فيصل موظف بوظيفة مرموقة ، يتقاضى راتبا لا بأس به ، بيته ملك له ، عنده سيارة يتنقل بها ، ليس عليه ديون ولا يحتاج إلا لوجه الله الكريم .
سوسن زوجته ، جميلة ، أنيقة ، مثقفه ، قطعت دراستها في الجامعة وتزوجت فيصل ، عمرها مناسب لعمره ، عندهما ولدان ، أحدهما خالد سبع سنوات ، والثاني أحمد خمس سنوات .
المشهد الأول :
استيقظ عند الفجر تمطى قليلا ثم قام وتوضأ ثم صلى الصبح ونادى على زوجته
نهضت سوسن توضأ ت .. صلت ..ثم أعدت قهوة الصباح حملتها إلى الشرفة حيث كان زوجها يقرأ في مصحف بيده
إنها زوجة رائعة وامرأة صالحة بارك الله لي فيها في كل يوم جديد أحبها حبا جديدا الحمد لله حقا رائعة رغم أنها في بعض الأوقات تبدو متشددة ومستبدة ولكنها رائعة والحمد لله
المشهد الثاني :
في المساء وبعد الانتهاء من طعام العشاء وذهاب الأولاد للنوم كان وحيدا في غرفة الجلوس يتابع بعض أخبار الرياضة
يكلم نفسه : بدرية ! ! لسان طويل ،عين حدّاقة ، وشدّاقة ، وضمبر ميت ، لا حسيب ولا رقيب...والنعم من هكذا صديقة يا سوسن ، وأنت المثقفة ، الواعية ...
المشهد الثالث :
فيصل في الشرفة يشرب الشاي ويتأمل المناظر البديعة أمامه
رأيك ؟
سوسن غادرت مكانها غاضبة وتركته وحده مشوش الذهن مضطرب الأفكار
المشهد الرابع :
مرّ أسبوعان وفي كل يوم كانت الأمور تزداد اضطرابا الاصوات ترتفع والشجار تزداد وتيرته ويسود النحيب والبكاء
في اليوم الثاني عاد فيصل من عمله مبكرا جدا على غير عادته وكانت سوسن تستعد للذهاب الى الاجتماع مع ألست بدرية وباقي النساء
كان فيصل قد اتفق أيضا مع بعض معارفه على بيع المنزل وشراء منزل آخر في مكان بعيد وأعطاه توكيلا بذلك .
انتهى
فيصل = سوسن... أين أ نت يا سوسن ؟
سوسن = أنا هنا مع. الأولاد في الصالة .
فيصل = أنا سأنام مبكرا اليوم أحس ببعض التعب. كان يومي حافلا.. تصبحين على خير
سوسن = أنا سوف أسهر مع الأولاد قليلا ثم أ نام تصبح على خير
فيصل من غرفة نومه = نسيت أ ن أ شكرك كان طبخك اليوم ممتازا سلمت يداك
سوسن من مكانها = صحتين وعافية
فيصل = سوسن قومي يا سوسن هيا الى الصلاة قبل أن تشرق الشمس
سوسن = صباح الخير .. كيف كان نومك ؟ تفضل القهوة
فيصل = أ حلى صباح من هذا الوجه الحلو وزاده حلاوة رائحة القهوة الرائعة إنك ماهرة يا سوسن في إعداد القهوة .. شكرا لك
سوسن = القهوة فقط ! واتبعت كلامها بابتسامة مصطنعة
فيصل= لا .. لا.. إنك بارعة في كل شيء بل مبدعة وهذه القهوة دليل براعتك وشاهدة على ابداعك.. سلمت يداك
سوسن = سأوقظ الأولاد وأجهزهم للمدرسة هل تريد شيئا قبل أن ينهضوا
فيصل = لا.. شكرا لك .. أخذ يحتسي القهوة على مهل وهو يفكر :
سوسن من مكانها = فيصل لا تنس نفسك وتتأخر على عملك... الأولاد جاهزون
فيصل = وأنا سوف أستعد سألبس ثيابي
سوسن = دعني أرى هندامك .. هل كل شيء تمام .. هل وضعت عطرا ..الم تنس شيئا
فيصل = لا أظن .. أنا جاهز هل الأولاد جاهزون.. هل تريدين شيئا .. ماذا أحضر لك معي عند عودتي ؟
سوسن = لا شيء محدد .. لم يخطر في بالي شيء.. رافقتك السلامة ..انتبه في الطريق .. انتبه للأولاد
سوسن ومعها صينية القهوة = تفضل هذه قهوتك المسائية التي يحبها قلبك
فيصل = نظر إليها بإعجاب وقال : تسلم اليد التي عملتها واليد التي حملتها اجلسي قليلا
سوسن = جلست ثم تنهدت ااه
فيصل = مالك تتنهدين ! هل أنت متضايقة ؟
سوسن = هناك أمر أريد أن افاتحك به
فيصل = تفضلي كلي آذان صاغية ثم ضحك
سوسن = احذر من زارنا اليوم
فيصل = زارنا الهنا والبشر والسرور..
