الذئب والكلب الهزيل
كان ذئب يجوس ذات مساء في جوار قرية ، فلقي كلبا ظاهر الضمور والهزال ظهورا بينا ، وكان واردا أن يضرب عنه صفحا للسرف في ضموره وهزاله لو لم يكن جائعا على غير العادة . فاتجه صوبه ، فأخذ الكلب يتراجع للنجاة ، ولما شعر بأنه لا أمل له فيها قال للذئب متقطع الكلمات ، متفاديا عضة أنيابه : دعني أذكرك يا صاحب الفخامة بمدى الضرر الذي ستجنيه على نفسك إن أكلتني ! انظر أضلاعي ! ما أنا إلا جلد على عظم . إنما دعني أسر إليك أمرا ! سيقيم صاحبي وليمة زفاف كبرى لابنته الوحيدة ، ولك أن تتصور ما سأصير إليه من الحسن والسمنة من أكل فتات مائدة تلك الوليمة ، وعندها يطيب لك أكلي .
ووجد الذئب نفسه يفكر في مدى روعة أكل كلب بدين سمين عوض هذا الكائن النحيل الهزيل الماثل أمامه ، فانسحب إلى غيضة الشجر التي يعيش فيها واعدا الكلب بالعودة إليه . وعاد فعلا بعد أيام قليلة للوليمة الموعودة ، فرأى الكلب في فناء منزل صاحبه ، فناداه ليأكله .
فقال له الكلب صارفا أسنانه : يسرني يا سيدي عظيم السرور أن تأكلني ، وسأخرج إليك متى ما فتح الآذن الباب .
وما كان " الآذن " في الحقيقة إلا كلبا ضخما مهولا يعرف الذئب من تجربته المريرة الأليمة معه عنف قسوته على الذئاب ، ومن ثم كف عن انتظار وفاء الكلب بوعده ، واندفع هاربا يباري الريح .
*العبرة : لا تعتمد على وعود من يريد خداعك ! خذ ما يتاح لك متى سنح !
*حكايات إيسوب .
وسوم: العدد 718