إرهاب.. بحبك يا ارهاب
إرهاب.. بحبك يا ارهاب
عبد الرحيم عبد الرحمن منصور
المشهد الأول :
المكان : غرفة متواضعة طاولة عليها إبريق ماء وكأس وكتب وكراريس بعض الكراسي
الزمان : زمن الإرهاب
الأشخاص : مجموعة طلاب محمود مصطفى سمير حسان
ترفع الستارة ويضاء المسرح
محمود : إرهاب إرهاب إرهاب
مصطفى : ما هذا يا محمود ؟ ما بك !!؟؟
محمود : إرهاب إرهاب إرهاب
مصطفى : محمود .... ما هذا يا محمود !!!؟ هل جننت !!!
محمود : إرهاب ألم تسمع الإرهاب في كل مكان ... في مصر في سورية في العراق في فلسطين في ليبيا في اليمن
مصطفى : إي ... إي.. على مهلك مالك ؟ ( شايف منام ولا محشش )
محمود : لا شايف منام ولا أنا محشش إفتح التلفاز واعمل جولة بين القنوات وشوف كيف الإرهاب هجم هجمة واحدة في الشرق وفي الغرب وين كان متخبي وين كان مخيم هالابن الحرام هالارهاب
سمير : يدخل ... مالك يا محمود ... مالك يا مصطفى ليش صوتكم واصل إلى الشارع مين هادا ابن الحرام يا محمود !!
محمود : ابن الحرام الإرهاب
سمير : الإرهاب ؟ شو جنيت ما به يا مصطفى ؟
مصطفى : كما تسمع وكما ترى يركض يمنة ويسرى وهو ينادي : إرهاب إرهاب إرهاب
محمود : إرهاب.... إرهاب.... إرهاب
سمير : يضحك وينضم إلى محمود ( إرهاب إرهاب بحبك يا إرهاب حبيبي يا إرهاب بالروح بالدم نفديك يا إرهاب
مصطفى : والله كملت معنا كنا بواحد صرنا باثنين
حسان : يدخل مستعجلا ماذا حدث يا شباب ؟ لماذا كل هذا الضجييج ؟
مصطفى : تعال شوف الهبل تعال شوف الجنون ( يسكت قليلا ثم ينادي على حسان )
حسان .. حسان
حسان : ماذا يا مصطفى هل أصابتك العدوى
مصطفى : لا... لا فقط أريد أن أسألك سؤال
حسان : تفضل اسأل
مصطفى : هل سمعت الأخبار اليوم ؟
حسان : لا.. لم أسمعها .. وليس عندي وقت لأسمعها لماذا تسأل ؟
مصطفى : أقول ربما هجم الإرهابييون على ( العصفورية ) وحرروا المجانين
حسان : ما هذا الكلام يا مصطفى ما هذا الكلام ؟
مصطفى : الشيء المذهل انظر ماذا حدث لسمير ومحمود لعلهم شاهدوا المجانين في الشارع يقولون : إرهاب .. إرهاب فصاروا مثلهم ينادون ألا تراهم ألا تسمعهم
محمود وسمير : إرهاب .. إرهاب بحبك يا إرهاب حبيبي يا إرهاب .....