سوسن = أنا لا أمزح بجد احذر من زارنا
فيصل = من زارنا يا فيصل ..من.. من..عجزت لا أعرف
سوسن = زارنا اليوم جارتنا بدرية
فيصل = بدرية الخياطة ! ! والله !! وكيف حدث هذا ؟
سوسن = كانت لا تعرف أين نسكن واليوم تعرّفت على مكان سكننا وزارتنا ، هل في ذلك شيء غريب !
فيصل = لا...لا.... ما غريب إلا الشيطان ،قال مداعبا ثم سأل : ما حالها وكيف اسرتها هل ما زالت متزوجة أم طلقها زوجها ثم ضحك
سوسن = لماذا لا تأخذ الأمر بشكل جدي ؟
فيصل د= أي أمر يا حبيبتي ؟
سوسن = أريد أن أتحدث معك بموضوع
فيصل = تفضلي ، تحدثي حتى الصباح
سوسن = جارتنا بدرية كانت هنا في حينا في سوق الخضار تشتري بعض حاجات البيت ، التقت مع احدى جاراتنا ودلتها على بيتنا فجاءت لزيارتنا
فيصل = اهلا وسهلا ألم تستقبلينها بود ومحبة ؟
سوسن = نعم... نعم ... ولكن عندما سألتها ماذا تفعل في حينا قالت :
فيصل = يتمتم يا ويلي مما قالت
سوسن = ماذا قلت ؟
فيصل = لا شيء .. أكملي
سوسن = قالت : استلمت من زوجها مصروف البيت لتشتري هي ما يلزم من خضار وفاكهه ولحم وخبز... فتأتي كل يوم الى سوق الخضار وتتسوّق منه ثم تعود إلى بيتها
فيصل = وماذا في ذلك ! لعل زوجها يتأخر في عمله ولا يتمكن من تأمين حاجات البيت في الوقت المناسب
سوسن = بصراحة ...بصراحة أريد أن اريحك من مهمة مصروف البيت وتأمين حاجاته وهكذا أكسر الروتين القاتل في حياتي ، واتسلى ،واريحك، كذلك أوفر عليك
فيصل = بركاتك يا ست بدرية ، بركاتك حلّت علينا، يا هنانا ،ويا سعادتنا
سوسن = يا فيصل يا حبيبي ألسنا شركاء نتقاسم الحلوة والمرة ؟ لماذا لا تسمح لي بمساعدتك ام أنك لا تثق بي ؟
فيصل = يتمتم : بل لا أثق بالست بدرية والتفت الى سوسن وقال :وهل ستلتقي الست بدرية في السوق ؟
سوسن = أكيد .. وهي سوف تعلمني الشراء والمفاصلة والتوفير في الثمن فهي تعرف كيف تعامل البائعين ، ماذا قلت ؟
فيصل = سوف أفكر بالأمر وأنت أيضا أعيدي التفكير فيه ، سوف أذهب لأنام ، ألا تنامين أنت أيضا ؟
سوسن = هل أعجبتك الشاي يا فيصل ؟
فيصل = إنها ممتازة وكأني اشربها لأول مرة بهذه النكهه !
