الوطن العربي المرموق الى عاهر مجنون.
فبعد ان وظفت الامم المتحدة في سوريا شخصيتين هما الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان ودبلوماسي جزائري هو الأخضر الإبراهيمي، اضطرا بعد فترة قصيرة للاستقالة بعد ان تبين لهما ان حجم المؤامرة اكبر من ان تستوعبها دبلوماسيتهم .
عندها بدأت بعد انتهاء مهمة هذين العرابين مرحلة جديدة في طريقة معالجة الحالة السورية الخطيرة من قبل الامم المتحدة فاختارت لها شخصاً بثلاث مواصفات
الاولى : له قدرة على التذبذب اي انه بدون مبدأ سياسي
والثانية : له قدرة على اللحاق بالصوت المرتفع ومجاراته سواءاً كان الصوت أمريكياً او روسياً او صادراً عن النظام .
والثالثة وهي هامة جداً : المطلوب شخص يتمتع بجشع مادي خطير وبالتالي فان شراءه من النظام او إعطاء بعض التنازلات له من قبل جماعة رامي مخلوف ستكون مهمة ميسرة وهو نفس الاسلوب الذي اتبعه النظام مع الجنرال الدابي مبعوث الجامعة العربية في بداية الثورة برشوته بخمس مليون دولار دفعت له مقدماً وهذا صار معروفاً ،
وباختصار اختير لهذه المهمة ستيفان دي ميستورا بهذه المواصفات لارضاء الجميع عدا الشعب السوري ، فهو رجل سمسرة شبيه برجال المافيات الذين ينفذون الجرائم لصالح عصابات اخرى.
وبعد ان أخذ الرجل ال اوكي من دول مجلس الامن تم تعيينه مندوباً للأمم المتحدة في سوريا كوسيط أممي لحل الأزمة السورية بدأت مهمته في تموز ٢٠١٤، وفِي يده ملفات ووثائق ومحاضر معظمها كانت محولة له من الامريكان والروس .واستلم عمله مفتتحاً مؤتمر جنيف الثالث ومازال هذا (الجنيف) يراوح في مكانه ان لم يكن قد بدأ بالتراجع عن المطلب الرئيسي فيه وهو تشكيل ادارة موءقته كاملة الصلاحيات تؤدي الى اخراج الاسد نهائيا من الحكم .
يبدو أن دي ميستورا لا يدور في مكانه فقط، بل هو إما ضائع بين أوراق الكبار لا يعرف ما يجب فعله، وإما أنه يهوى تجريب الخطط البديلة وكلها منسوجة في مختبرات مخابرات دول الكبرى والغاية منها إرهاق الشعب السوري وإضاعة الهدف الرئيسى من الثورة لكسب الوقت لصالح طرف أو عدة أطراف مشبوهة، ومهما يكن فإن الرجل غير جدير بالمضي بحمل ملف كالملف السوري.
فماهي المبادرات التي طلب منه عرضها؟ :
هي ثلاث مبادرات ، فشلت جميعها بجدارة، الأولى تتعلق بدعوته السماح بإدخال مقاتلين من خارج سوريا دون قيد أو شرط ليقاتلوا إلى جانب أكراد سوريا أثناء معارك مدينة عين العرب، فوصفته المعارضة السورية بأنه غريب الأطوار.
والمبادرة الثانية دعا فيها إلى تجميد القتال في منطقة واحدة فقط في سوريا، دون أي أفق أو برنامج واضح ولا معرفة بالخطوة التالية، فوصفته المعارضة بقليل الخبرة.
أما المبادرة الثالثة، فاقترح فيها تشكيل أربع مجموعات عمل رفضتها كل المعارضات السورية ورأت أنها تناقض كل قرارات الأمم المتحدة والقيم الإنسانية، ووصفته المعارضة دون دبلوماسية بأنه مخرّب. وبدأت تتساءل عن سبب تمسّك الأمم المتحدة به.اعود واقول ان المشكلة في هذا الرجل تكمن بتلقى أوامره من القوى الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا، أو أنّه يُنفّذ أجندة غير معلنة، دولية أو أممية، ويتم تنفيذها بطريقة فيها الكثير من العبث والتناقض والتخبط وسوء الإدارة والتقدير والكثير من الاستهتار، كل ذلك يؤكد ان هذا الرجل ينفذ أسوأ الاستراتيجيات والوسائل وأكثرها فشلا وركاكة وضعفاً عن سبق اصرار وترصد .وهذا مايبرر قولنا له “اما آن لك أن ترحل؟”.
اعزائي القراء
من قال ان روسيا تدير الصراع في امريكا فهو مخطيء ، صحيح ان روسيا تبدو وكان الأوراق بأيديها ، ولكن لم يكن بمقدورها حفظ الأوراق لولا تسلمها اصلاً من قبل امريكا ،اما الاختلافات والاتفاقات بينهما فهي لعبة إعلامية مخابراتية مشتركة وهذا مافهمته الامم المتحدة وفهمه دي ميستورا على وجه الخصوص فحاولت الامم المتحدة ان تلعب معهم نفس اللعبة.
