السلام العالمي
[من كتاب: "السلام العالمي والإسلام" – سيّد قطب]
لقد جاء الإسلام إلى هذه الإنسانية كلّها، فمن تحقيق كلمة الله أن يصل هذا الخير الذي جاء الإسلام به إلى الناس جميعاً، وألا يحول بينهم وبينه حائل. فمن وقف في طريق هذا الخير أن يصل إلى الناس كافة، وحال بينهم وبينه بالقوة، فهو إذاً معتد على كلمة الله، وإزالتُه من طريق الدعوة هي إذاً تحقيق لكلمة الله. لا لفرض الإسلام فرضاً على الناس، ولكن لمنحهم حرية المعرفة وخيرة الهداية. فالإسلام لا يُكره أحداً على اعتناقه: (لا إكراه في الدّين قد تبيّن الرّشدُ من الغيّ). {سورة البقرة: 256}، ولكنه يكره الذين يقفون بالقوة في طريقه، ويفتنون الناس عنه، أو يمنعونهم ابتداء من تبين الرشد من الغي، عن طريق السيطرة عليهم وحرمانهم حق الاختيار... وهذه هي الحرب التي يقرّها الإسلام ويحرّض عليها تحريضاً، ويدعو رسوله أن يحرّض عليها المؤمنين ويحب الذين يخوضونها، ويَعِدُهم أعلى درجات الرضوان: (يا أيّها النبيّ حرّض المؤمنين على القتال. إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين، وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا، بأنهم قوم لا يفقهون). {سورة الأنفال: 65}.. (قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر، ولا يحرّمون ما حرّم اللهُ ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهم صاغرون). {سورة التوبة: 29}.. (إنّ الله يحبُّ الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنّهم بنيانٌ مرصوص). {سورة الصف: 4}.
وسوم: العدد 1006