حفلة..و
بيت السيد ماهر.
الزوجة عايدة
البستاني حاج خليل
المشهد الأول :
الحاج خليل : يا ست عايدة اشتريت ثلاثة ديكة وديك حبش وتمّ تجهيزهم كما طلبت متى تريدين تقديم الطعام ؟
الست عايدة : أفضل عند المساء حتى يكتمل عدد المدعوات... ماذا بشأن الفواكه ؟
الحاج خليل : الفواكه جاهزة .. موجودة .. لا تهتمي لم أنس شيء
الست عايدة : إذن أرجو يا حاج خليل أن لا تحرجني أمام ضيوفي
الحاج خليل : إن شاء الله كل شيء سيكون على أحسن ما تريدين اطمئني هل يوجد طلبات أخرى ؟
الست عايدة : لا ... شكرا
الحاج خليل : سأذهب لأشرف على العمل بنفسي .. عن إذنك السلام عليكم
الست عايدة : وعليكم السلام
المشهد الثاني :
الحاج خليل : ينادي على زوجته : أين أنت يا وسيلة ؟ ماذا تفعلين ؟ الست عايدة تريد تقديم الطعام مساء احرصي ان لا يتأخر
وسيلة : سيكون كل شيء جاهز بميعاده إن شاء الله هذه أنا وابنتك نوال وأختك فوزية نعمل . ولكن أريد منك خدمة يا حاج خليل
الحاج خليل : أنا في خدمتك ماذا تريدين ؟
وسيلة : أريدك أن تعلف البقرة وتسقيها حتى لا تبقى بلا طعام ولا شراب
الحاج خليل : حاضر سوف أعلفها واسقيها وانظف مكانها أيضا
نوال : ما مناسبة هذا الاحتفال يا أمي ؟ مضى وقت طويل والست عايده لم تحتفل بشيء
وسيلة : هذا ليس احتفالا يا نوال إنها حفلة بسيطة بمناسبة ذكرى زواجها
فوزية : يعني عيد زواجها يا أختي !
نوال : عشنا وشفنا والله ! حتى الزواج له عيد واحتفال ؟
فوزية : ما المانع ؟ هؤلاء الكبار لا شغل ولا مشغلة وفلوس كثيرة لا يجيدون سوى تبديدها يمينا وشمالا
وسيلة : معلوم .. السعادة عادة يا حسرة علينا
فوزية : لا يا وسيلة .. استغفري ربك هذه ليست سعادة هذه ليست سوى قشور براقة إذا بحثنا حقيقة هؤلاء الناس نرى جبالا من الهموم والمصائب والالام تغمر حياتهم
نوال : كل هذا النعيم يا عمة وتقولين هموم ومصائب ! ماذا نقول نحن إذن !؟
فوزية : نقول : الحمد لله يا بنتي ، السعادة الحقيقية هي في الرضى والقناعة والتوكل على الله ، ثم .. ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس
وسيلة : فهميها يا فوزية فهميها
فوزية : يا بنتي يا نوال هذه الحفلات والبهارج والزينة التي يهتم بها هؤلاء الناس هي هروب من المرارة والألم والتستر خلف هذه المظاهر الخدّاعة الحقيقة غير ذلك ، هؤلاء فارغات ، صور فقط .
وسيلة : نحن يا نوال كلمة نقولها بصدق تخرج من أعماقنا تشعرنا بالهدوء والراحة والسعادة والهناءة هذه الكلمة : الحمد لله ، الحمد لله تعادل كل ما هم فيه وزيادة
فوزية : هم لا يعرفونها ولا يجيدون نطقها ، مشغولون بزينتهم وبهارجهم ، وتفاخرهم على بعضهم ، وحسد وغيبة وغيرة ووو .
نوال : اللهم استرنا واحفظنا ، يأرب لك الحمد والشكر دائما وأبدا
وسيلة : كفى .. دعونا نتابع عملنا حتى لا نتاخر ، قولوا يا الله .
المشهد الثالث :
في المساء
وسيلة : كل شيء جاهز يا ست عايدة ماذا تأمرين ؟ هل نجهز السفرة ؟
الست عايدة : لا.. لا.. انتظري حتى تأتي المدعوات لكي لا يبرد الطعام
فوزية : جاء الجميع دفعة واحدة ما شاء الله اناقة ، هندام ، وجمال ..كلهن عرائس اي والله عرائس
نوال : دعيني أنظر يا أمي ما شاء الله ! هل هؤلاء حريم مثلنا يا أمي !
وسيلة : حريم .. نعم.. ولكن مثلنا ..لا .. اتحدى أي واحدة تعرف تسكب صحن رز لنفسها
فوزية : إنهن منظر .. منظر فقط يا نوال .. والآن سوف ترين العجب منهن
المشهد الرابع :
في الصالون وقبل الطعام بدأت عروض الأزياء
سهام (احدى المدعوات) تقف بجانب النافذة : ما رأيك يا ست عايدة بتسريحتي ، أليست مناسبة للفستان ؟
خلود : انظري يا ست عايدة ، هذا الفستان اهداني إياه زوجي بوبي ( بلال) الشهر الماضي أليس جميلا ؟
وداد : جميل جدا ولكن لو كان أقصر قليلا لأظهر حسن قوامك وجمال جسمك !
خلود : لا. لا.. بوبي يحبه هكذا
عايدة : إنه جميل .. جميل جدا إنه فاتن فعلا بوبي صاحب ذوق رفيع
وداد : لكن الأهم من ذلك القالب .. القالب غالب الست خلود أي شيء تلبسه تزيده أناقة وجمالا ، الله يهينك ياخلود ، وأنا يا ست عايدة ألا ترين هندامي ما رأيك بهذا الحلق وهذا العقد ؟ أليسا مناسبين للفستان .
الست عايدة : ما شاء الله قمة في الجمال قمة في الذوق
وسيلة : السفرة جاهزة يا ست عايده تفضلوا
المشهد الرابع :
انتهت الحفلة بعد أن أكلوا بشراهة ثم شربوا الشاي دون أن تتوقف المجاملات ( الكاذبة ) والاستعراضات التي لم تخلو من الدلع
عايدة : سلمت الأيادي يا وسيلة ، وأنت يا فوزية ، وأنت يا نوال لقد ابدعتن الطبخ ، حقا كان
لذيذا ، شكرا لكنّ .
وسيلة : صحتين وعافية على قلب كل من أكل وشكر . لقد انتهينا وعاد كل شيء إلى مكانه
اسمحي لنا يا ست عايدة ، نريد ان نعود إلى البيت كي نرتاح ، نتركك بعافية ، وتصبحين على خير .
في بيت الحاج خليل :
نوال : لم أر أكذب من هؤلاء السيدات وما اشدّ نفاقهن
فوزية : قولي ما أشد ّ غباءهن ، مناظر فقط دمى متحركة ، كل اهتمامهن بالموضة والأزياء ! هل خلق النساء لهذا ؟ أما من واحدة عاقلة بينهن
وسيلة : يكفي يا بنات ، الدنيا مليئة بالعجائب ، هذا وقت النوم ، تصبحن على خير .
وسوم: العدد 742