القرار النهائي
17كانون12005
مصطفى محمد الطحان
الرد على الدكتور عائض القرني بسبب قراره النهائي
بقلم: مصطفى محمد الطحان
إلى الأخ عائض القرني المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت قصيدتك التي سميتها (القرار الأخير).. والتي قررت فيها اعتزال العمل الدعوي.. وأنا لا أعرفك من قبل.. وإن كنت سمعت باسمك..
أقول لك: إن هذا القرار الأخير ليس لك.. ولا تملكه حتى تتخذه.. فالقرار لله سبحانه وتعالى الذي أمر دعاته فقال:
)ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة(. فإذا كان الرجوع للحق فضيلة.. فسارع لذلك.
مع خالص التحية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للدكتور عائض القرني
يـا أرضَ بـالقرن ما زلنا محبينا لا البعدُ ينسي ولا الأعذارُ فـسـائـلـي الغيمَ كم أسقى معاطفَنا وسائلي البرقَ كم أحيا مغانينا لـي فـيـكِ يـا دوحةَ الأمجادِ ملحمةٌ محفورةٌ في كتابٍ من ليالينا يـوم الـصبا كقميصِ الخزِ ألبسُه والروضُ اخضرُ مملوءٌ رياحينا والـرملُ لوحي وأقلامي غصونُ ندا والربعُ يمطرهُ القمريْ تلاحينا يـا ارضَ بـالـقرن لو فتشتِ في خَلَدي وجدتِ فيه أخاديدًا وتأبينا جـرحٌ من الحبِ يا بالقرن ما اندملتْ أطرافُهُ باتَ يُقصينـا ويُدنينا قد زرتُ بعدكِ يا بالقرن كلَّ حمى وطرتُ في الجو حتى جئتُ برلينا فـمـا رضيتُ سواكم في الهوى بدلاً لأنني عاشقٌ دنيـاك والـدينا رأيـتُ بـاريسَ في جلبابِ راهبةٍ شمطاءَ قد بلغتْ في العمرِ سبعينا وأنـتِ في ريَعَان العمرِ زاهيةٌ في ميعةِ الحسن إشراقاً وتكــوينا أتـيـتُ واشنطنًا لا طاب مربعُها رأيتُ ساحتَها في الضيقِ سجِّينـا فـلا نـسيمَ كأرضي إذ يُصبِّحنا ولا ندى الطلِ في الوادي يمسِّيـنا ارضُ الـسنابلِ لا ارضَ القنابلِ يا سِحْرَ الوجودِ ويا حرزَ المحبينا يـا روضـةً طـالـما هزَّتْ معاطفَها كأنهـا بتبـاشيرٍ تحيـينـا وربـوةٍ كـم درجـنـا فـي ملاعبها عهدُ الطفولة يزهو من أمانينا والأربـعـون عـلى خدي مروِّعةٌ يا ليت أني أهادي سنَّ عشرينا والـغـبـنُ يـكتب في أضلاعنا خطبًا مدربُ القلف يعطينا تمارينا يـقـتـاتُ مـن لـحمنا غصْبًا ويجلُدنا ويستقي دَمَنا زورًا ويظمينا وإن نـظَـمْـنـا بـيوتَ الشعرِ نمدحه يظل بالشَّعَر المفتولِ يلوينا إذا اقـتـرحـنـا عـلى أيامنا طلبًا ذقنا المنايا التي تطوي أمانينا آهٍ عـلـى قـهوةٍ سمراءَ نشربُها في غرفةٍ من ضميمِ الطيِن تؤوينا سِـجـادُهـا بـحـصيرِ النخلِ ننسجه وريشُها بنقي الصوفِ يدفينا بـعـنـا الـهـمـومَ بـدنـيانا صيارفةً لسنا جباةً وما كنا مرابينا لـم نـدّخِـرْ قـوتَـنـا بـخلاً ليومِ غدٍ لكل يومٍ طعامٌ سوف يأتينا ونـمـلأُ الـضـيـفَ ترحابًا لننسيَهُ ما غابَ من أهله عنه ويُنسينا أمـام غـرفـتِـنـا يجري الغديرُ على صوتِ الحمامِ بأبياتٍ يُغنينا قـلـوبُ أصحابِنا طُهْرٌ وسيرتُهم مثلُ الزلالِ الذي في القيظِ يروينا أيـامَ لا كـدلـكٍ يـعـوي بـحارتنا ولا البواري تدوّي في نوادينا والـيـومَ أمـوالُـنـا بـاتـتْ تـؤرقُنا همًا وأولادُنا بالغمِّ تؤذينا إذا رفـعـنـا بـآيـاتٍ عـقـيـرتَنا قالوا: غلوٌ وهذا خالفَ الدينا وإن هـمـسـنـا بـحـبٍّ في مجالِسنا قالوا: يدبر أعمالاً لتردينا وإن لـبـسـنـا بـشـوتًا عرَّضوا سفهًا بأننا نزدهي فيها مرائينا وإن تـقـشَّـف مـنـا صـادقٌ ورِعٌ قالوا: يخادِعُنا عمْدًا ويغوينا إذا صـمـتنا اقضَّ الصمتُ مضجعَهم وإن نطقنا شربنا كأسَنا طينا إذا أجـبْـنـا عـلـى الجوالِ أمطَرَنا بالسبِّ مَنْ كان نغليه ويغلينا وإن أبـيـنـا أتـتنا من رسائله مثل السعيرِ على الرمضاء تشوينا قـلـنـا لـهـم هـذه الأشـياءُ حلَّلَها أبو حنيفة بل سُقنا البراهينا قـالـوا: خـرقتَ لنا الإجماعَ في شُبَهٍ مِن رأيِك الفجِّ بالنكراءِ تأتينا وإن ضـحـكـنـا أضـافونا بسخرية صفراءَ تملؤنا غبنًا وتذوينا وإن بـكـيـنـا لـظـلوا شامتين بنا كأنهم وحدَهُم صاروا موازينا تـفـردوا بـخـطـايانا وأشغلَهُم عن ذكرِ سُوئِهُمُ المُرْدي مساوينا ويـفـرحـون إذا زل الـنـعـال بنا ويهزؤون بمن يروي معالينا ولا يـرون سـوى أغـلاطِـنـا أبدًا فنقدُهُمْ صارَ في أهوائهم دينا وشـتْـمُـهُمْ هو محضُ النصحِ عندهمُ وردُّنا هو زورٌ من مغاوينا لـحـومُـهُـم عـندنا مسمومةٌ أبدًا ولحمُنا صارَ تحت النقدِ سردينا فـنـحـن عـنـد الـحداثيين قافلةٌ من الخوارج نقفو النهجَ تالينا أمـا الـغـلاةُ فـإنـا عـنـد شيخهمو لسنا ثقاتٍ وما كنا موامينا ونـحـن فـي شـرعِـهِ خُـنَّا عقيدتَنا من بائعين مبادينا وشارينا حـتـى الـسـيـاسي مرتابٌ ولو حلفتْ لنا ملائكةٌ جاءوا مزكينا كـم مـولَـعٍ بـخـلافي لو أقولُ له هذا النهارُ لقالَ الليلُ يضوينا إذا طـلـبـنـا جـلـيـسًا لا يوافقُنا واديه ليس على قربٍ بوادينا فـتـاجـرٌ لاهـثٌ ألـهـتْهُ ثروتُه عبدَ الدراهمِ قد عادى المساكينا وجـاهـلٌ كـافـرٌ بالحرفِ ما بصُرَت عيناه سِفْرًا وما أمَّ الدواوينا ومـعْـجَـبٌ صَـلِـفٌ زاهٍ بمنصبه تواضعٌ منه فضلاً أن يماشينا فـالآن حـلَّ لـنـا هـجـرُ الجميعِ وفي لزومِ منزِلِنا غُنْمٌ يواسينا نـصـاحـبُ الكُتُبَ الصفراءَ نلْثِمُها نشكو لها صخَبَ الدنيا فتشكينا تـضـمُّـنا من لهيبِ الهجرِ تمطِرُنا بالحبِّ تُضحِكُنا طورًا وتُبْكينا مـا فـي الـخـيامِ أخو وجدٍ نطارِحُه حديثَ نجدٍ ولا خلٌ يصافينا فـالـزمْ فـديتُك بيتًا أنتَ تسكُنُه واصمتْ فكلُّ البرايا أصبحوا عينا شـكـرًا لـكـم أيها الأعداءُ فابتهجوا صارت عداوتُكُم تينًا وزيتونا عـلَّـمـتـمـونا طِلابَ المجدِ فانطلقتْ بنا المطامحُ تهدينا وتعلينا جـزاكـم اللهُ خـيرًا إذْ بكم صلحت أخطاؤنا واستَفَقْنا من معاصينا دلَـلْـتُـمـونـا عـلـى زلاتِنا كرمًا وغيرُكُم بِسُكارِ المدحِ يُعمينا فـسـامِـحـونـا إذا سالتْ مدامعُنا من لذعِ أسياطِكُم كنتم مصيبينا تـجـاوزوا عـن زفيرٍ من جوانِحنا حلمًا على زفراتٍ في حواشينا ثـنـاءُ أحـبـابِـنـا قـد عاقَ همتَنا ولومُ حسادِنا أذكى مواضينا مـاذا لـقـيـنا من الدنيا وعشرتِها عشاقُها نحنُ وهي الدهرَ تقلينا عـلـى مـصـائـبـهـا ناحتْ مواجعُنا ومن نكائدِها ذابتْ مآقينا تـغـتـالُـنـا بـدواهـيـها وتنحرُنا صارتْ مخالبُها فينا سكاكينا والآن فـي الـبـيـتِ لا خِـلٌّ نُسَرُّ به إلا الكتابُ يناجينا ويشجينا | تثنينا