خطأ التصويت ضد قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامب
ما لبث الزعيم الأمريكي إلا أن فشلت مساعيه قبالة منظمة هيئة الأمم المتحدة بعد الإعلان عن مدينة أورشليم القدس عاصمة لدولة إسرائيل وأمر بنقل السفارة الأمريكية إليها , حيث صوتوا لصالح قراره 9 دول وضد قراره 128 دولة وامتنعوا عن التصويت 35 دولة , خسر ترامب معركة إعلامية واحدة ولكنه لم يخسر الحرب فالعلاقات التي تربط دول العالم بأمريكا أقوى من أي شيء وخاصة إذا وازناها برضاء أو عدم رضاء الشعب الفلسطيني في الكثير من الحالات فمصالح الدول أهم من الشعب الفلسطيني بكثير وغداً يوم جديد بعد هذا التصويت , قرار هيئة الأمم المتحدة وقرار ترامب لم يغيرا أي شيء على أرض الواقع دولة إسرائيل لم تزول وبقيت منذ أن أقيمت بقدرة واحد أحد , بل قامت وبنيت وتعززت وعاصمتها مدينة أورشليم القدس وهذه المدينة التاريخية بنيت على أنقاض هيكل سليمان عليه السلام , وعاد إلى أرض الميعاد الموعودة , ابناء الشعب اليهودي من المهجر من كل أقطار الأرض , كما جاء في كتابه العزيز , في القرآن الكريم في صورة المائدة , فسلمت البلاد لهم لأنها أرض الميعاد ومدينة أورشليم القدس الشريف لا تزال عاصمة دولة إسرائيل وهي مدينة موحدة غير مشطورة لقسمين والقانون الإسرائيلي يسري على كل شبر أو ميليمتر واحد من أرضها , وفرحة الشعب الفلسطيني لم تكتمل بعد والطريق طويلة جداً ومضنية , وهذا الشعب مجهول الهوية حتى الآن , من أين أتى هذا الشعب الذي سمي بالشعب الفلسطيني ؟ ما هو تاريخه الحقيقي ؟ وما هو تاريخه المزعوم ؟ أنه ممتد لآلاف السنين ونحن درسنا تاريخ الشرق الأوسط والعالم والبشرية وعلم ثقافية الشعوب (الأنتروبولوجيا) , ولم نتعرف لجذور عميقة لهذا الشعب الذي لم تكن له دولة على مر العصور ولا عاصمة أسمها أورشليم القدس ولم يكن عنده لا مؤسسات لدولة ولا جيش ولا حتى شرطة , الفلسطينيين خليط من قبائل احتلت الشرق الأوسط بقي منها ما تبقى على هذه الأرض ومنهم من جاء من حوض بحر قزوين وحوض البحر الأسود وجاء الكثيرين منهم في فترة حكم الإمبراطورية العثمانية على أرض إسرائيل , وجاءت منهم أعداد تعد بالآلاف من الدول الأوروبية مع نهاية الألفية الأولى للميلاد ومطلع الألفية الثانية في الحملات الصليبية على أرض إسرائيل وبقي منهم الكثيرين ولم يرجعوا إلى بلادهم , معظمهم كانوا من المسيحيين في القرون الوسطى حيث شجع البابا أوربانوس الثاني (1099 – 1042) ولد بأوتو اللاجيري ، كان البابا من عام 1088 إلى 1099 وهو معروف بإطلاقه الحملة الصليبية الأولى على أرض إسرائيل من العام 1095 إلى العام 1099 وراح ضحيتها آلاف المسيحيين والمسلمين أنفقت على هذه الحرب أموالاً طائلة والتي كانت في الأساس حرب الدفاع عن المقدسات المسيحية والمسيحيين الذين يقطنون في أرض إسرائيل كما حملت هذه البلاد من أسم على مر العصور والأزمان (أرض إسرائيل) , سميت الحملات هذه أسم حروب الفرنجة أو الحملات الصليبية أو الحروب الصليبية بصفة عامة , وكانت من أجل المحافظة على المقدسات المسيحية والتي كانت على وشك الانقراض والدمار على يد المسلمين العرب الذين سكنوا هذه البلاد في حينه.
