د. إبراهيم عوض
د. إبراهيم عوض:
الإساءة للرسول ستتكرر إن لم نخرج من مستنقعنا الحضاري!
أ.د/إبراهيم عوض
أسامة الهتيمي
(موقع "لواء الشريعة": 19 - 4 – 2008)
أكد الدكتور إبراهيم عوض الكاتب الإسلامي وأستاذ النقد الأدبي بآداب عين شمس أن للإسلام خصوما متعددين منهم عتاولة الصهيونية والصليبية العالمية والمستشرقون وكل الوثنيات بمختلف أصنافها كالهندوسية مثلا، وكذلك ملاحدة الداخل، وهم أقذرهم على الإطلاق لأنهم أذناب، والذَّنَب دائما ما تأخذه الحماسة إلى آماد أبعد وأوقح وأحقر، وأذنابنا يكرهون كل ما هو نبيل وطاهر وطيب باعتبار أنهم سفلة أنجاس شريرون، وهم على استعداد لمناصرة الشيطان ذاته ضد الإسلام. بل تجدهم، رغم شقشقتهم بالتقدمية والنفور من الغيبيات، ينصرون أي دين أو مذهب على الإسلام رغم كل الخرافات التي تمتلئ بها تلك الأديان والمذاهب وخلو الإسلام منها تماما. ولكن كل شيء يهون في سبيل التنفيس عن الحقد الكريه الذي يتلظى في أجوافهم ضد دين محمد صلى الله عليه وسلم. ومن هنا نراهم قد اتخذوا من الأمريكان صديقا رغم ما كانوا يقولونه صباح مساء في كراهية أمريكا وما كانوا يرددونه آناء الليل وأطراف النهار عن قرب انهيار الرأسمالية... وما إلى ذلك. إنهم كالمومسات كل ما يشغلهن هو تلويث الطاهرات العفيفات الشريفات بأي ثمن، وبأية طريقة.
وقال الدكتور عوض إن تكرار الإساءات التي يتعرض لها الإسلام والرسول الكريم يعود بالأساس لنا نحن، إذ أننا متخلفون تخلفا شنيعا، تخلفا مَرَضِيًّا، تخلفا نجد فيه لذة وسعادة، فنحن نهيم به هياما، ونتمسك به تمسكا رهيبا، ولا نريد أن نفيق منه أبدا، ونكره كل من يحاول إيقاظنا ونلعنه ولا نطيق أن نراه أو نسمع صوته. والنتيجة هي أن أعداءنا يحتقروننا ويهينوننا ولا يتركون سانحة دون أن يهتبلوها ويوجهوا إلينا الصفعات تلو الصفعات على وجوهنا وعلى أقفائنا، باليد وبالقدم وبالحذاء، وبكل ما يخطر وما لا يخطر على البال مما يَرَوْن أنه أوجع وأكثر إهانة وأشد إذلالا. وإني لأتصور وقوفنا يوم القيامة بين يدي الله وفى حضرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد دلدلنا وجوهنا إلى الأرض من فرط الذلة والرعب مما ينتظرنا من الله، إذ لولا هذا التخلف وتلك البلادة وكراهية التقدم والتحضر ما طمع في شتم الرسول طامع ولَوَضَعَ كلُّ حقير من سبّابيه لسانه تحت حذائه وخَرِس. لكن هل هناك أحد يجد فرصة لإهانة ذليل حقير أبله مطواع مثلنا يتلقى الصفعات ولا يفكر في أن يخرج من نطاق التخلف الذي فرضه على نفسه فرضا، ثم لا ينتهزها؟ ذلك ضد طبيعة الحياة. ولا ننس أن الغرب، رغم كل ما نعرفه من تخلفنا ومذلتنا وهواننا ورضانا بالدونية واستغراقنا فيها كأنها إنجاز عظيم لا يصح التفريط فيه، هذا الغرب يشعر أن الإسلام يتقدم، الإسلام لا المسلمين، الإسلام بما فيه من سر إلهي وعظمة باطنية وحيوية ذاتية، ومن هنا فهم مرتعبون مع كل التفوق العلمي والآلي الذي يتمتعون به. إنهم يخافون الإسلام، وإن كانوا يحتقروننا. فهم ينفسون عن ذلك الخوف، ونحن نساعدهم على ذلك بكراهيتنا للخروج مما نحن فيه من ضعف وجهل وفوضى وهرجلة تدفع الإنسان إلى الفزع مما ينتظرنا كأمم وشعوب. لهذا أنا متأكد أن الإسلام منتصر في نهاية المطاف، ولكن ماذا عنا نحن، ونحن لا نمثل الإسلام بأي حال من الأحوال، اللهم إلا كما يمثل الطين المنتن ورود الفراديس؟
وأضاف الدكتور عوض أن هذه الإساءات سوف تتكرر مهما فعلنا، ولن نستطيع وضع حد نهائي لها إلا إذا عزمنا عزمة رجولية على الخروج من هذا المستنقع الحضاري الذي انغمسنا فيه حتى أفواهنا، بل حتى أنوفنا. فهل يمكن أن نعزم هذه العزمة؟ سوف يأخذ الأمر وقتا طويلا، وقد يستغرق قرونا، اللهم إلا إذا تلبستنا حالة غير عادية بذلنا فيها الجهد أضعافا مضاعفة أو كان القدر يخبئ لنا مفاجأة حضارية سارة، فعندئذ قد تقصر الفترة الزمنية اللازمة للعودة إلى ساحة الحضارة والقوة والعزة والكرامة، وإن كنت لا أرى أننا نستحق شيئا من هذه المفاجآت، إذ نحن لا نبذل جهدا في الخروج من المستنقع. فلماذا يحابينا القَدَر؟ أما في الوقت الراهن فلا بد أن يبذل العقلاء منا كل ما يقدرون عليه من جهد للدفاع عن الإسلام والتعريف بعبقريته وتفوقه على الأديان والمذاهب الأخرى وتفهيم الآخرين أن الإسلام شىء، وجماهير المنتسبين إليه شىء آخر مهما زعمت تلك الجماهير أنها تمثل الإسلام. كذلك لا بد أن نبين للغربيين وللدنيا جمعاء كيف يتفوق الإسلام على ما عندهم من أديان ومن مذاهب سياسية تفوقا ساحقا. نفعل هذا بكل عزة وعقل ومنهجية علمية وثقة تامة بالنفس. على أن المسلمين لن يمكنهم الشعور بالعزة والكرامة ما داموا يستكينون لحكامهم المتخلفين ويسكتون على عسفهم بهم ومظالمهم التي يصبونها عليهم صبا وعلى انحيازهم لأعداء الدين والملة وتعاونهم معهم ضد مصالح البلاد والعباد. ترى بالله يمكن أن تحقق أمة بهذا الوضع شيئا محترما من إنجازات التاريخ والحضارة؟ إنها في واقع الأمر وحقيقته لا تختلف في شىء عن حكامها أولئك. إنها من نفس الطينة، طينة الخبال، وإن زعمت أنها شىء آخر. لو كانت شيئا آخر ما رضيتْ هذه الأوضاع، ولثارت على أوضاعها المزرية اللاإنسانية وحطمت قيودها تحطيما، ولما استعذبت الجهل وكراهية العلم والثقافة إلى هذا الحد الشاذ الذي نراه ونلمسه بأيدينا.
