وجهة نظر
أيها الكتاب والشعراء الأهوازيون،
إن شئتم أن تكتبوا بلغة غير لغتكم فأنتم أحرار،
ولكن لا تجعلوا إنتاجاتكم غير العربية في خانة الأدب الأهوازي،
فتربكوا بها التأريخ.
وأقصد من الإنتاجات هي الإنتاجات الأدبية، وليست المقالات التي تكتب مطالبة بحقوق.
وقد سألني الصديق محمد الدورقي وهو أحد الكتـّاب الأهوازيين الذين يكتبون باللغة الفارسية:
من المسؤول عن تقييم كتاباتنا ليضعها في أية خانة؟
في خانة الأدب الأهوازي أو غير الأهوازي؟
هل هو الشعب الذي يُقوّم؟ أو الجهات الرسمية؟
وكان جوابي ليس هذا ولا هذا، التأريخ هو الذي سوف يقسم الأدب إلى أهوازي وغير أهوازي.
وما هو المعيار الذي سوف يعتمد عليه التأريخ ويستند إليه سوى لغة أثر الكاتب؟
الأجيال القادمة التي سوف تتعرف علينا من خلال آثارنا ومن خلال قراءة التأريخ، هي التي سوف تقسمنا إلى أهوازيين عرب، أو إلى غير أهوازيين ليسوا بعرب.
أليست بصماتنا تبقى حاملة لهويتنا؟!
وأنا أخشى هذا التأريخ الذي يكتبه الجبابرة صاحبو السلطة، بل أقلق منه كثيرا.
هذا التأريخ الذي سوف يضع قصص (محمد الدورقي) في خانة الأدب الفارسي، ويشكره ويرفع من شأنه لأنه أضاف إلى الأدب الفارسي ثراء؛ وبالتالي قد يصنف محمدا جزءا من كتـّاب الفرس.
وأين محمد حينئذ (بعد قرن أو قرنين) ليدافع عن نفسه ويستنكر ذاك التصنيف الجائر؟!
فالتأريخ إن جعلك كاتبا فارسيا، سوف يجور عليك ويهضمك حقك.
وإن صنفك كاتبا أهوازيا سوف يربك القارئ بهوية هذا الشعب.
وماذا يمنعك يا صديقي يا محمد وأنت مهتم بالكتابة وبقضايا شعبك من تعلم لغة شعبك العربية؟!
وإني أرى فيك كل المؤهلات لإتقانها.
وإن تحججت بصعوبة تعلمها، فسأعاتبك: أين همم الرجال التي تزيل الجبال؟!
وسوم: العدد 760