الريبة في ارتقاب مطر لا يهطل
من الشعر الكوردي المعاصر
عبدالمطلب عبدالله[i]
ترجمة: م. محمد حسين رسول
مِنْ بحرٍ ... الى بحرْ
أَرجِعُ الى حضرةِ السَّفَرِ
وأُودِعُ الحمائمَ لدى الريحِ
مِنْ بحرٍ ... الى بحرْ
يَلوُحُ الوطنُ أسودَ اللونِ
أَسودَ كمثلِ ليالٍ بيضاءَ
أَنكَفِيءُ فيها الى عُقرِ الدارِ
مِنْ بحرٍ ... الى بحرْ
كنتُ أُدَوِّنِ تقاديرَ المطرِ
تُضِيعُ القطعانُ أَنفُسَها أمامَ الضبابِ
وأَنا أَقرأُ الريبةَ
أَمامَ الوطنْ
مِنْ بحرٍ ... الى بحرْ
يَنثرُ الليلُ أحلامَهُ على الريحِ
والوطنُ دفترَ المعنى
مِنْ بحرٍ ... الى بحرْ
يَفتحُ القطيعُ القبضةَ للغضبِ
كالريحِ
يَتساقطُ الليلُ كالمطرِ
والوطنُ كالصحراءْ
مِنْ بحرٍ ... الى بحرْ
الماءُ حامِلٌ رائحةَ جُثَثِ القطيعِ
والدارُ رائحةَ البارودِ والزنزانةْ
ليلةً بعدَ ليلةْ
يَهطِلُ القطيعُ
يُهاجِرُ الماءُ الى المنفى
وأنا الى الريبةِ
شيئاً فشيئا
مِنْ بحرٍ ... الى بحرْ
يَمتَقِعُ المطرُ اصفراراً
يُدَوِّنُ الصحراءَ
وأنا
رسالةَ الشرودِ الى الحمائمِ
مِنْ بحرٍ ... الى بحرْ
يَعودُ فرعٌ مِنْ ذاكَ المطرِ الى جوفِ الوجودِ
يَعودُ فرعٌ الى نسلِ الأوراقِ
وفرعٌ آخَرَ ينزلقُ
وفي الطرفِ الآخَرِ للريبةِ
يأخذُهُ البحرُ
أُفرِغُ ذاتيَ مِنَ المطرِ
ورقةً ورقةْ
أَكتُبُ القنوطَ بمنقارِ الماءِ
ورقةً ورقةْ
إني امتقعتُ اصفراراً
ورقةً ورقةْ
(أمسحُ الليالي)
ورقةً ورقةْ
أَعودُ الى الدارِ فارِهاً
أَكرَعُ جرعةً مِنْ قلبيَ بهِمَّةْ
وأَنظِمُ الموتَ بأتقانٍ
مِنْ أَجلِ ذكرى الوطنْ
شيئاً فشيئا
تموز 2001 أربيل