زوجي أناني... ماذا أفعل؟

د. محمد رشيد العويد

في مقدمة شكاوى الزوجات شكواهن من أنانية أزواجهن؛ فهن يجدنهم يؤثرون أنفسهم عليهن وعلى أولادهن.

 يحرصون على راحتهم وإن تعب الآخرون، وعلى سعادتهم وإنْ شقَي غيرهم.

ويزيد في معاناة الزوجات أن أزواجهن ينكرون أنهم أنانيون، يحبون أنفسهم، ويرون أن زوجاتهم يتوهمن ذلك.

كيف تتأكد المرأة من أن زوجها نرجسي، يحب نفسه، وكيف تتعامل مع هذا الزوج؟

النرجسي يـرى نفسه على حق دائماً، لا يخطئ، حتى لو وضحت له الحقائق، وسطعت كنور الشمس؛ فإنه ينكرها.

ويحرص على عدم مواصلة الحوار إذا وجد أدلته واهية، وحججه فارغة، ووثق أنه سيظهر مخطئاً.

وكثيراً ما يتنصل من مسؤولياته، ويلقي تبعة الأعمال الخاطئة على سواه، ويكثر اللوم.

ولعل هذا هو الذي يجعله مراوغاً، يلف ويدور، ويغير موضوع الحديث قدر ما يستطيع.

ومن وسائل دفاعه الأساسية إطلاق التهم حتى يشغل الآخرين عن مواجهته وكشف أخطائه.

ولعله يتجاوز ذلك إلى إطلاق الألفاظ الجارحة، وقد يصل به الحال إلى الشتم، خصوصا حين يغضب.

ولا شك في أن زوجة هذا الرجل ستكون محبطة، حائرة، لا تعلم كيف تتعامل معه، حتى تنجح في إقناعه بالصواب، وحتى تتقي جميع ما أشرت إليه مما يصدر عنه من إيذاء لها.

أول ما أوصي به الزوجة هو بذل قدر كبير من الصبر، وسعة الصدر، وعدم اللجوء إلى مواجهته، وكشف عيوبه، بل إلى مداراته؛ كما تداري طفلها، وهي توجهه، وتربيه، وتعلمه.

وقد تعترض زوجات على هذه الوصايا فتقول إحداهن: أما يكفيني ما عندي من أطفال حتى تضيفوا لي أباهم أصبر عليه وأربيه؟! أنا أحتاج رجلاً يحمل عني، ويقف معي!

ورغم تقديري لذلك، وتعاطفي مع الزوجات، إلا أني لا أجد لهن إلا الحكمة القائمة على الصبر في معالجة أزواجهن لحملهم على القيام بكثير من واجباتهم، وأدائهم ما يمكن من مسؤولياتهم.

وصحيح أن تغيير أزواجهن قد يكون بطيئاً ؛ لكن هذا يبقى خيراً من تحول الحياة الزوجية إلى مشاجرات دائمة، ومشاحنات قاتلة، قد تدمر هذه الحياة لتوصلها إلى الطلاق.

إن كثيرات من النساء نجحن في التكيف مع هؤلاء الأزواج، واستطعن دفعهم ليقوموا بكثير من واجباتهم عن طريق المداراة البعيدة عن المواجهة المدمرة، فاسعي لتكوني واحدة منهن.

وسوم: العدد 785