تعالوا ننظر بنظرة عامة لما يحدث على أرض الواقع منذ ظهور الإسلام ونتساءل كيف مات الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول محمد عليه السلام , فنجد التاريخ يتحدث عن مقتل لجميع الخلفاء الراشدين من أبو بكر الصديق مروراً بعمر ابن الخطاب (أتذكرون قصة أبو جاروشة وعمر بن الخطاب ر , سأسردها لكم لاحقاً في مقال خاص) وعثمان ابن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم جميعاً وعنا , فجميع القياديين والساسة المسلمين في دول الشرق الأوسط إما أعدموا أو قتلوا في أثناء صلاتهم في المساجد وهكذا تكررت الأحداث في عصر الإمبراطورية العربية الإسلامية حتى القرون الوسطى وما بعدها في فترة حكم آل عثمان في فترة حكم الإمبراطورية العثمانية على الشرق الأوسط , لم يشبع العرب المسلمين من امتصاص دماء الأجانب بل امتصوا دماء إخوتهم , المسلم السني للمسلم السني على مر الأزمان , وفي الزمن القريب قتل حركة المقاومة الإسلامية الإرهابية حماس وأعدمت في قطاع غزة ما يزيد عن ألف شاب من حركة فتح ونفتهم أهلهم وذويهم جميعاً خارج قطاع غزة لأنهم مختلفين عنهم في الرأي والفكر , ولا يمكن أن ينسى التاريخ مجازر الإعدام الجماعي في العراق من فترة حكم صدام حسين وما بعدها على يد الحركات الإرهابية المتطرفة دينياً وعلى رأسهم داعش وهم ينتمون للإسلام السني الذي يقاتل ويذبح الإسلام السني (سنيين ضد سنيين) ولا تتهاون تيارات الإرهاب مع الشيعة ومع كل من يخالفهم الرأي , كلهم للذبح والقتل , حفظت عندي أشرطة فيديو مصورة توثق وتشهد على هذه الأعمال بثها العالم المتحضر العقلاني المفكر على مواقع النت , أعدم آلاف المسيحيين ومئات الآلاف من اليزيديين والدروز والأكراد والتركمان والشيعة , الشيعة التي تؤمن بالله والرسول عليه السلام على طريقتها , وكل أعمال القتل والسلب والنهب واغتصاب لأعراض النساء والصبايا ينفذ تحت رايته تعالى وباسمه من أجل إقامة دولة عراق الشام دولة خلافة إسلامية , كذلك ما حدث في منطقة يهودا والسامرة في الفترة قبل دخول السلطة الفلسطينية وما بعدها من قتل وإرهاب ضد اليهود ودولة إسرائيل وضد المواطنين مسلمين ومسيحيين في مناطق نفوذها , التاريخ يؤكد كل ما حدث في دول شمال أفريقيا وسوريا ولبنان واليمن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر والكويت كله يدل ويشير إلى أن المسلمين العرب في الوضع القائم على أرض الواقع مجموعات ودول تتعامل بإرهاب حتى لو كان هذا الإرهاب بعرفهم قانونياً وبموجب الأعراف والشرائع المتعارف عليها ضمن العادات والتقاليد وتنبثق هذه الأمور من أمثلة كثيرة من نصوص الإسلام منها : " القاتل يقتل " أو " السارق تبتر يمينه " بات الإرهاب جذر رئيسي في حياة الشرق الأوسط اليومية واعتاد الناس على هذا الأمر حتى أصبح ينخر في أوساط مجتمعات الأمة العربية والإسلامية في كل مكان كالسرطان ينخر الجسد , وعلى سبيل المثال كانت مدينة بيت لحم رمزاً مسيحياً دولياً في الفترة التي كانت تحكمها دولة إسرائيل وكانت نسبة المسيحيين فيها 90 بالمائة من عدد سكانها , ومنذ تسليمها للسلطة الفلسطينية وبكل وضوح بقي فيها من سكانها الأصليين الذين يعتنقون الدين المسيحي 15 بالمائة فقط , أنظروا لتاريخ دولة لبنان الحديث كم مجزرة قامت فيها في الحرب الأهلية منذ العام 