واستطرد الدكتور عوض قائلا إن الأمم الكريمة، حتى لو اضْطُرَّت إلى الصمت على مظالم حكامها بعض الوقت، لا يمكنها أن تكره العلم والكتاب على النحو المخزي الغريب الذي نراه في أمتنا الآن. إن هذا انتحار حضاري، فما من أمة كُتِب لها النهوض عن طريق الجهل وبُغْض العلم والمعرفة. إن الإنسان لم يصبح خليفة في الأرض إلا بالعلم والعقل والسعي وراء المعرفة. لكن أمتنا، بسبب من بلاهتها الحضارية، تحسب أنها يمكن أن تفلت من قانون التاريخ وتَلِج بوابة التحضر بكل هذا القدر الفاحش من الجهل والعته العقلي المتمثل في أغلبية طلاب المدارس والجامعات، الذين هم أمل المستقبل حسب المفترض، وخيبة الأمل في الواقع الكئيب. وهذه التنبلة واللامبالاة عامة في الأمة، فلا إنتاج أو إبداع يذكر، ولا إتقان لشىء.
وأوضح الدكتور عوض أن العراقيل لخروج الأمة من أزمتها كثيرة: فمنها ما يرجع إلى الحكام، ومنها ما يرجع إلى الماضي والتاريخ، ومنها ما يرجع إلى القوى الغربية الاستعمارية. ولكن العامل الحاسم في كل ذلك هو الشعب. فلو أن الشعوب هبت من سباتها ونفضت عنها ثوب المذلة كما صنعت سائر الشعوب التي كانت مبتلاة بمثل ما نحن مُبْتَلَوْن به، وثارت على أوضاعها اللاإنسانية وعملت على أن تلحق بركب القرن الحادي والعشرين، فإن كثيرا من تلك العراقيل سوف تزول، وإن كان الأمر يحتاج إلى وقت غير قصير ونظر بعيد وصبر متواصل وعدم استعجال للنتائج وجِدٍّ في تناول الأمور، وعدم ترك الحبل على الغارب للحكام مرة أخرى حتى "لا ترجع ريمة لعادتها القديمة" المدمرة، والمؤمن من اتعظ بما حدث له من قبل، ولم يكرر نفس الأخطاء. وأهم شيء هو العلم وتحصيل الثقافة والمعرفة، والعمل ثم العمل ثم العمل، والإتقان ثم الإتقان ثم الإتقان، وبدون ذلك لا أمل مهما صلى المصلون وصام الصائمون وزكى المزكون وحج الحاجّون. والعلم في الإسلام له مكانته الرفيعة، وديننا هو الدين الوحيد الذي حض عليه وأعلى من شأنه وجعل العالـِم يَفْضُل العابد كثيرا. أما ذلك النفور الحالي من العلم والثقافة فإنه مهلك وقاتل، ولو استمرت الأمور على هذا النحو فلا أمل.
وفيما يخص دعوة الحوار مع الغرب أشار الدكتور عوض إلى أنه لا يُعْقَل أن أجد الطرف الآخر لا يحترمني ولا هو جاد في التحاور معي ثم أُصِرّ على أن أعرض نفسي عليه وأترامى على قدميه. نحن الآن ضعفاء، ما في ذلك شك. لكن هذا الضعف ليس فطريا فينا، بل هو أمر عارض تمر به الشعوب بين الحين والآخر، إلا أنها تختلف في مواجهته: فمنها من يستنيم له ولا يفكر في التمرد عليه والطموح إلى إحراز القوة والمقدرة والسيادة، ومنها من لا يرتاح إلا إذا نفض عنه هذا الضعف وصار شيئا آخر. والملاحظ على الأمة الإسلامية الآن بوجه عام أنها مستكينة إلى وضعها المزري، اللهم إلا قلة قليلة تضحى بنفسها ومالها وراحتها، وحياتها ذاتها. لكن لو استمر الوضع كما هو الآن فقد تيأس هذه الفئة القليلة وتريح نفسها وتترك الشعب يقاسى ما يقاسيه دون أن تحاول إيقاظه ما دام لا يستجيب لها. وأنا أرى ألا نشغل أنفسنا كثيرا بالحوار مع الغرب، لأنه ما دام قويا ونحن ضعفاء، وحكوماتنا لا تبالي بنا، ولا يهمها دين الأمة ولا دنياها، فكيف يصح أن أؤمل من وراء مثل ذلك الحوار خيرا. أما لو قَوِينا ونَشِطْنا فلسوف يجرى الغرب ذاته وراء التحاور معنا. القوة كلمتها مسموعة، والضعف لا يثير إلا الاستهزاء. هذه سنة كونية تحكم العلاقات بين الأمم، والإسلام هو دين القوة والمنعة، وليس دين الضعف والتخاذل.
