قصة الطائر الذي أجهده العطش
15تشرين12005
محمد إقبال
قصة الطائر الذي أجهده العطش
محمد إقبال
ترجمة: د.عبد الوهاب عزام
طـائـر مـن ظـمأ قد قـد رأى ألـمـاسة مثل الندى خـدعـتـه شذرة مثل الشرر لـم يـجـد رياً بضرب المنقر قـالـت الشذرة : جنبت الهدى لـسـت ماء ، لا تراني ساقية جاهل يقصد هضمي ما اهتدى كـل مـنـقـار بمائي ينكسر مـا رأى الـطـائـر فيها أربا حـسـرة فـي صـدره تـتقد * * * وأضـاءت مـثـل دمع البلبل لـضـيـاء الـشمس فيها منّة كـوكب يرعد من نسل السماء غـره الأكمام والزهر الخصيب قـطـرة مـن دمع صب تبهر فـمـضـى الطائر فيها راغباً أيـهـا الـباغي عدواً تقهر ! حـيـنـما الطائر أضناه صداه كـانـت الشذرة عضباً يرهب قـوة الـذات احـفـظنها أبداً أنـضـج القطرة كالطود ترى أثـبـت الـذات وفـيها حقق ومـن الـذات أبِـنْ أسرارها | جهداكـدخـان نـفـسـا قد صعدا صـاغـهـا ماءً لعينيه الصدى فـرأى الجاهل ماءً في الصخر لـم يـصب ماء بنقر الجوهر تضرب المنقار في جسمي سدى مـا أنـا من أجل غيري باقية لـحـيـاة نـورهـا منها بدا وتـرى الإنـسـان منه ينبهر فـتـولـى عـن سـناها لغبا زفـرات لـحـنـه يـصـعّد * * * قـطـرة في غصن ورد خضل ولخوف الشمس فيها رعدة (1) شاقه الجلوة في هذا الفضاء (2) لـم يزود من حياة بنصيب (3) زانـت الـهدب وكادت تقطر بـل بـالـقـطـرة حَلقاً لاهباً قطرة أنت ، ترى ، أم جوهر ؟ حـيّ نـفـساً بحياة من سواه لـم يـكـن قطرة طلّ يشرب وكـن الألـماس لا قطر الندى حـامـلاً غـيماً مفيضاً أنهرا فـضـة كن بالتئام الزئبق (4) حـركـن عـن لحنها أوتارها |
الهوامش :
(1) هي مضيئة بنور الشمس ، وهي في خوف أن تجف في أشعة الشمس .
(2) قطرة الندى كأنها كوكب من السماء تجلى على الأرض ، والندى في شعر إقبال يرمز أحياناً للأمور العلوية .
(3) الأكمام أكمام الزهر، وهذه القطرة سريعة الزوال لم تأخذ نصيباً من الحياة الذاتية .
(4) كن في صلابة الفضة باجتماع الذرات المضطربة كالزئبق .