من نحن؟ مهاجرون أم نازحون أم مرابطون !

نحن نحمل الأوصاف الثلاثة ، لكن لسنا مهاجرين بل مهجرين ! 

فررنا من أرض لاتحترم الإنسان ولا الإسلام ؟ 

نحن مهجرون ونازحون لا باختيارنا ولكن فرارا من جحيم التقارير والمداهمات والموافقات الأمنية وظلم الشبيحة 

ويلخص الأمر كله بكلمتين : فقدان الأمن وهوان الإنسان  !

لنا الشرف أن نكون مهاجرين كاولئك العظام الذين هاجروا بدينهم إلى الحبشة بطلب من القائد العظيم ونصح منه 

وعاش المسلمون في دار الهجرة ورعاية النجاشي الشهم .

نحن :

إن لنا أسوة حسنة كما قرانا في التاريخ ، نحن مهاجرون ونازحون وإن شاء الله مرابطون يتلون قوله تعالى 

( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون  ) ٢٠٠

آية في سورة آل عمران تخاطب المؤمنين ، ياآيها الذين امنوا اصبروا وصابروا :

اصبروا على تكاليف الشريعة وعلى مايعرض لكم من مصائب الدنيا ، وغالبوا الكفار من صهاينة ومجوس وروس 

غالبوهم في الجهاد والصبر فلا يكونوا أشد منكم صبرا

وأقيموا علم الجهاد في سبيل الله ، واتقوا الله بإمتثال أوامره واجتناب نواهيه

لعلكم تنالون مطلوبكم بالسلامة من النار ودخول الجنة إن شاء الله  .

إن كان كثير من المهاجرين وخاصة في محيط النساء والشباب الذين يعيشون غفلة ولهوا وتكاثرا في الأموال والأولاد :

الشيوخ في الحدائق يدخنون والأولاد تربيهم الشوارع والنساء في الزيارات والاتصالات 

لكن البعض مارس العمل وأكل خبزه بعرق جبينه وكد يمينه .

 الكثير منا دخلوا ميادين الاقتصاد وفتحوا محلات وأنشاؤا مطاعم ومحلات وفقهم الله 

وبعضنا اتجه ولله الحمد للدعوة إلى الله وخدمة دينه ، خذ مثلا مركز دعاة إلى الخير في نزيب يعلم القرآن والحديث ويقوم بذلك آنسات متبرعات ، وكثير ماسمعنا عن محاضرات للدعاة أمثال زهير سالم ومحمد حمادة وعثمان مكانسي والوهيبي وزكريا المسعود وعبد الجبار الزيدي ويحيى حاج يحيى ، في هذا المركز الصغير أقيمت المسابقات لحفظ القرآن الكريم ووزعت الجوائز على الفائزين ، بل وأقيمت الأعراس ، ويوجد فيه نشاط نسائي كبير  .

في هذا المركز الصغير أحيي فيه ليلة القدر والمولد النبوي الشريف ، وجرى فيه إفطار صائم ، وهناك جنود مجهولون يوزعون الخبز والصدقات ، يتابعون الأيتام والفقراء ويمدون لهم يد العون هذا في بلد صغير 

أما في عنتاب فأحد إخواننا يقوم بخطبة الجمعة باللغة العربية الشيخ مهند الخطيب ، وافتتح البيت الشامي وهو مركز دعوي باشراف الشيخ محمد حمادة ويخطب الجمعة فيه ، إضافة إلى نشاط رابطة العلماء السوريين

 ومجمع سلطان العلماء وفقهم الله  . 

بعضنا أنشأ جامعات خاصة منها العثمانية في اسطنبول وعنتاب بقيادة الداعية عبد الجبار الزيدي وحسين عبد الهادي وفقهم الله 

وهناك جامعة الزهراء في عنتاب فيها كل الاختصاصات يديرها بروفسور علامة هو الدكتور مصطفى مسلم ، داعية كبير يمنح هذه الجامعة وقته وجهوده ، شعاره ( علم يرفع قاصده إلى المعالي ) يخدم المجتمع بدورات للائمة والخطباء في جرابلس ، مع فتح دورات لتأهيل مدرسي اللغة العربية لتدريسها للأخوة الأتراك في أورفا وكليس ونزب بالتعاون مع دعاة إلى الخير في نزب ، تقوم بإشراف نائب رئيس جامعة الزهراء للشؤون العلمية وعميد كلية التربية ، المشرف الأكاديمي على برنامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ( للإخوة الأتراك ) ومدرس اللغة العربية للائمة والخطباء في إفتاء عنتاب الدكتور باكير محمد علي ويقول العاجز الفقير وفقكم الله وأثابكم  .

وأحيي الدكتور إبراهيم السلقيني وأكبر جهوده لقد وضع الرجل شبابه وعلمه وجهوده في خدمة الإسلام ، حياه الله وحيا والده عبد الله وحيا جده الفقيه الحنفي الشيخ محمد ورحم مولانا عمه الشيخ إبراهيم السلقيني 

وللدكتور العامل عبد المهيمن الديرشوي أستاذ التربية له منا التحية والتقدير ، حياهم الله وتقبل سعيهم  .

 والملائكة تسجل جهود العاملين ، حيا الله جهود جمعية غازي شام ، ولا أنسى في هذه المناسبة فإن السوريين المرابطين يحيون مفتي نزب الدكتور عثمان ويشكرونه على مايبذل من دعم وتشجيع للدعاة وتقديم يد العون للعاملين ، وهو الخطيب المفوه حفظه الله 

جزى الله كل من يضع لبنة في بناء الإسلام المعاصر ويدعو إليه .

أيها العاملون من رجال ونساء جهودكم مشكورة من رب السماء ، أبشروا إن شاء الله ستردون على الحوض المورود وستسظلون براية الحمد إن شاء الله 

ختاما :

 أقول لكل عامل ذكرا أو أنثى ، كبيرا أو صغيرا ، احفظ الله يحفظك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، وليعلم الجميع أن من جاهد فإنما يجاهد لنفسه ، وانتظروا أخذ مولانا للظالمين وقولوا آمين : 

اللهم احص الظالمين عددا واقتلهم بددا ولاتغادر منهم احدا ، ربنا اطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم 

والله أكبر وسبحان ربنا الأعلى ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي المجاهد العظيم ، حامل لواء الحمد ، صلوا عليه وسلموا تسليما .