أما فيما يخص القول بإرجاء تطبيق الشريعة الإسلامية فيتساءل الدكتور عوض: ما المقصود بتطبيق الشريعة الإسلامية؟ إذا كان المقصود هو تطبيق العقوبات فسوف تكون غلطة رهيبة أن نسارع إلى تطبيقها الآن، لأنه ليس من العدل ولا من الحكمة ولا من الحصافة بل ليس من الدين أن أعاقب الناس على أخطاء لم أوفر لهم سبل الامتناع عن ارتكابها: فمثلا كيف أطبق حد الزنا، والشباب لا يجدون ما يتزوجون به؟ ترى هل يعقل أن يعيش شاب بمائة وعشرين جنيها، وهو المرتب الذي يحصل عليه كثير من الخريجين؟ وهذا إن وجدوا عملا بعد تخرجهم أصلا. إن مثل هذا المرتب لا يكفى إطعام قطة، فضلا عن إنسان. ولا ينبغي أن يقل مرتب الخريج عن ألف جنيه، بالإضافة إلى توفير المسكن الملائم بأجرة معقولة ودون حاجة إلى شرائه، اللهم إلا إذا أقرضته الدولة ثمن المسكن على أن يكون الدفع مقسطا، وبعائد بسيط للغاية. كذلك كيف ندعو إلى قطع يد السارق، وعندنا لصوص كبار لا يسرقون إلا المليارات، وهذه المليارات هي أموال من سنقطع أيديهم؟ فلنعد الحقوق إلى أصحابها أولا ونوفر لهم سبل العيش الكريم، وبعدها فلنفكر في تنفيذ الحدود. هكذا يقول العقل والمنطق والدين. ولهذا لم نر الرسول يطبق أية عقوبات في مكة، ولا طبقها بمجرد انتقاله إلى المدينة، وإنما ابتدأ تطبيقها بعد أن استقامت الأوضاع، وصار بمكنة كل مسلم أن يعيش عيشة كريمة تُكْفَل فيها حاجاته. والواقع أنني أفهم تطبيق الشريعة بمعنى آخر، وهو تطبيق المبادئ والقيم الإسلامية أولا، كالجد والاجتهاد والسعي وراء العلم والعمل على امتلاك أسباب القوة في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء: القوة الاقتصادية، والقوة العلمية، والقوة الحربية، والقوة الاجتماعية... أريد من المسلمين أفرادا وجماعات أن يكونوا كخلية النحل منذ أن يطلع عليهم الصباح إلى أن يخلدوا إلى فراشهم. أما ما نراه الآن فعبث في عبث في عبث، ولن يقوم للإسلام به قائمة. وبعد ذلك يأتي تطبيق الحدود العقابية، أما لو بدأنا الآن بتطبيق الحدود دون تمهيد فلسوف تكون كارثة بكل المقاييس، ولا أظن الله ورسوله يرضيان بهذا.
وشدد الدكتور عوض على ضرورة أن يلتزم الناس أولا بالإسلام سلوكا، قائلا إن الناس يتكلمون كثيرا عن الإسلام ويتجادلون في الدين ليل نهار، ويفصّصون الشعرة في تلك المجادلات، لكنك تنظر حولك في دنيا الواقع فتتحسر، إذ لا تكاد ترى قيم الإسلام ومبادئه في أي شيء من سلوكهم. فالطالب مثلا لا يقرأ ولا يهتم بالعلم، وكل همه هو حفظ الملخصات قبل الامتحان بأيام قلائل، وهو يحفظ تلك الملخصات دون فهم ودون تذوق ودون اقتناع بقيمتها. وهو يكره حضور المحاضرات، وكلُّ أسئلته من أول يوم في الدراسة حتى قبل أن يتسلم الكتاب تدور حول كيفية حفظ المقرر (الحفظ لا الفهم) ومقدار ما سيحذفه الأستاذ، حتى لقد أصيبت عقول كثير من الطلاب بالعته والبله، والعياذ بالله.
