مع وزنة حامد

مجلة مدام فيغارو الفرنسية

تلتقي مع القاصة السورية

وزنة حامد

وزنة حامد

[email protected]

أسامة الزيني

س- متى بدأت`رحلتك في عالم التدوين، وهل ثم موقف بعينه بوسعنا القول إنه كان بمثابة الشرارة التي أشعلت أحاديثك على صفحات الويب؟

ج_في البداية أشكرك أستاذ أسامة واشكر مجلة مدام فيغارو الموقرة على إتاحة لي هذه الفرصة , ربما كانت البداية في عالم غير مادي غير ملموس, لتنتقل إلى عالم مادي بولادتي , أي منذ نعومة أظافري ,حيث كنت أميل إلى المواد الأدبية أكثر إذا ما قارنته بالمواد العلمية , أسئلة محيرة لم أكن أجد لها تفسيراً من خلال مشاهداتي اليومية لأناس أرهقتهم الحياة وأتعبت وجههم, كل هذه الأسئلة كانت ترهق ذاكرتي لأنني كنت صغيرة السن ,ولا توجد عندي وسيلة تعبير لأعبر من خلالها عما أحسه من الألم في الداخلي تجاه هؤلاء ,ولكن بمتابعتي الدؤوبة لإعمال أدباء كبار وترددي الدائم على المكاتب ودور الثقافة في بلدي, صقلت هذه الموهبة ,اتخذت القلم رفيق دربي ,لنرضي تطلعاتنا أولا التي قد نعجز تحقيقها على ارض الواقع بالنسبة إلى الطبقة ا لدنيا في مجتمعاتنا أي المشردين والمهمشين والفقراء (إن الفقر يروض محكميه بامتصاص أسوء العادات ) فلماذا لا نعالج هذه المشاكل بطرح مواضيع تخدم مجتمعاتنا نحو حياة أفضل وأكثر إشراقا وآمنا, ومن ناحية أخرى نكتب لاستمرار أسمائنا وهو تحايل معنوي على الموت

س- ما الذي أضافه التدوين لك على المستوى الشخصي في المقام الأول، ثم لواقع المرأة العربية في تقديرك؟

ج - أنماء الجانب الإنساني أكثر في شخصية وزنة حامد ,دقة الملاحظة , ثم نحن أصحاب رسالة , سفراء لهؤلاء الأطفال الذين تبقى أعينهم معلقة إلى بر الأمان , إيصال أصواتهم إلى الجهات المعنية, ومن جانب أخر التواصل من خلال ألنت مع العالم الخارجي ساعدني بالتعرف على قضايا إنسانية متعددة , إما بالنسبة لجزء الثاني من السؤال أظن بان المرأة العربية حققت انجازات رائعة في جميع المجالات   مقارنة بالسنوات الماضية ولكن مازلنا نحتاج إلى خطوات أكثر ثباتا وجدية .  

س-  لم يعد الرجل صاحب قرار نشرما تكتبين إلى أي مدى كان هذا فارقاً بالنسبة إليك ..

ج - الرجل لم يكن ولن يكون خصمي, أو محور كتاباتي, أو عقدتي, إن كان صاحب قرار, أو غير ذلك, فأنا والحمد لله لم أتعرض لأي سوء معاملة ,أو استغلال ,من أي كان, بل بالعكس, الكل كانوا وما زالوا  يعاملونني معاملة ممتازة, أقصد هنا محيطي, والآن كما تعلم أستاذ أسامة أتمتع بحصة الأسد من النشر إن كان على الشبكة الالكترونية أو الورقية والحمد لله .

س- هذه الحرية المطلقة المتاحة للراغبين في التدوين ألا تشعرك بالخوف من قلتان تعبيري ما قد يسمح لبعض أصحاب الأجندات الخارجية بإدارة دقة الأمور لخدمة مصالحهم في المنطقة هل مر بك  شئ من هذا القبيل

 ج – تماما ...الشبكة الالكترونية سيف ذو حدين, قد يستغل بعض المتسلقين أسماء لها وزنها لخدمة مصالحهم, ولكن مادمنا أصحاب رسالة فلا خوف من هؤلاء   س- بعيداً عن مسألة الأجندات هذه، ألا ترين أن ثم ردة فعل غير محمودة لإطلاق العنان هكذا للتدوين بحرية مفرطة لشعوب غير مدربة على استخدام الحرية بمسؤولية؟ ألا تخطر ببالك بعض الهواجس بهذا الخصوص؟

ج-  للأسف أنا من خلال متابعتي الدؤوبة (للنت )لا حظت ثمة من يسئ إلى أسماء لها مكانتها, وبأسماء مستعارة وهذا تصرف بعيد عن المسؤولية, أو عدم الإحساس والإيمان تجاه الكلمة, وقدسية الكتابة ,وهنا يبقى القارئ الحقيقي والمتابع هو الحكم .

س-  هل يمتلك المدون حريته الكاملة في الحق في التعبير أم أنها تبقى حرية مشروطة تنتهي صلاحيتها وقتما تقرر ذلك إحدى الجهات؟

ج-  في اعتقادي لا حدود مشروط لأصحاب الكلمة الصادقة, قد يساوم البعض, وهذا يعود إلى طبيعة الأفراد وهي ليست قاعدة مطلقة 

س-  مدونات المثليين والمثليات العرب  نجحت في استقطاب كثير من الشبان والشابات إليها وكسبت تعاطفاً كبيراً في صفوف الأعمار الصغيرة، فما تعليقك؟

ج-  هذه مسؤولية أخلاقية مثلها مثل ترويض الشباب الصغار على تعاطي المخدرات, وما إلى ذلك, يجب علينا إدراك المخاطر التي تحيط بمستقبل الشباب الذين هم ثروة لبلدانهم  .  

س - عالم التدوين حقق حضورا لا فتاً فقط تنقصه الثقة التي تتمتع بها الكتابة في الصحافة الورقية، فما السبيل إلى ذلك في تقديرك؟

ج-  أرى بأن هذه الثقة موجودة فمازال النص الجيد يتم تناوله بعمق من طرف النقاد, وكم هائل من القراء, ليس كل ما ينشر على الشبكة الالكترونية ردئ, ولا كل ما ينشر على صفحات الصحيفة الورقية جديرة بالقراءة .

في الختام أشكرك أستاذ أسامة مرة أخرى وتحياتي لمجلة مدام فيغاروا