1974 وحتى الآن , انتبهوا كيف تسيطر منظمة حزب الله الإرهابية وبدون أي شرعية على مناطق واسعة من دولة لبنان وتتصرف بقوة السلاح ولا تستطع أي شخصية لبنانية من تحجيم حزب الله الإرهابي الذي يتعامل مع الأمور بقوة السلاح وبطش القياديين حتى جيش لبنان الشرعي يقف عاجزاً عن تطهير الأراضي اللبنانية التي يسيطر عليها حزب الله الإرهابي ونزع السلاح منه , ونحن أبناء الشرق الأوسط ما زالت عالقة في أذهاننا وذهني أنا خاصة قصص الآباء والأجداد عن ظلم ومعاناة كانت تمارس على يد الثائر يوسف سعيد صالح الجرادات (أبو درة) (مواليد 1900 – 1939 أعدم على يد الإنجليز في الأردن) هذا الثائر الفلسطيني كان رئيساً لعصابة إرهابية تقتل وتسلب وتنهب من دون رحمة وتعدم الأبرياء كما تريد بالسطو المسلح هذا الثائر الفلسطيني الإرهابي ومجموعته مسئولة عن إعدام 156 مختار وزعيم من زعماء الكرمل ومنطقة حيفا والجليل الأسفل ومسئول عن تشريد مئات الفلسطينيين من منازلهم وقراهم إلى سوريا ولبنان باسم لنضال من أجل القضية الفلسطينية في الثورة عام 1936 , ليس ممكناً نسيان رئيس العصابة المقابل للإرهابي أبو درة , الإرهابي فخري راغب محمد الحسين العبد الهادي من بلدة عرابة قضاء جنين (ولد عام 1885 ميلادي وتوفي في العام 1943 ميلادي) هذا الثائر المزعوم قتل العشرات من الشباب في منطقة جني ووادي عاره والعفوله وغيرها على خلفية النضال من أجل القضية الفلسطينية وشرد هذا الإرهابي مئات الأسر من المنطقة إلى لبنان وسوريا والأردن وتريدون دولة فلسطينية وعاصمتها مدينة أورشليم القدس الشريف , ما كتبت هنا نبذة صغيرة جداً من تاريخ يريد العالم إلغائه بسبب القهر والظلم والبطش وهتك أعراض البيوت العامرة لشخصيات إرهابية محض ولو بحثنا في تاريخ أرض إسرائيل والشرق الأوسط والمنطقة لوجدنا ملايين الحالات للظلم والزور والبهتان والقتل والسلب والنهب باسم العدالة والحق والدين والسياسة تحت راية الله تعالى , من السفاح وحتى طارق بن زياد من بغداد وحتى لشبونه من فترة عنترة ابن شداد مروراً بمجلس المشورة والأمويين والعباسيين والحمدانيين وبني الأحمر وفترة صلاح الدين والعثمانيين وفترة الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل ومصر والأردن وغيرها , ملايين من حالات لا يتقبلها المنطق السليم والعقلانية والفكر , وما زال هذا الشرق الأوسط يريد التطور والتقدم والعلياء والمجد ولكن أهله باقون مكانهم في حالة ركض موضعي دون ما تقدم لأي جهة كانت " كمن ينفخ في رماد " وتريدون دولة وعاصمتها أرشليم القدس.
قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامب , جاء من خلال حقيقة تاريخية تظهر جلية في السنوات الأخيرة ويتحدثون عنها الكثيرين من المؤرخين في العالم وهي لا تروق لأبناء الشعب الفلسطيني أبداً , الحقيقة الجارحة هي : لولا عودة أبناء الشعب اليهودي لأرض إسرائيل وبناء دولتهم دولة إسرائيل لما دخلت الحرية وديمقراطية للشرق الأوسط ولو لم تقام دولة إسرائيل هنا على أرض إسرائيل لسيطر اليوم على هذه الأرض الحركات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة دينياً كداعش والنصرة والإخوان المسلمين والحماس وحزب الله وغيرها من الحركات المتطرفة المنتشرة على كل ربوع الشرق الأوسط وتريدون دولة وعاصمتها أورشليم القدس.