مثال آخر: انظر إلى مقدار القذارة والتشويهات والضجة والخناقات والشتائم التي تملأ شوارعنا. وانظر إلى الحفر والمطبات في جميع الشوارع والحواري. وانظر إلى أعمدة النور العاطلة والمحطمة والمكشوفة الأسلاك. وانظر إلى البلاعات العريانة... وقل لي بالله عليك: هل يرضى الإسلام بهذا؟ ومع ذلك فإننا لا نكف عن التجادل في أمور الدين، وكل منا يرى نفسه أفضل من أي مُفْتٍ في العالم، رغم جهله الشنيع. ترى هل نحن أمة فقدت صلاحيتها للحياة؟ أم ماذا؟ إنه لأمر يحير الحليم ويدعه حيران، بل ضالا أشد الضلال.
وحول ما يردده البعض من عدم قدرة الإسلام على التعاطي مع إشكاليات العصر وأنه لا يصلح إلا لما مضى قال الدكتور عوض إن الإسلام مجموعة من المبادئ والقيم قبل أي شيء آخر. الإسلام هو دين العلم والعمل والجد والإتقان والعزة والكرامة، فما الذي في هذا مما يمكن أن يعطلني، لا أقول عن اللحاق بركب العصر، بل عن قيادته؟ أما التافهون الذين يضعون العراقيل أمام تيار الحياة والتقدم والتحضر مستندين إلى فهم ضيق وغبي لنصوص القرآن والسنة، وباحثين بملقاط عن كل ما يخيف المسلم من الحركة إلى أمام، فهؤلاء مَرْضَى. ومع هذا فإن لهؤلاء صوتا مسموعا جدا بين الناس، والناس تطيع كلامهم لأنه لا يكلفهم شيئا. أما الدعاة العقلاء الذين يعملون على إفهامهم أنه لا أمل في الخروج من طوق التخلف العاتي الذي يحيط بهم الآن إلا بالعلم والعمل والإبداع والإتقان والتخطيط والذوق السليم والنظام الصارم، فإنهم لا يحظَوْن منهم بالإقبال. للأسف الناس تحب من يحول الدين إلى تسالٍ وحواديت، ولا تطيق الجِدّ من الأمر. وعلينا أن نتغير رغم مرارة التغير وإيلامه، ولكن لا سبيل إلا هذا. الحياة جِدٌّ وكَبَدٌ ومشقاتٌ، وليست لهوا وتضييع وقت، ويا ليت قومي يعلمون.
وتساءل الدكتور عوض مجددا: بالله عليك أين هو الإسلام في حياة الناس حتى يقال إنه هو المسئول عن تخلفهم؟ أنا لا أتكلم عن المظاهر، فهي موجودة، والحمد لله، بل أتكلم عن الجوهر، أتكلم عن السعي الدءوب وراء العلم، وعن الرغبة اللاهبة في الإبداع والاكتشاف والبحث عن الحلول، وعن الهفوّ إلى الجمال، وعن التمسك بالنظام والتخطيط. هذا هو الإسلام كما أفهمه، فهل هو موجود في حياتنا حتى نقول إنه هو السبب في تأخرنا وعدم لحاقنا بركب العصر؟ لقد قاد الإسلام أمة العرب وحوّلها من أمة متخلفة تعيش خارج نطاق التاريخ إلى أمة تسكن قلب التاريخ وتقود التاريخ وتسود العالم، وتم هذا في بضع عشرات من السنين أصبح العرب بعدها يتربعون على قمة الحضارة في وقتهم علما وعملا ونظافة وقوة. فكيف يُتَّهَم الإسلام بمثل تلك التهم السخيفة الرقيعة؟