لماذا يا جواهري؟!

قرأت أكثر من ألف صفحة من كتاب مذكراتي للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري.

ولم أجد أي إشارة فيها إلى سقوط الشيخ خزعل وحكومته على يد المحتل رضا خان البهلوي!

لم يشر هذا الشاعر العملاق إلى ديارنا العربية لا في قصائده ولا في مذكراته قط!

وكان الجواهري في عهد الشيخ خزعل شابا يتجاوز العقدين والنيف من عمره؛ 

وكان شاعرا وصحفيا عندما هجم رضا خان على بلدنا وأسر الشيخ وأسقط حكومته.

لماذا يا جواهري وكنت شاعرا عملاقا، وجريئا، وسياسيا، ومندوبا في المجلس، وكان لديك منبر إعلامي (جريدة الرأي العام)؛ 

لماذا اخترت السكوت ولم تتفوه ببيت شعر؟! أو بإدانة نصية قصيرة؟! 

ماذا أسكتك وقد اعتـُقلت وسُجنت لأجل الحق كما زعمت في خواطرك؟!

ولم تكن الأهواز ولا ما حل بها من مصيبة بعيدة عنك، فهي جارتك؛ ولا يفصلها عنك سوى شط العرب! 

لماذا اخترت السكوت، وماذا سكّر بصرك، وأوهن قريحتك الشعرية وأنت الذي تقول: 

(كل ناطق بالضاد شريان من عصب هذه الأمة).

ألم يكن الشيخ خزعل وشعبه من هذه الأمة التي تنطق بالضاد؟!

عجبي ...

فيا أيها الشعراء والكتاب والرسامون والممثلون ...، إن الموهبة مسؤولية؛ فإن لم تؤدوها على وجهها الحق، 

قد تحاسبون في الدنيا والآخرة. 

وقد قال سبحانه: وقفوهم إنهم مسؤولون.

وسوم: العدد 753