قطوف
"شرف العلم"
سأل الحجاج خالد بن صفوان: من سيد البصرة؟ فقيل له: الحسن البصري. فقال: وكيف وهو مولى؟ أي ليس من قبائل العرب ذوي الحسب. فقال: احتاج الناس إليه في دينهم، واستغنى عن الناس في دنياهم، وما رأيت أحداً من أشراف أهل البصرة إلا وهو يروم الوصول في حلقته إليه، يستمع قوله، ويكتب علمه، قال: هذا والله السؤدد.
"العلماء أرحم من الآباء"
قال يحيى بن معاذ: العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم، قيل: وكيف ذلك؟ قال لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، وهم يحفظونهم من نار الآخرة!:
"تفقه قبل أن تسود"
كان السلف يوصون التاجر الذي يدخل السوق أن يتفقه في أحكام البيوع والتعامل، أو يلزم فقيهاً يسدده ويرشده، كما كانوا يوصون من يؤهل نفسه للسيادة والقيادة، أن يتزود من العلم بما يلزم لمنصبه، وما ينير له الطريق، ومن مأثور قولهم: تفقهوا قبل أن تسودوا.
"قالوا في العلم"
- قال ابن مسعود: الدراسة صلاة.
- قال ابن عباس: مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليل.
- قال أبو هريرة: لأن أجلس ساعة فأفقه في ديني أحب إلي من أن أحيي ليلة إلى الصباح.
- قال قتادة: باب من العلم يحفظه الرجل لعلاج نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول.
- قال الثوري: ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم.
- قال الزهري: ما عبد الله بمثل الفقه.
- قال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.
"مكانة العلم"
قال إبراهيم الحربي:
كان عطاء بن أبي رباح عبداً أسود لامرأة من مكة، قال: وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه، فجلسوا إليه وهو يصلي، فلما صلى انفتل إليهم، فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج، وقد حول قفاه إليهم! ثم قال سليمان لابنيه: قوما، فقاما، فقال: يا بني لاتنيا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود.
توقير العلماء
صلى زيد بن ثابت على جنازة، ثم قربت له بغلة ليركبها، فجاء ابن عباس، فأخذ بركابه توقيراً وتعظيماً لعلمه وفضله، فقال له زيد: خلّ عنك يا ابن عم رسول الله. فقال ابن عباس: هكذا نفعل بالعلماء والكبراء.
"أدب مجالسة العلماء"
قال الحسن بن علي لابنه: يا بني إذا جالست العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلّم حسن الاستماع، كما تعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتى يمسك.
"الرحلة في طلب العلم"
- رحل أبو أيوب الأنصاري من المدينة إلى مصر ليسمع من عقبة بن عامر حديثاً سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في ستر المسلم على المسلم، فلما سمعه منه أتى أبو أيوب راحلته فركبها، وانصرف إلى المدينة، وما حل رحله!!
- قال الشعبي: لو أن رجلاً سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسمع كلمة حكمة، ما رأيت أن سفره قد ضاع.
- قال سعيد بن المسيب: إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد.
- رحل جابر عبد الله الأنصاري مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد.
"بداية التعلم ونهايته"
قيل لابن المبارك: إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله.
قيل للمأمون: أيحسن بالشيخ أن يتعلم؟ فقال: إن كان الجهل يعيبه فالتعلم يحسن به.
سئل سفيان بن عينية: من أحوج الناس إلى طلب العلم؟ قال أعلمهم، لأن أخطأ.