حسان : أنت يا مصطفى هل تصدق أنه يوجد في بلدنا إرهابيون ؟ ومن أين يأتي الإرهابيون يا رجل ؟
مصطفى : الحكومة تقول أن هناك إرهابيين يملأون البلد
حسان : باستهزاء الحكووووومة ... قلتلي .. الحكووومة معناها ( إرهاب... إرهاب ... إرهاب بحبك يا إرهاب ؛حبيبي يا إرهاب
مصطفي:في حالة ذهول واندهاش
تسدل الستارة بينما يستمر الصوت : إرهاب .. إرهاب
المشهد الثاني
ترفع الستارة الإضاءة عادية الطاولة تتوسط الغرفة تظهر فوقها بعض الصور والافتات
حسان : انظر يا مصطفى حتى تصدق يقينا أن الأسد وزمرته هم أهل الإرهاب انظر هذه الصور واقرأ هذه التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان وهذه الأحبار التي تناولتها وكالات الأنباء العالمية
مصطفى : صدقت يا حسان كان هناك غشاوة على عيني لشدة الرعب من المخابرات وأذنابهم على مدى سنين عمري وما قبل ، كنت ابتعد كل البعد عن هذه الأمور حتى بت لا أدري ماذا يحدث وماذا يدبر لهذا البلد
حسان : يا رجل منذ أكثر من أربعين سنة ماسكين البلد ورقاب أهل البلد بقبضة حديدية لا ترحم
في هذه اللحظة يدخل سمير ومحمود
سمير ومحمود : ارهاب ارهاب اره..
مصطفى بحزم : اقلبوا هذه الإسطوانة يا شباب يكفي فهمنا وعرفنا كل شيء
سمير : الحمد لله على السلامة ... بكير على فهمك يا سي مصطفى
محمود : مصطفى معه حق فلولا أنه وقع في قبضة الشبيحة في المدرسة ونال ما نال من التعذيب والدهس والمذلة لمدة عشر ساعات متواصلة قبل أن يخلوا سبيله لكان ما يزال نائما هامدا راكدا حتى الآن
سمير : يعني هالعلقة خلتو يصحا !؟
محمود : نعم نعم وليس هذا فحسب بل عرف الإرهاب ومنبعه ومصدره
مصطفى : كفى يا شباب دعونا ننسى الذي حدث ونفكر ماذا نفعل
محمود : ننسى !! نحن ممكن ننسى ... أما أنت كيف تنسى وجروحك ما زالت طرية !! كيف ؟
سمير ومحمود : ارهاب ... ارهاب ... بحبك يا أرهاب حبيبي با أرهاب ...
حسان يضحك الجميع يضحكون
مصطفى : ينظر إلى الجميع بصمت وبعيني صقر ثم يقول : الحقيقة يا شباب أن أعداءنا صادقون بكل ما يصفوننا به
سمير : صادقون !! الله أكبر .... بدأت الحكمة تتفجر .. الله أكبر
محمود : يعني نحن إرهابيون !؟
حسان : دعونا نسمع مصطفى إلى الآخر ... تفضل يا مصطفى أكمل
مصطفى : هل سمعتم أن شعبا من الشعوب أو طائفة من الطوائف أو مجموعة أو فئة وصفت بالإرهاب مهما فعلوا إلا المسلمون !؟ فقط المسلم عندما ينهض ليدافع عن كرامته وحقه في الحياة فهو إرهابي فقط المسلم عندما يستنكر الظلم فهو إرهابي اينما وجد هذا المسلم في افغانستان في الشيشان في الفلبين في أندنوسيا في البلاد العربية في أي أرض يعلو فيها صوت المسلم فهو إرهابي !!!
سمير : لماذا ... يعني الإرهاب صناعة إسلامية !؟
حسان : فكر أنت لماذا
محمود : علينا جميعا أن نفكر لماذا ؟
مصطفى : أقول لكم ... لأن أعداءنا يعرفون طبيعة المسلمين وطبيعة الدين الإسلامي الذي يدينون به وهم في شغل دائم وعمل دؤوب في دراسة ومراقبة المسلمين والمجتمعات الإسلامية خوفا من استيقاظ المارد الإسلامي
سمير : صرت تتحدث بالألغاز أفصح يا مصطفى الله يخليك
مصطفى : يا جماعة اعداءنا لا يخافون منا ما دمنا نأكل ونشرب وننام ونتمتع كباقي الناس
حسان : إذن مم يخافون با مصطفى
مصطفى : يخافون من هذا الدين الذي نحمله في قلوبنا عقيدة ومنهاج حياة الدين الذي يحفزنا إلى النهوض والتقدم والقرآن الذي يدعونا إلى العزة والكرامة
محمود : بدأت يا مصطفى تضع يدك على الجرح صح يا شباب هذه حقيقة إنهم يخافون من ديننا وعقيدتنا فإن هذه العقيدة إذا تمكنت من القلوب وحركت العزائم فإن عروشهم سوف تهوي وتنهار
مصطفى : نعم ... نعم .. إن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطي منحة من الله عز وجل له ولأمته
سمير: وما هي هذه المنحة يا مصطفى ؟
مصطفى : بحزم واهتمام أعطي وأعطينا نحن المسامين خصيصة النصر بالرعب !!