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب , أتخذ قراره بعد أن فحص كل الإمكانيات الواردة أمامه منذ ألفي عام مع تفكير عميق لجميع مستشاريه , وما الذي سيحصل خلال الألفي عام القادمة على جميع الشعوب والأمم في العالم , وهل سيبقى من حملة الصليب في المنطقة لو سلمت البلاد وأقيمت الدولة الفلسطينية وعاصمتها أورشليم القدس الشريف , يا للهول اقرءوا تاريخ السلطة الفلسطينية , حتى الآن لم تغير السلطة الفلسطينية الميثاق الوطني الفلسطيني , هناك بنود لا تعترف بقيام دولة إسرائيل كهذا النص في المادة 19 على سبيل المثال : " تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن " , وهناك بنود أخرى كمثل ما جاء في المادة 20 للميثاق الوطني الفلسطيني لا تعترف باليهودية كشعب : " وإن اليهودية بوصفها ديناً سماوياً ليست قومية ذات وجود مستقل وكذلك فإن اليهود ليسوا شعباً " , وأكثر من ذلك بكثير ما كتب في المادة 20 : " يعتبر باطلا كل من تصريح بلفور وصك الانتداب وما ترتب عليهما , وإن دعوى الترابط التاريخية أو الروحية بين اليهود وفلسطين لا تتفق مع حقائق التاريخ ولا مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح " , باختصار شديد التاريخ خاطئ بل كاذب وكل الدراسات والأبحاث الجيولوجية وعلم الآثار ملفقة فقط الدولة الفلسطينية العتيدة هي الحقيقة ويا للعجب , ستبنى هذه الدولة على أنقاض دولة اليهود , دولة إسرائيل , هذا كله بعد أن اعترفت معظم دول العالم بقيام دولة إسرائيل وأقامت علاقات دبلوماسية معها وتبادلت السفارات بموجب القوانين الدولية.
هذه بعض البنود المختارة من الميثاق الوطني الفلسطيني تصف وتتطرق لبعض الأمور التي لا تمت الواقع بصلة لأن العرب يريدون كل شيء وهذا لا يحصل على أرض الواقع فهم رافضون لأخذ أي شيء بسيط " إما أن نأخذ كل شيء وإما أن لا نأخذ أي شيء , فقدمت إسرائيل في محادثات السلام 98 بالمائة من الأراضي التي عادت إليها بعد حرب الأيام الستة في العام 1967 وترك قضية مدينة أورشليم القدس للمرحلة النهائية في الحل الدائم والممثلين الفلسطينيين رفضوا هذا الحل ولم يريدوا حل القضية بهذا الشكل وخرجوا كالمعتاد لانتفاضة جديدة.
" . . . المادة 15:
تحرير فلسطين من ناحية عربية هو واجب قومي لرد الغزوة الصهيونية والإمبريالية عن الوطن العربي الكبير ولتصفية الوجود الصهيوني في فلسطين , تقع مسؤولياته كاملة على الأمة العربية شعوباً وحكومات وفي طليعتها الشعب العربي الفلسطيني. ومن أجل ذلك فإن على الأمة العربية أن تعبئ جميع طاقاتها العسكرية والبشرية والمادية والروحية للمساهمة مساهمة فعالة مع الشعب الفلسطيني في تحرير فلسطين ، وعليها بصورة خاصة في مرحلة الثورة الفلسطينية المسلحة القائمة الآن أن تبذل وتقدم للشعب الفلسطيني كل العون وكل التأييد المادي والبشري وتوفر له كل الوسائل والفرص الكفيلة بتمكينه من الاستمرار للقيام بدوره الطليعي في متابعة ثورته المسلحة حتى تحرير وطنه.
المادة 19:
تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
المادة 20:
يعتبر باطلا كل من تصريح بلفور وصك الانتداب وما ترتب عليهما , وإن دعوى الترابط التاريخية أو الروحية بين اليهود وفلسطين لا تتفق مع حقائق التاريخ ولا مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح , وإن اليهودية بوصفها ديناً سماوياً ليست قومية ذات وجود مستقل وكذلك فإن اليهود ليسوا شعباً واحداً له شخصيته المستقلة وإنما هم مواطنون في الدول التي ينتمون إليها.
المادة 21:
الشعب العربي الفلسطيني معبراً عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة , يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً ويرفض كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تدويلها.
