على هامش محاضرة قيمة للدكتور إبراهيم السلقيني الحفيد

الشيخ حسن عبد الحميد

- أنا منذ سنوات أكتب  خواطر أبتغي بها : أداء نصح وبث علم ، أقلد بها الإمام ابن الجوزي في كتابه ( صيد الخاطر ) رحمه الله .

وقد حضرت بالأمس محاضرة قيمة جدا 

 ولا أدري هل أتحدث عن المحاضر علما ونسبا أم عن المحاضرة علما وفكرا ؟

أما المحاضر فذو نسب عريق ، جده الأعلى الذي يحمل اسمه هو من كبار أولياء حلب وصالحيها ، قدم من بلده سلقين في ريف إدلب منفى الأحرار في سوريا فكان رحمه الله مشعل الهداية الربانية بحلب ، زرته مرة واحدة أضاءت جوانب نفسي بالروحانية ، فهو رجل يعمل بالحال لا بالمقال 

أما عمه فهو مفتي حلب ووالده عبد الله أحد كبار علمائها ، والخاطرة ستطول إن تحدثت عن جهاد نائب حلب في البرلمان وعلمه المبثوث في كتبه وأهمها الفقه الإسلامي 

المحاضر هو سليل أمجاد علمية ، دكتور في الفقه الإجتماعي ، المحاضر لمادة الفقه الإسلامي بجامعة حلب ، شارك في تأسيس جامعة الزهراء في غازي عنتاب ودرس فيها متطوعا ، وهو مجاهد ضاقت عيون الظالمين به فطعنوه في بطنه وقتلوا رفيق دربه زاهر شرقاط رحمه الله 

أما المحاضرة فلها وقت آخر نتحدث عما فيها من علم وجهاد وفكر ، لكنه خلص أن من الألم يولد الأمل ، والواجب علينا في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة هو : 

١/ اليقين بوعد الله والثقة بنصره لعباده المؤمنين 

٢/ أن نعد العدة ونأخذ بالأسباب التي تؤهلنا لنصر الله 

٣/ ومن باب العدة أن نربي الجيل القادم ، أبناء اليوم  ، قادة المستقبل على العقيدة الصحيحة وعلى كتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام 

حضر المحاضرة جمع طيب وغاب عنها أصحاب الأعذار لانشغالهم في الدنيا ، أو طاعتهم للاهواء والأحقاد 

والمحاضر أستاذ جامعة ناجح ( أستاذ في كلية الإلهيات بجامعة عنتاب ) وخطيب مفوه يبسط العلم لسامعيه ، ويدخل للقلب من أقرب طريق ، فإن سمع له موضوعه ظن أنه يحسن مثله ، وقديما قالوا عن البلاغة : أنها إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها 

ميادين جهاد الرجل جامعات تركيا ، والداخل السوري الذي يزوره بين الحين والحين مذكرا وناصحا وموجها 

أهداني كتابين من تأليفه أولهما ( وسائل الاستبعاد في العصر الحديث ) وكتاب ( الإسلام من الشرق إلى الغرب ) 

أو عولمة الإسلام كما عنونه جزاه الله كل خير .

هذه الأسطر إشارة إلى شاب  مجاهد ، من خير ماأنتجته ميادين العلم ، إنه مفخرة من مفاخر مدينة حلب 

تحية له ودعاء لله أن يحفظه ويسدد خطاه ، ودعاء بالرحمة لعمه الشيخ إبراهيم مثل الإفتاء بأحسن صوره ، وخدم دينه بأمثل الخدمات وإليكم مثال من خدماته : 

زوج مائة شاب وشابة ، وأقام لهم حفلا جماعيا رن صداه في حلب وماحولها رحمه الله  .

حيا الله محاضرنا وأعانه وسدد خطاه وتقبل جهاده وعمله وياخسارة من غاب عن محاضرته ، لقد مشى الإمام أحمد على قدميه من المدينة المنورة إلى صنعاء ليأخذ حديثا واحدا عن عالم صنعاء صاحب كتاب المصنف ، ونحن يأتينا العالم من عنتاب فنتشاغل عنه بشتى المعاذير المرفوضة شرعا ، ولا يضير المصباح في الليل إذا لم يرى نوره العميان ، وقرآن ربنا يقول معزيا ( لا تكلف إلا نفسك ) لكن ياحسرة على العباد همهم البطون والأهواء ، ولا يهمهم تكثير  سواد المسلمين ولا إبتغاء الأجر والثواب  .

حيا الله سبحانه أخانا الدكتور إبراهيم عبد الله السلقيني فقد أجاد وأفاد ، ولنا عودة إلى محاضرته ليتذكر من يريد التذكر ، وقد قال مولانا عن القرآن الكريم ( وهو عليهم عمى ) مع أنه شفاء لما في الصدور  .

أخانا سليل الأماجد ، يافخر مدينة حلب ، يامنارة الجامعات بارك الله لك في شبابك ، ونفع بك من يريد التذكر 

سدد مولانا على الحق خطاك ، وأثابك بمدد من عنده ، وإلى والدك الصديق الصدوق العزيز عبد الله كل تحياتي وحبي واحترامي ، وإلى روح جدك الذي تحمل أنت اسمه ومشعله ، لهذه الروح المباركة كل ثناء ودعاء بالرحمة ، وأن ترد أنت وإياه على حوض النبي عليه الصلاة والسلام ، مستظلين بلواء الحمد ، واردين إلى حوضه صلى الله عليه وسلم 

وأسلم أخانا الكريم ، ياسليل المجد والتقى ، ياحفيد أولياء الله الصالحين ، يازهرة في غصن سلقين ، حياك الله وبياك وسدد خطاك ، فقد جددت شبابي ونورت جوانب عقلي ، وإلى لقاء مع محاضرة أخرى ، وشكر الله جهود بيت الدعوة ودعاة إلى الخير وفقهم المولى  ، وأسلم لمحبك  .

وعلى كل من وصلته هذه السطور أن يقرأ الفاتحة لروح ولي حلب إبراهيم السلقيني الجد وعالمها الفقيه الحنفي محمد السلقيني تلميذ أبي حنيفة النعمان ، نفعنا الله ببركات الصالحين والأتقياء والعلماء والمجاهدين 

راجيا أن تبلغ الوالد دعواتي له بالعمر المديد والعيش السعيد 

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  .

والله أكبر والعزة لله

وسوم: العدد 767