محمود : النصر بالرعب ؟
مصطفى : نعم النصر بالرعب ألم يقل المصطفى صلى الله عليه وسلم : نصرت بالرعب مسيرة شهر ....
حسان : ها...ها...ها...لهذا السبب تراهم يخافون عندما يسمعون نداء الله أكبر لا إله إلا الله
مصطفى : بالضبط الله أكبر تهز كيانهم تخلع قلوبهم عندما تكون صادرة من حناجر وقلوب صادقة
محمود : هذا هو الإرهاب الحقيقي الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
سمير : صح صح فما من مرة يعلو فيها هذا الهتاف إلا وعروش الظالمين تتزلزل وقلوبهم تنخلع فيسارعون لإسكات هذا النداء بكل وسائل الإجرام الممكنة القتل التدمير التهجير التعذيب والملاحقة و...
حسان : ليس هذا فحسب بل إن أئمة الكفر في العالم يتنادون إلى خنق هذه الصيحات في مهدها والدول التي تسمى عظمى وتسيطر على مجلس الأمن تسارع إلى إصدار القرارات والإتهامات
مصطفى : ويقولون عن الذين يطالبون بحقهم في الحرية والكرامة انهم أصحاب إرهاب وإرهابيون ويتشدقون : علينا محاربة الإرهابيين أينما وجدوا وهم في الحقيقة هم الإرهابيون الين يكبتون الشعوب ويقتلون آمالهم في الحرية والحياة الكريمة
سمير : الآن فهمنا السبب في تقاعس الدول الكبرى في مساعدة الشعب السوري ونصرته الشعب السوري إرهابي نعم يا سيدي أما بشار ونظامه يا سلام عليه يقاتل الإرهاب الأطفال النساء الشيوخ حتى الحيوانات حتى البيوت والحجارة كلها إرهاب
محمود : في نفس الوقت نرى الدول العظمى -- بلا معنى ---كرماء في تقديم المواد الإغاثية وفي التبرع لتقديم الغذاء والدواء
حسان : نعم فهم أسخياء في رعاية المآسي والنكبات وليس القضاء عليها
مصطفى : إنهم يرمون بهذا إلى إلهاء الشعب المسكين بهذا الفتات عن قضيته الأساسية وعن المطالبة في تحقيق العدالة والحرية التي حرمهم منها الحاكم الظالم لا حظوا معي كيف أن النازحين واللآجئين من أبناء شعبنا السوري صار همهم الحصول على لقمة الغذاء وحبة الدواء ويوما بعد يوم سوف ينسون بيوتهم وممتلكاتهم ووطنهم وأبناءهم ويتعلقون بهذه المساعدات وكأن الشعب السوري كان جائعا أو بحاجة إلى هذه المساعدات
سمير : والله يا شباب لو كنت استطيع لقذفت هذه المساعات في وجوه أصحابها ولصرخت : خذوا تفاهاتكم واذهبوا بها إلى الجحيم فلسنا بحاجة إليها لا حول ولا قوة إلا بالله
محمود : وحقيقة نحن لسنا في حاجة إليهم ديننا وعقبدتنا هو السلاح الفعال الذي يغنينا عن كل سخافاتهم
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله هو كافينا وهو حامينا
الجميع : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والظالم عدو الله ........
تسدل الستارة مع نشيد من أناشيد الثورة