يوميات العطش (5)

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز

ومن الحلول المؤقتة لأزمة مياه الشرب قبل أكثر من عشر سنوات والذي لم

يستمر إلا لبضعة شهور هو تخصيص مكانين أو ثلاثة لتوزيع المياه الصالحة

للشرب، وكان يتم توزيع المياه فيها بالمجان.

جاء هذا الحل بعد أن لوثت شركات قصب السكر كارون فاندلعت مظاهرة في

عبادان تطالب الحكومة بتأمين مياه الشرب للناس.

والسؤال الذي يفرض نفسه بعد أن تراجعت الحكومة من ذلك الحل فأمست

البنايات التي كان يوزع فيها الماء أطلالا هو:

كيف كنتم توفرون المياه آنذاك ولماذا لم تطوروا المشروع ليصل الماء إلى البيوت؟

وفي أزمتنا هذه، مررت بمحل يبيع الماء وأمامه طابور من المواطنين وبمختلف

الأطياف والعمر، كان بينهم شيخ يبلغ السبعين، ساعده الشباب ليحمل (الدبة)

بحجم 20 لترا على دراجته الهوائية، مسك الدبة بيد والسكان بيده الأخرى،

وراح يتمشى بوهن، ولا أدري هل يستطيع أن يصل بيته بسلام أم لا!

هناك طفل لم يبلغ الثامنة بعد، وقد حمل دبته في عربة يدوية وبدأ يدفعها بصعوبة!

رأيت نساء يحملن الماء على رؤوسهن!

وكلنا ننتظر اليوم، الخامس عشر من هذا الشهر الذي يسمى تير (السادس من

تموز) حيث وعدت الحكومة الناس أن تحل مشكلة مياه الشرب لتصل إلى

بيوتهم... وإلى هذه الساعة لم تصل!

وسوم: العدد 789