يا من تنتقدون المظاهرات ضد إعلان الإدارة الأمريكية القدس عاصمة للكيان الصهيوني

يا من تنتقدون المظاهرات ضد إعلان الإدارة الأمريكية القدس عاصمة للكيان الصهيوني بحجة أنها لن تحرر القدس ماذا فعلتم أنتم من أجلها ؟؟؟

تتبعت التعليقات التي ذيل بها خبر المظاهرة الرافضة لإعلان الإدارة الأمريكية مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني ، والتي نظمت في العاصمة الرباط يوم أمس الأحد على أحد المواقع الإلكترونية ، فلاحظ أن بعض المعلقين اختاروا أسلوب تبخيس  تلك المظاهرة  بحجة أنها لن تحرر القدس، ولن تغير من واقع حالها شيئا . ومعلوم أننا ألفنا على هذا الموقع  تحديدا هذا النوع من المعلقين الذين يغردون دائما  خارج هموم  وانشغالات الأمة ، ويدعون أنهم  وحدهم الذين يملكون الحقيقة ، وأنهم أكثر وعيا من غيرهم ، و يزايدون على هذا الغير في تمثيل الأمة  والتحدث باسمها ، ويتظاهرون بالنصح لها  والوصاية عليها ، وما هم في الحقيقة إلا أحد صنفين : صنف عابث لا يميز كوعا من بوع ، ويعلق من أجل التعليق المجاني ، وصنف آخر ماكر مدسوس لتمرير أفكار ومواقف تخدم أعداء الأمة من خلال نشر ما يفقد الثقة فيها . ومعلوم أن المظاهرات التي اندلعت من جاكرتا إلى طنجة إسلاميا، ومن الخليج إلى المحيط عربيا والمناهضة لقرار ترامب المتهور والمتصهين هي مؤشر على حياة  وعي الأمة الذي يشكك فيه المشككون وهم طابور خامس مستأجر يعمل لفائدة أعداء الأمة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني ومن يواليه في الغرب .وليست تعليقات هؤلاء المعلقين بالجديدة في هذا الموقع تحديدا  بل نقرؤها يوميا كلما نشر مقال له صلة بهويتنا الإسلامية حيث صار كل ما له علاقة بالإسلام معرضا لنقد هؤلاء وهدفهم من وراء ذلك  إشاعة فقدان الثقة فيه لتعطيل أو قتل الحس الديني  لدى الأمة ،وإيجاد فراغ محله يملأه  حس آخر يقصي  الدين من الحياة . وتعودنا كلما نعق ناعق بما ينال من الإسلام تهافت المعلقون المدسوسون لإضفاء المشروعية على هذا الناعق ، وعلى ما ينعق به.

وكرد على الذين انتقدوا المظاهرات الغاضبة من  القرار الأمريكي نقول إذا كانت هذه المظاهرات لا تجدي على حد قولكم ، فما الذي ستفعلونه أنتم في المقابل لتحرير القدس ؟ أليس الذين تظاهروا قد برئت  على الأقل ذممهم من أضعف الإيمان المطلوب  تجاه واجب الدفاع عن القدس ؟ أليس التظاهر أسلوب من الأساليب  المتعارف عليها دوليا ، والتي لا يشكك في فعاليتها إلا الذين يثبطون العزائم ؟ والعجب أن هؤلاء الذين انتقدوا انتفاضات وتظاهرات الشعوب الإسلامية  من أجل القدس ،وهي دائما الأكبر باعتبار عددهم ، ولا يعرف العالم مثل حجمها حين يتعلق الأمر بمظاهرات أقل شأنا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ، وينفخون فيها حتى تصير أحداثا جساما .

وأعجبني  يوما رد  لأحد الفضلاء على الذين انتقدوا بناء المساجد بمدينة وجدة التي صارت تسمى مدينة المساجد ، وطالبوا بتشييد المعامل والمصانع عوضا عنها لتشغيل العاطلين، فكان  هذا الرد كالآتي : نحن نبني المساجد ليصلي فيها من ستشغلونهم أنتم في معامل ومصانع ستشيدونها، أما إذا كنتم لا تستطيعون تشييد المعامل والمصانع، فلا تنتقدوا من يستطيع بناء المساجد. وبنفس الرد نقول للذين ينتقدون المظاهرات الداعمة للقدس ، إذا كنتم لا تستطيعون حمل السلاح لتحريرها ، فلا تنتقدوا من يستطيعون رفع عقيرتهم دفاعا عنها ، وعسى أن تحرك أصواتهم من يحمل السلاح لتحريرها ، أما أنتم  فقد عجزتم عن  مجرد التظاهر، فكيف يكون شأنكم إذا أذن مؤذن حيا على الجهاد لتحريرها. إنكم تبخسون ما يفعله غيركم ، وتطالبونه بما لا تستطيعون فعله .

وأخيرا نقول لهؤلاء المعلقين إن  المظاهرات  من أجل القدس التي تنتقدونها تسمى في عقيدتنا فريضة النهي عن المنكر، أما  موقفكم المخزي فيعتبر تعطيلا لهذه الفريضة ، و خذلانا  للأمة ، كما أنه يقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني ولمن يقف مساندا له ، ويقدم غطاء للخونة المتورطين في خيانة الأمة وقد سقطت أقنعتهم.

وسوم: العدد 750