يهودي أمريكي: لماذا لا يخضع “النووي الإسرائيلي” للرقابة مثل إيران؟
ثمة كراهية لاذعة تفعّل أحد مقالات الكراهية لإسرائيل، لدرجة التوصية بإلغائها كدولة لليهود وإقامتها كدولة واحدة لليهود وللفلسطينيين. ومثلما هو دارج في مطارحنا، فقد وضع بيتر باينرت كتاب الكراهية وهو يهودي أمريكي من البارزين في الوسط اليهودي التقدمي، واليسار المتطرف الذي ينتقد إسرائيل بلا حدود وأحياناً بلا قيود. باينرت من البارزين بين المثقفين اليهود في الولايات المتحدة. ثقافته واسعة وعميقة، ويعمل بروفيسوراً في الصحافة بولاية نيويورك.
ينشر باينرت مقالات رأي في “نيويورك تايمز” المعروفة بموقفها النقدي من إسرائيل، وفي حينه نشأت علاقة بينه وبين “هآرتس” التي عرّفته بأنه “محلل كبير” في الصحيفة. ولكن بعد أن نشرت بضعة مقالات له، توقفت هذه العلاقة بينهما.
اهتم جهاز الأمن العام (الشاباك) بآراء باينرت، وعندما أوشك على دخول إسرائيل قبل بضع سنوات، أوقفه رجال الأمن. وحسب ما نشر، فقد حقق معه على علاقاته مع محافل اليسار. إن إيقاف باينرت في مطار بن غوريون كان خللاً جسيماً. فمكتب رئيس الوزراء، في عهد ولاية نتنياهو، اعتذر عن التحقيق مع باينرت ووصف هذا التحقيق بأنه “خلل إداري”.
يمكن القول إن باينرت تطرف في انتقاده لدولة إسرائيل، ولا سيما للاستيطان. وليس هذا فقط؛ فهو يشكك في مبنى النظام في إسرائيل، ويدعو إلى تغيير متطرف: برأيه، يجب أن تكون إسرائيل دولة يعيش فيها يهود وفلسطينيون بمساواة كاملة.
يبدو أنه السبب الذي يجعله يدعو إسرائيل إلى فتح بواباتها والسماح للفلسطينيين بتحقيق “حق العودة”. وفي هذه الأيام تطرف في انتقاده لإسرائيل، لدرجة التصريح الذي من شأنه أن يفسر كرسم المقايسة بل وحتى المشابهة بين إيران وإسرائيل.
منظمة جماهيرية في الولايات المتحدة تدعى Honest Reporting، التي تتابع التصريحات الزائفة تجاه إسرائيل في وسائل الإعلام الأمريكية، كانت أرفقت تحليلاً متشدداً لمقال باينرت الأخير الذي نشر قبل بضعة أيام في “نيويورك تايمز”.
موضوع المقال “سياسة النووي في إيران وإسرائيل”، ويدعو فيه الكاتب الولايات المتحدة وإسرائيل إلى البدء في كشف حقيقة الصواريخ النووية لدى إسرائيل. يقزم باينرت التهديد النووي الإيراني تجاه إسرائيل ولا يشير إلى أن إيران هي التي تهدد بإبادة إسرائيل. وبخفة كبيرة، يتجاوز التهديد الذي يعلن عنه قادة إيران في أحيان متواترة.
مشورات باينرت التي تقزم جسارة التهديد، تأتي -على حد قوله- للعمل على تجريد الشرق الأوسط من السلاح النووي. والصعوبة على حد قوله، هي أن إسرائيل لم توقع على ميثاق عدم نشر السلاح النووي، ومقارنة بإيران، فإنها لا تسمح بالرقابة على منشآتها. إن ذكر الموضوع النووي كبند في سياق نقد إسرائيل، هو أمر جديد من ثمار آراء باينرت. إن منتقدي إسرائيل من بين يهود الولايات المتحدة يركزون على موضوع المستوطنات كجذر كل شر. وإن سنوات ولاية نتنياهو في رئاسة الوزراء شكلت لباينرت برنامجاً سياسياً مريحاً لكتاباته النقدية. هل سيلطف اليسار الأمريكي الذي يمثله باينرت، حدة مواقفه في عهد بينيت، أم أنه سيتطرف فيها أيضاً؟
وسوم: العدد 942