في معبد الطغيان... يبتهل الجميع كذباً

في معبد  الطغيان

 يبتهل الجميع كذباً

فالكل يدعي حباً بيوسف 

و أثوابهم  عليها دم  كذب

ثم لا ترى منهم غير العجب!..

البعض منهم قد شجب

والبعض منهم قد هرب

والبعض منهم 

باع المباديء والعرب

هؤلاء هم حكام العرب 

********

في ساحة الشيطان

نقرأ " الدولار" رمزاً 

يسعى الناس أفواجاً

إلى مسرى الغنائم والذهب

والمخلصون يسألون عن بقايا

 أمة كانت تدعى"العرب"

مجدها من المحيط إلى الخليج

ولم يعد اليوم في الكون

 شيء من مآثر أهلها

ولكل مأساة سبب

********

حكامنا باعوا حتى  خيول الفاتحين

وقايضوا خالد وصلاح الدين   

 في سوق الخطب 

ثم تركوا على الجدران شعارات الطرب :  

"فاسقطوا الجينات  واحيوا الخطب"

********

أطفال بلادي  الحزينة يصرخون

يأتي اليهم الموت مع لبن الصغار

يأتي اليهم الموت مع اللعب 

في الحدائق... مع الأغاني

في المدارس... مع ذرات التراب

تتساقط الجدران ..

فوق مواكب التاريخ

لا يبقى لنا منها...جدار

ليزيلوا كل حضارة

 اشادتها امة العرب

عار على زمن الحضارة أي عار

******

من خلف سياج الحدود

يطل صاروخ لقيط الوجه..

لم يعرف له أبداً مدار

يصرخ فينا:

نبحث  عن اطفال صغار..

ليعبث بأجسادهم صاروخ الكبار 

فقتلوا الطفولة ونهبوا الديار 

 وعم الاسى وسال الدمع في كل دار

عار على زمن الحضارة اي عار

******** 

الطائرات تسد عين الشمس

والأحلام في دمنا انتحار

فبأي حق تهدمون بيوتنا

 وبأي قانون

 تدمر ألف مئذنة و دار

ولكن...

صمت الامم صار هو القرار

عار على زمن الحضارة اي عار

******** 

يا ساكن البيت الكبير*

في وجهك الكذاب

تخفي ألف وجه مستعار

نحن البداية في الرواية..

ثم يرتفع عن المأساة الستار

فهل صار تجويع الشعوب

وسام عز وافتخار.؟

هل صار قتل الناس في الصلوات؟

ملهاة الكبار..؟

هل صار قتل الأبرياء

شعار مجد..وانتصار؟

أم أن حق الناس في أيامكم

نهب..وذل.. واحتقار  ؟

فبفضلكم ياسيد  البيت الكبير   

اضحى الموت يسكن حولنا

يطارد الأطفال من دار.. لدار

عار على زمن الحضارة اي عار

******** 

أطفال بلدي الحزينة

في المدارس يلعبون

كرة هنا... 

كرة هناك...

طفل هنا.. 

طفل هناك...

قلم هنا..

قلم هناك..

لغم هنا..

موت...هلاك..

*******

بين الشظايا

زهرة الصبار تبكي

والصغار في الملاعب يتساقطون

بالأمس كانوا

كالحمائم في الفضاء يحلقون

واليوم  بكل غاز غادر يكفنون

عار على  زمن الحضارة اي عار

*******

غابت شموس الحق والعدل اختفى

مهما وفى الشرفاء في أيامنا

زمن.. النذالة.. ما وفى..

مهما صفا العقلاء في أوطاننا

بئر الخيانة ما صفا..

******

طفل صغير..

ذاب عشقاً في تراب بلاده

كراسة بيضاء يحضنها

واوراق جريحه

وبقايا حقيبه

مجبولة بدم الفقيد

وياسمين الشام  

نبت فوق تربة ابيه

بقايا حصالة فيها قروش

من بقايا العيد..متناثرة 

ودمع جامد

يخفيه في الأحداق

وصورة الأب الذي غاب ولم يعد

طفل... هذا كل مابقي لديه 

يعانق الطفل الصغير  تراب ابيه

يبكي وفِي دمعه  لوعة المشتاق 

يطول بينهما العناق

وفجأة........

 تطل قنابل المحتل  

 تنهال حمماً على بقايا الدمع 

 فينساب  الدم الغزير

ويسيل من فمه الصغير 

ثم يذوب الصوت في دمه المراق

تخبو الملامح.. ويموت كل شيء في الوجود

يصيح  الطفل قبل الموت من ألم الفراق:

أشتاق يا شام للبن أمي 

اشتاق يا شام للبن أمي  

يسيل عطراً في فمي

من قال إن النفط أغلى من دمي؟

فليمت من حنقه

فليمت في ذله

*******

ويمدد الطفل الشهيد

في قبر الاب الشهيد 

 تحت الثرى 

وتضحك الغربان 

وترقص الغيلان

  وينطلق صوت من بلادي

 مع شعاع الفجر ينادي 

سوريتي  لا تتألمي

مهما تعالت صيحة البهتان

في الزمن العمي

فهناك في الأفق القريب

 صهيل فجر قادم

هناك في الأفق القريب

  يبدو سرب أحلامي

يعانق أنجمي

مهما تواري الحلم عن عينيك

سوريتي قومي...واحلمي

وانثري على ماء بردى الياسمين 

فالصبح سوف يطل يوماً

في مواكب مأتمي

******

أطفال بلادي  الحزينة 

يرفعون  رايات الغضب

لن تسقط سوريتي وعروبتي 

 ولن  تحتلها 

  عصابات حمالة الحطب  

وهذا قسم  او تغتصب

ولكن العين تدمع... 

فأين العروبة... والسيوف البيض؟

والخيل الأصيلة  والمآثر والنسب؟ 

أين الشعوب أين كهان العرب؟

******

سوريتي لاتستسلمي 

سوريتي لاتستسلمي 

فستبقي انت  الامل 

والى الجحيم.. الى الجحيم

 ليذهب مسيلمة

 ومعه كهان العرب

********

ياارض العروبة   يا دار اميه

يا قلعة التاريخ والزمن المجيد

بين ارتحال الليل

والصبح المجنح لحظتان

موت... وعيد

ما بين أشلاء الشهيد

يهتز عرش الكون

 في صوت الوليد

ما بين ليل قد رحل

ينساب صبح بالأمل

لا تجزعي بلد الوليد 

لكل طاغية..أجل

لكل طاغية ..أجل

وستعود سوريا لنا 

وسنعيد تاريخ الحضارة

من جديد 

سنعيد تاريخ الحضارة

من جديد...من جديد  

*سيد البيت الكبير هو ذلك الدجال الذي يسكن البيت الأبيض

وسوم: العدد 801