ناجي ظاهر يروي حكاية مهرة!
أسامة مصري
*الناصرة- "تفانين"- صدر عن "منشورات مجلة مواقف"، ومؤسسة المواكب، في الناصرة، مجموعة قصصية جديدة للكاتب الأديب ناجي ظاهر.
حملت عنوان "حكاية مهرة"، جاءت في نحو المائة صفحة وضمت ثماني عشرة قصة، بعضها ينشر للمرة الأولى، في حين نشر بعضها في صحف ومجلات أدبية وثقافية عامة.
من عناوين القصص: تمثالان حيان، دوي الصمت، حلم ليلة عباسية، طيور الرغبة، الصرصار، المواجهة وبقاء الياسمين.
وقال صاحب المجموعة انه كتبها في السنوات الثلاث الماضية، مضيفا أنها تعبر عن رغبة شديدة في حياة لا تفتأ تدير ظهرها وتولى، تاركة الذكريات مثل صدى السنين الحاكي.
ويحاول صاحب المجموعة أن يتحاور في مجموعته الجديدة هذه، مع الواقع المحيط به، عبر الغضب حينا وعبر السخرية المرة آخر.
وقال الظاهر إجابة عن سؤال، يخطئ من يعتقد أن وضع الكتابة القصصية في بلادنا في حالة نكوص، موضحا أنها في حالة ازدهار وتقدم غير مسبوقين، ومستدركا بقوله، إن المشكلة فيما ينشر من قصص قصيرة خاصة، تتمثل في أنه يشكو من اختلاط الثمين بالغث، الأمر الذي يضع في أذهان قراء القصة أكثر من علامة سؤال عما يقرؤونه وعن مدى جديته.
ووجه الظاهر إصبع الاتهام إلى الحركة النقدية قائلا: إنها مقصرة في متابعة ما ينشر من أدبيات ليس في مجال القصة القصيرة وحسب وإنما في مجالات الإبداع المختلفة في طليعتها الشعر الذي يشكو من كثرة المتطفلين والهواة الذين لا يعرفون عنه سوى شكله الخارجي، دون أي تعمق لما تتطلب معرفته من اطلاع، معرفة، وعي وداراك.
وركز الظاهر في حديثه على أن مفهوم الثقافة أضحى في فترتنا الراهنة أكثر اتساعا وشمولا، مشيرا إلى النهضة الثقافية في شتى المجالات في طليعتها الموسيقى، السينما المسرح والفن التشكيلي وغيرها.
وعاد وأكد مرة أخرى، انه مطلوب من الحركة النقدية أن تشمر عن ساعديها للإدلاء بدلوها في مجال إبداء الرأي، فالناقد هو قارئ القارئ، كما قال الكاتب المثقف العربي المصري المعروف زكي نجيب محمود في واحد من مقالاته اللافتة.
أما بالنسبة للصحافة فانه مطلوب منها أن تقوم بدورها في النشر عن النشاطات الثقافية المتنوعة، وان تخصص لها صفحات وصفحات، فقد حان الوقت لإيلاء الثقافة ما هي جديرة به من اهتمام، لأنك لا يمكن أن تحرز أي تقدم في أي من مجالات الحياة إلا إذا منحت الأدب والثقافة اهتمامك الخاص، موضحا أن نافذة التقدم الاجتماعي إنما تمر عبر الثقافة وما تفضي إليه من ارتقاء فكري.
ويعتبر الظاهر واحدا من الكتاب الذين منحوا القصة وفنها اهتماما خاصا، واصدر فيها خلال الأربعين عاما الماضية، أكثر من ست عشرة مجموعة، منها: أسفل الجبل وأعلاه، حدث في ذلك الشتاء، جبل سيخ، عصافير الشمال والأفق البعيد.
وحظيت قصص الظاهر بالاهتمام في الأوساط الثقافية الجامعية، ولدى المؤسسة الثقافية بصورة عامة، وتضم مناهج التعليم العربي عددا من كتاباته القصصية، وهو ابن لعائلة من المجرين الفلسطينيين، دفع بها التشرد في عام النكبة من قريتها سيرين، للإقامة في الناصرة، حيث ولد بعد سنوات من التهجير، الأمر الذي جعله يقول في أكثر من مناسبة إن المأساة تكبره بسنوات، ألا انه أقوى منها.