المادة 22:
الصهيونية حركة سياسية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالإمبريالية العالمية ومعادية لجميع حركات التحرر والتقدم في العالم , وهي حركة عنصرية تعصبية في تكوينها , عدوانية توسعية استيطانية في أهدافها , وفاشية نازية في وسائلها , وإن إسرائيل هي أداة الحركة الصهيونية وقاعدة بشرية جغرافية للإمبريالية العالمية ونقطة ارتكاز ووثوب لها في قلب أرض الوطن العربي لضرب أماني الأمة العربية في التحرير والوحدة والتقدم. إن إسرائيل مصدر دائم لتهديد السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع , ولما كان تحرير فلسطين يقضي على الوجود الصهيوني والإمبريالي فيها ويؤدي إلى استتباب السلام في الشرق الأوسط , لذلك فإن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى نصرة جميع أحرار العالم وقوى الخير والتقدم والسلام فيه ويناشدهم جميعاً على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم تقديم كل عون وتأييد له في نضاله العادل المشروع لتحرير وطنه.
المادة 23:
دواعي الأمن والسلم ومقتضيات الحق والعدل تتطلب من الدول جميعها , حفظاً لعلاقات الصداقة بين الشعوب واستبقاء لولاء المواطنين لأوطانهم أن تعتبر الصهيونية حركة غير مشروعة وتحرم وجودها ونشاطها. " . . .
دول الغرب بطبيعتها ترى الأمور من خلال مبدأ الوضوح والشفافية وهذا مبدأ مركزي وهام بالنسبة لها , وترامب اتخذ قراره كما هو متعارف عليه في الغرب من يدافع ويحمي الأرض يملكها , من يحترم الرأي الآخر ويستوعبه حتى لو كان مغايراً ومختلفاً كل الاختلاف مع الأكثرية أو الأقلية في المجموعة وأبناء المجتمع الواحد نحترمه ونقدره ونحافظ على حامله , وهذا كله طبعاً لا ينطبق على دول الشرق الأوسط والتي بأساسها هي دول قمعية لا تعترف بالتعددية الفكرية ولا الأحزاب السياسية وكل حزب سياسي يجب أن تدعمه مليشيات خاص به ليستطيعوا أفراد الحزب من حماية أنفسهم لأنهم لا يثقون بالدولة وسياستها وبجيشها ومؤسساتها فيبقى الجيش ضعيفاً والدول ضعيفة وعاجزة عن حماية نفسها فتتبعثر كوادر الدولة وقوتها في يد رؤساء الأحزاب ولا تتمكن الدولة استعمال كل طاقتها المبعثرة خوفاً من غضب حزب أو مجموعة.
قرار الولايات المتحدة الأمريكية بأن أورشليم القدس عاصمة دولة إسرائيل , قرار حكيم وصواب وسليم بالرغم من أنه لأول وهلة , ينذر وكأن العالم في مأزق حرج ويدخل في عنق الزجاجة ونحن نرى أن هذا القرار جاء ليفتح كل الضائقات وخاصة المادية , التجارية والصناعية والسياحية ومجالات عديدة وفي النهاية الضائقة المالية لكل دول المنطقة , هذا القرار سيمنح الهدوء والأمن والأمان للمسيحيين واليهود والمسلمين وغيرهم على حد سواء دون أن نرى كل مظاهر العنف والاستبداد والقتل والسلب والنهب , مظاهر اعتاد عليها الشرق الأوسط بكل دوله منذ أكثر من خمسين عام , حل الدولتين يكاد ينسى من يوميات معظم دول العالم قبالة التحديات اليومية للحياة اليومية التي تصارع الشعوب والأمم , ولو القتل والذبح على يد التنظيمات الإرهابية المتطرفة دينياً وممارستها الإرهاب في دول الغرب والولايات المتحدة لما تذكر العالم أن هناك قضية فلسطينية يجب أن نتحدث عنها , التصويت ضد قرار الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص أورشليم القدس عاصمة لدولة إسرائيل سيعود بالكثير من المشاكل على الكثير من الدول والشعوب في العالم ويوم تطلب هذه الدول وشعوبها المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل سيتذكرون تصويتهم ضد هذا القرار وستوجه هذه الدول للشعب الفلسطيني المزعوم ليقدم لها