سوسن = صحتين وعافية ، لقد تعلمت طريقة جديدة لتحضير الشاي من الست بدرية ....... هل فكرت بموضوعنا يا فيصل ؟
فيصل = ما شاء الله... ما شاء الله صارت بدرية تشاركنا حياتنا، ثم عن أي موضوع تسالين ؟
سوسن = عن الموضوع الذي تكلمنا فيه البارحة
فيصل = معقول هذا ... معقول ! لم أفكر فيه لقد وجدت لك عملا يريحني من كثير من الأعباء ، ويشغل الفراغ الذي يضايقك في المنزل
سوسن فرحة = وما هو ؟
فيصل = أتعرض في المكتب لضغط عمل كبير يستغرق كل وقت دوامي ،لذا فكرت وقلت : عندي زوجة محبة ، مخلصة ، مثقفة ، وواعية لماذا لا أحيل لها بعض الأضابير والموضوعات على جهاز الكمبيوتر لتساعدني في انجازها وهكذا تخفف عني الضغط ، وتشغل هي وقت فراغها ، ما
سوسن = بحرد ... لا أريد لا أريد سوف أذهب مع الست بدرية كل يوم إلى سوق الخضار للتسوق وهناك سوف ألتقي مع العديد من النساء ولن أكون وحدي مع الست بدرية ، ثم اننا اتفقنا أن نحتسي القهوة الصباحية كل يوم عند واحدة وغدا سوف تكون البداية عندي .
فيصل = اتفقتم !! ومتى اتفقتم ؟ وأين اجتمعتم ؟
سوسن = ذهبت اليوم مع الست بدرية وتفرجت على السوق ثم عدت مع بعض النساء الى بيت الست بدرية وهناك على فنجان القهوة اتفقنا ثم عادت كل واحدة الى منزلها ... ها... ما رأيك يا فيصل
فيصل = والله عال صارت الست بدرية بحق شريكة معنا في حياتنا وليس هي فحسب بل ومعها مجموعة من النساء !!
سوسن = وماذا في ذلك يا فيصل ؟ يا حبيبي ألا تريد سعادتي !
فيصل = سعادتك !! سعادتك تذوب .. تتلاشى... تطير في الهواء مثل الهباء انتبهي يا سوسن لنفسك ، ولزوجك وأولادك وبيتك أنت مثقفة جامعية واعية لا يناسبك صحبة هؤلاء النساء الجاهلات انهن لسن من بيئتك ولا أنت من بيئتهن .
سوسن = أنت تضخم الأمور وتحملها أكثر مما تتحمل
فيصل = يا حبيبتي يا سوسن أنت غالية .. غالية على قلبي .. عزيزة .. أنت عندي جوهرة ثمينة فلا تهدمي قصر السعادة الذي نعيش فيه وتقطعي حبل الوداد الذي يشدنا لبعض
فيصل = لا أدر ما حدث لنا ! من الذي دعا علينا ؟ من الذي حسد سعادتنا واستقرارنا وتفاهمنا ؟
سوسن = أنت متزمت مستبد برأيك لا تهمك سعادة الآخرين ولو كانوا أقرب الناس إليك
فيصل = ارجوك لا تصرخي في وجهي إني أكاد انفجر ، لقد وصلت الأمور عندي إلى نهايتها أنت لست سوسن التي اعرفها أنت لست سوسن أم اولادي، سيدة بيتي ، لقد تغيرت وتبدلت بسرعة وكأن الشياطين ركبتك
سوسن بعناد = أنا هكذا .. نعم تغيرت لقد تغيرت
فيصل = كل هذا من أجل الست بدرية التي لا نعرف عنها شيئا سوى أنها خياطة كيف سمحت لنفسك بأن تصاحبيها!؟
سوسن = صامتة..... لم ترد..
فيصل = حسنا الصباح رباح غدا سنرى سوف أذهب للنوم
فيصل = استعدي سنذهب في إجازة كي يستمتع الأطفال ونرتاح معا قليلا سنذهب إلى الساحل نقضي بعض الوقت على البحر حصلت على إجازة طويلة
سوسن = عن جدّ... ومتى سنذهب ؟
فيصل = غدا صباحا ننطلق.. احزمي الشنط وضعي فيها كل ما يلزم لقد استأجرت كوخا على الساحل بواسطة بعض أصدقائي
سوسن = وكم سنبقى ؟
فيصل = حتى تملي من البحر هل أعجبك ذلك ؟
سوسن = شكرا لك .. إنك تعرف مدى حبي للبحر لا يأس سوف أعد كل ما نحتاج إليه نحن والأولاد