بعضُ التعجّل ، يَحرمُ أمّة كاملة ، من حقها .. وبعضُه يدمّرها !
القاعدة المعروفة:(مَن تعجّل الشيءَ ، قبلَ أوانهِ ، عُوقب بحرمانه)..هذه القاعدة ، تنطبق على الجماعات والشعوب والأمم ، كما تنطبق على الأفراد !
فمِن المعلوم ، (أنّ قاتل المورّث ، استعجالاً للحصول على إرثه ، يُحرم مِن حقه في الميراث)!
وما يهمّنا ، من القاعدة ، هنا ، هو مفعولها : السياسي والاجتماعي ، على الشعوب والأمم !
ونكتفي ، هنا ، بأمثلة قليلة ، عمّا جرى ، ويجري ، في عالمنا الراهن ! ونقصد بالأوان ( الظرف: الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني .. القائم في دولة ما ، وفي محيطها الإقليمي والدولي )!
فنقول :
إقامة الحكم الإسلامي الرشيد ، هي حلم وردي ، للملايين ، من أبناء الأمّة الإسلامية ، في سائر بقاع الأرض !
لكن ، كيف يمكن تحقيق هذا الحلم ؟ وفي أيّ أوان: (ظرف مناسب : محلّياً وإقليمياً ودولياً)!؟
العالمُ تحكمه قوى دولية عظمى ، تكره الإسلام ، وتتربّص به الدوائر، ولها عملاء ، يحكمون البلاد الاسلامية، ويخنقون أنفاس المسلمين، ويحاصرونهم في كلّ زاوية ، ويحاربون كلّ دعوة، إلى الإسلام ، وحكم الإسلام ! وهم محسوبون على أبناء الملّة ، وبعضُهم يتظاهر بالإسلام ، ويمارس بعض شعائره !
والحركات الإسلامية ، العاملة للإسلام، كلها، ضعيفة، في مواجهة هذا التغوّل (العالمي الإقليمي المحلّي) بما فيها الحركاتُ، التي يُعَدّ مناصروها بالملايين، في بعض المناطق والدول!
وأسباب الضعف كثيرة ، منها ماهو خاصّ بالحركات ، ذاتها ، ومنها ماهو متعلق بقوى الأعداء المتربّصين بها !
أربيكان في تركيا : رفع شعارات إسلامية ، في دولة علمانية ، ليس له فيها ، سوى أنصاره! ووصل إلى السلطة ، في بعض الأحيان ! لكنّ القوى المتربّصة به ، أحبطت مساعيه ، في كلّ مرّة : فحيناً تَحلّ حزبه ، عبر أحكام كيدية ، وحيناً تسقطه بانقلاب عسكري !
الإخوان في مصر: وصلوا إلى السلطة ، عبر انتخابات حرّة نزيهة ، ولم يكن لهم من القوّة ، في: الجيش ، أو الأمن ، أو الاقتصاد ، أو الإعلام ..مايساعدهم ،على البقاء في السلطة ، فأطيح بهم، بانقلاب عسكري، سبّب كارثة ، لهم ، وللحركات الإسلامية ، في العالم !
حمَلة الشعارات الإسلامية ، في سورية : تسبّبوا ، وما يزالون ، في استنفار القوى : العالمية والإقليمية والمحلّية ، المناهضة للإسلام ، فحصلت ، للمسلمين ، كوارث ، يشيب لهولها الولدان ، وما تزال الكوارث مستمرّة ، حتى اليوم !
حزب النهضة التونسي : أوشك ، على أن يتعرّض لكارثة ، مشابهة لما حصل لإخوان مصر، لولا تداركه الأمر، وتراجعه عن بعض المكاسب ، التي حصدها في الانتخابات ، ليبقى ، في ساحة العمل السياسي والاجتماعي ، شريكاً ، بدرجة معيّنة !
حزب العدالة والتنمية في تركيا: نحّى الشعار الإسلامي ، وعمل بمضمونه ، في ظرفٍ، خبَرَه جيّداً، وخبَر الألاعيب ، التي تدور فيه ، ومن حوله، فحقق ، في سنوات قليلة، إنجازات عظيمة، لشعبه ودولته ، امتدّ تأثيرها الإيجابي ، إلى عدد من الدول والشعوب المسلمة !
وهنا ، لا بدّ من التذكير، ببعض الحِكم الذهبية ، ومنها: ( السعيدُ مَن اتعظ بغيره)! و(مَن رأى العبرة في غيره فليعتبرْ) ! وهاتان تتعلقان ، بالموقف ، من التجارب المخفقة ، التي سبّبت الكوارث، للأمّة!
أمّا الحكمة الثالثة ، فتتعلق بالموقف ، من التجربة الناجحة ، لحزب العدالة والتنمية ، وهي : (الحكمة ضالّة المؤمن ، أينما وجدَها ، فهو أحقّ بها ) !
والله وليّ التوفيق .
وسوم: العدد 776