المساعدة , هذا الشعب الذي لم يعترف بدولة إسرائيل حتى الآن , ولا بقرار هيئة الأمم المتحدة بخصوص إقامة دولة إسرائيل الحرة الديمقراطية في أرض إسرائيل يطالب بأن يعطى الحقوق كاملة للتمثيل في هيئة الأمم المتحدة أليس من الأفضل تغيير الميثاق الوطني الفلسطيني أولاً , هذا الميثاق الداعي للحر والقتل والسلب ودمار دولة من أجل إقامة دولة أخرى على أنقاضها وشطب شعب أو شعوب من المنطقة بقوة السلاح هذا ما تريدون أن يحكم العالم , ويوم تُحكمون بنفس القوة وتعاملون كما تعاملون أنتم الآخرين تطلبون النجدة من الدول الغربية وكل دول العالم في الواقع هذه التصرفات تصرفات إسلامية عربية عامة لا تختلف من دولة عربية لأخرى وهذا واضح وجلي جداً لجميع دول العالم الغربي ودول الشرق الأقصى ودول الشرق الأوسطي الديمقراطية آن الأوان لتتوقفوا عن البكاء يا أيها الإعرابي المناضل الذي انهارت عزيمته وقوته , لن تحكم العالم بالسيف والرماح كلها تكسرت , ولن تحرر فلسطين ولا القدس وقرار الولايات المتحدة الأمريكية لصالحك قبل أن يكون لصالح دولة إسرائيل والدول المؤيدة لهذا الاقرار , وخروجكم للتظاهر ورشق الحجارة وأعمال الشغب والعنف هو الدليل أنكم لا تستحقون دولة والعالم يراكم ويرى تصرفاتكم هذه ويتذكر في مخيلته داعش وحزب الله والنصرة والإخوان المسلمين وحزب نصر الله الحوثي وأفغانستان والشيشان وكوسوفو وصربيا والصومال وليبيا والعراق والحرب الإيرانية العراقية وكلها على خلفية دينية وتطرف ديني مرفوض , وما يهدئ من روعي ويثلج صدري الزمن كفيل بأن يكشف الحقائق.
عجز العرب وجميع دولهم من إعطاء حل للقضية الفلسطينية , ومنع الفلسطيني من التوجه للقضاء وتقدمة شكوى ضد أي مواطن أصلي في بعض الدول العربية ولهذا الأمر ولأمور أخرى كثيرة سأسردها في مقالات أخرى فالفلسطينيين مرفوضين في معظم الدول العربية , دولة إسرائيل تستقبلهم وتمنحهم فرص العمل والوظائف كمثل حالهم في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا الأخرى وآسيا وهنا يحضرني حل يكاد يكون عبقري وفي قمة الفكر وغريب كل الغرابة عن المفكرين والكتاب وممثلين عن الدول والشعوب والأمم في العالم , الحل وهو إقامة إتحاد كنفدرالي فلسطيني مع دولة إسرائيل وليس مع أي دولة أخرى في المنطقة , ما دامت جميع الدول العربية تطرد الفلسطيني وتهينه وتحرمه أبسط الحقوق الإنسانية وفي دولة إسرائيل يجد الفلسطيني عمله ووظيفته وينال حقوقه كما يجب وقوته وقوت أولاده مؤمن , وأمنه وأمانه , وباستطاعته التوجه للقضاء , كل شيء متاح أمامه ما عدا النواحي الأمنية والفعاليات ضد أمن دولة إسرائيل ومواطنيها , ولو رجعنا لعشرات الأعوام إلى الوراء لوجدنا أن دولة إسرائيل تتصرف على ضوء تصرفات الشعب الفلسطيني ودول المنطقة وترد على فعاليات العرب ودائماً كانت العرب تمسك زمام المبادرة في الحرب والسلم ثم تأتي ردود الفعل لدولة إسرائيل , وعليه لو يبادر الفلسطيني للموافقة على التخلي عن الميثاق الوطني الفلسطيني وتغيير بعض بنوده والشروع ببناء جسور السلام الحقيقي على خلفية إتحاد كنفديرالي فلسطيني إسرائيل لحلت جميع المشاكل فالعقل اليهودي الإسرائيلي يحتاج إلى الأيدي العاملة الفلسطينية للصناعة والتجارة والعمل والبناء والتخطيط وليست هي ببعيدة هذه الساعة التي يجلس الإسرائيلي ويعمل إلى جانب الفلسطيني في المصنع ذاته ويعود كل منهم إلى منزله بعد العمل وتستمر الحياة لأنها أقوى من القائد الفاشل الساقط وجيل اليوم أقوى بكثير من الجيل الذي سبقه لأنه يملك الإرادة والعزيمة لشق طريق حياته وبناء مستقبله بشكل أفضل.
وسوم: العدد 757