ماهي الأوراق النهائية المحالة لدي ميستورا لتنفيذها بالوقت المناسب ؟
تتلخص ب:
تقطيع أوصال سوريا
المحافظة على الاسد كرئيس شكلي
عمل خلطة مشتركة بين النظام والمعارضة لإدارة مابقي من سوريا
وبذلك نستنتج ان تقطيع أوصال سوريا هو العمود الفقري لما يسعى اليه دي ميستورا تحت ذريعة حماية الأقليات بدعم أمريكي روسي صهيوني مشترك ،علماً ان في كل بلدان العالم الأكثرية لها الدور الاكبر مشتركة مع المكونات الاخرى لرسم هوية الوطن. وهنا تكمن مؤامرة دي ميستورا . إنها مؤامرة سياسية تعبر عن حقد تاريخي موروث ضد الأكثرية السائدة لحرمانها من حقوقها . وقد قالها لافروف بكل صراحة :غير مسموح للمسلمين السنة أن يحكموا سورية وهذه هي ام المؤامرات ، وبالمناسبة ولو كان الاسد ديكتاتوراً سنيا لتمت ازالته في شهر واحد ، وهذه هي مهمة رجل اسمه ستيفان دي ميستورا فقد ضميره ليرضي اصحاب المؤامرات هذا اذا كان يملك شيئا من هذا الضمير.
ايها المفاوضون ..
انكم اليوم امام مؤامرة كبرى تنفذها الامم المتحدة بتعليمات ملزمة من كافة دول التآمر، سلم ملفها لدي ميستورا وهو شخص تفوق على بلفور كرهاً وخداعاً وتآمراً ، واذا اردتم ان تفهموا نهاية مقاصده، فعليكم ان تقرأوا صيغه وعد بلفور على الشكل التالي:
"نيابة عن الامانه العامة للأمم المتحدة والتي تتلقى اوامرها من الدول الكبرى أعلمكم اننا ننظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في سوريا للشعب الكردي واخر للعلويين ولأي مكون اخر يرغب بحكم نفسه ، وسنبذل غاية جهدنا لتسهيل بتحقيق هذه الغاية،
وسنقوم من ناحيتنا بإحاطة الاتحاد الصهيوني والامريكان والروس علماً بهذا التصريح.
المخلص
ستيفان دي ميستورا
مبعوث الامم المتحدة الى سوريا
ردود افعال أطراف من المعارضة :
شدد السيد حجاب أن تصريحات دي مستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي
مرة بعد أخرى يورط دي مستورا نفسه بتصريحات غير مدروسة تعزز دعوتنا لطرح أممي جديد إزاء القضية السورية.
رياض حجاب
وتابع حجاب: "الثورة السورية ماضية، والمهزوم هو من فقد الشرعية ز والقرار الوطني وبات خاضعا لإملاءات ملالي طهران".
من جانبه، طالب كبير مفاوضي "الهيئة العليا" محمد صبرا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باتخاذ خطوات إزاء "انحياز دي ميستورا"، مضيفا إنه لم يعد مقبولا كوسيط للمحادثات، لأنه فقد حياده و"تحدث كجنرال روسي وليس كوسيط دولي".
من جانبه، اتهم رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف نصر الحريري المبعوث الأممي بالصمت إزاء عرقلة الحكومة السورية العملية السياسية في البلاد، مشددا على أن "حديث دي ميستورا يتطابق تماما مع الأجندة الروسية".
بقي لي كلمه للشعب السوري وثواره المخلصين:
الاخوات والاخوة
لقد قمتم بثورتكم وانتم تعلمون ان مهمتكم ليست سهله فمطلب الحرية لشعب منكوب بأقذر وأقسى نظام في العالم يتطلب التضحية وخاصة عندما يكون هذا النظام الخائن مدعوما من قوى الشر في العالم، هذه الثورة هي الوحيدة التي وقفت الامم المتحده ضدها جهاراً نهاراً تنفيذا لتعليمات الكبار ، كل ذلك بات معروفاً.
ورغم ذلك فان صمودكم لسبع سنوات أعطى كل المتامرين درساً ليعيدوا حساباتهم.
الاخوات والاخوة ..
ثورتكم منتصرة باذن الله فكونوا يدا واحدة،بقلب واحد، وهدف واحد
لا أسد وعصاباته في سوريا الغد
سوريا عربية ديموقراطية لا عودة للطائفية.. مستمدة ذلك من عقيدتها السمحاء لكل ابنائها بتوزيع عادل بينهم وكل له يد في بناء سوريا الغد .
والنصر قادم باذن الله رغم المؤامرات
مع تحياتي..
وسوم: العدد 749