المذهب والقبيلة في شمال اليمن
فرقة المُطَرَّفيَّة الهادوية ( الزيدية ) ، من أبناء القبائل الذين استطاعوا أن يحافظوا على المذهب طوال الفترة الصليحية الإسماعيلية في اليمن لقرابة مأة عام ، شهدت غياب إمامة الكهنوت السلالية .
الإمام أحمد بن سليمان ، من نسل الهادي يحيى بن الحسين ، كان أول إمام كهنوتي سلالي ، صارت له صولته ، بعد ضعف الدولة الصليحية ، وكانت مهمته الكبرى هي ضرب القبائل اليمنية بعضها ببعض ، كما صرّح بذلك في أحد أشعاره المشهورة ، أمّا أبناء القبائل من المطرّفية الهادوية ، من يدين بالولاء أصلاً لجده الهادي ، وحافظوا على المذهب طوال سنين طويلة ، فقد عمل هذا الإمام ، مجتهداً لضربهم من خلال قاضيه الفارسي ( الهادوي ) جعفر بن أحمد ، فأطلق هذا القاضي عليهم الكفر واتهمهم بالزندقة ، وأكد تلك التهمة عليهم بكتاب ؛ مقاود الإنصاف في تكفير المطرّفية الطغام ، والذي طبعته مؤخراً مكتبة الإمام زيد بصنعاء .
طبعاً كانت حجة هذا المكفّر جعفر على المطرّفية ، أنهم نفوا القدرة عن الله وأسندوها إلى الطبيعة . وهو هراء من هذا القاضي الفارسي ، لأن عدداً من هؤلاء المطرفية كانوا متعمّقين في علوم الطبيعة والفلسفة ، فتحدّثوا بأمور علمية سبقوا عصرهم لم يفهمها هذا المُلّا الكهنوتي الجاهل .
المُلفت أن هذا القاضي الفارسي جعفر ، لم يقم بحملته الدعائية مع الإمام أحمد بن سليمان ، ضد قبائل المطرفية إلا بعد أن أحضر كتب الكهنوت الإمامي السلالي المستحدثة وقتها من بلاد فارس ، المعروف في المصادر بعراق العجم ، وإن كان المتأخرون منهم الْيَوْمَ يغالطون بذكر العراق دون العجم للتمويه والتغطية على فارسيّة التأثير .
الخلاصة أن هذا المذهب الذي حافظ عليه أبناء القبائل هؤلاء المطرّفية وأرادوا أن يعقلنوه ، أوجد البيئة الحاضنة لإمامة الكهنوت السلاليّة ، التي ماإن ظهرت إلا وكانت القبائل اليمنية أولى ضحاياها .
حملة الإمام أحمد بن سليمان ضد قيادات ومراجع الهادوية من أبناء القبائل هؤلاء المطرّفية ، مهّدت لحرب إبادة ضدّهم قام بها إمام لاحق وهو الكهنوتي الجزار عبدالله بن حمزة ، الذي لم ينقذ المطرّفية القبائل منه ، إلا جيشٌ أيوبي من جند فاتح القدس صلاح الدين الأيوبي ، رحمه الله .
خلاصة :
المذهب الذي يدّعي زوراً نسبة إلى الإمام زيد بن علي ، وزيد منه برآء ، هو "الفقّاسة" لإمامة الكهنوت السلاية هذه ، لأنه يؤسس لمعتقد الأئمّة ( الأطهار ) المُطَهّرين ، الذين ما إن يظهروا إلا وينصرف الناس عن زنابيل المذهب إلى قناديله ، كما انصرفوا بالأمس القريب عن محمد عزّان المؤسس للشباب المؤمن إلى قناديل بدر الدين لتظهر الحُوثيّة السلالية الدموية ، التي أباحت دم عزان وقتلت أخاه .
واليوم الجمهورية السبتمبرية 1962 ، ركّزت على محاربة إمامة كهنوت بيت حميد الدين ، ولكن المذهب الفقّاسة ، بقي لينتج بعد أكثر من نصف قرن إمامة كهنوت أخرى في آلِ بدر الدين ، وبتأثير فارسي أيضا !!
ولاغرابة الْيَوْمَ لسعي هؤلاء الكهنوتيين السلاليين عبر الوسطاء وخاصة الزنابيل أمثال علي البخيتي ، لطرح الخصوصية الثقافية للمناطق (الزيدية ) ، حتى يضمنوا بقاء المذهب الفقّاسة ، لصولة إمامة كهنوتية سلاليّة قادمة بعد أن وصلت إمامة الكهنوت السلالية الحالية لباب قبرها بعد فصل مرير من الكوارث والدماء اليمنية والتضحيات .
وطرح الخصوصيّة (الزيدية) هذه الْيَوْمَ لمناطق قبائل الشمال هي نكتة ، لأن العديد من هؤلاء القبائل الْيَوْمَ يقفون ضد هذه المذهبية الضيّقة ، فكأننا أمام فرض لون مذهبي على من ليس بمتمذهب ، وعلى أي أساس علمي أيضاً كان المذهب تعبيراً عن هُويّة وطنية ، إلا طبعاً في المجتمعات المنغلقة الجاهلة .
#المَذْهَب #الفَقَّاسة #للكهنوت #السّلالي
وسوم: العدد 767