مصطلحات في السياسة الشرعية ، تبحث عن معانيها !
(1) الإرهاب
قال تعالى : ( وأعدّوا لهم مااستطعتم من قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين مِن دونهم لا تعلمونهم الله يَعلمهم ..) .
واضح ، أن معنى الإرهاب ، في الآية ، هو الردع ! فمرابطة الخيل ، على الثغور، لا تُعَدّ عدواناً ، بل هي إشارة للعدوّ ، وتنبيه له ، بأن المسلمين مستعدّون لقتاله ، إذا حدّثته نفسه، بالعدوان عليهم ! وهذا المعنى ، يدركه كلّ عاقل ، حتى لو لم يعرف شيئاً ، من العلم العسكري ! أمّا تحميل مصطلح الإرهاب ، معاني الحرابة ، فهو عبث شيطاني ، افتعله ساسة الغرب ، ليدمّروا بلادنا ، إنساناً وأوطاناً ، باسم : محاربة الإرهاب !
(2) الحرابة
قال تعالى : (إنّما جزاءُ الذين يحاربون الله ورسوله ويَسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلُهم من خِلاف أو يُنفَوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم ) .
واضح ، من الآية ، أن الحرابة ، هي: محاربة الله ورسوله ، والإفسادُ في الأرض ، بأنواعه: الفكري والخلقي ، والاجتماعي والسياسي ، والاقتصادي .. وكلّ مامن شأنه ، أن يؤثّر سلباً في حياة المسلمين ! فالآية ، هنا ، لم تحدّد نوعاً معيّناً ، من الفساد ؛ فدلّت ، على شمول سائر أنواع الفساد ، التي تؤذي المسلمين !
(3) الشورى
قال تعالى : ( فبما رحمةٍ من الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظاً غليظَ القلب لا نفضّوا مِن حَولك فاعفُ عنهم واستغفرْ لهم وشاورهم في الأمر فإذا عَزمتَ فتوكّل على الله إنّ الله يحبّ المتوكّلين) .
فهذه الآية تطلب ، من رسول الله ، أن يشاور أتباعه ، في الأمور العامّة ، التي تهمّهم: كالحرب والسلم ، وغيرهما ، ممّا يهمّ عامّة المسلمين ! وأصحابُ الشورى معروفون ، في الإسلام : إنهم عِلية القوم ، المتقدّمون في قبائلهم وأقوامهم ، من حيث مواقعهم : الاجتماعية والسياسية ، والفكرية والعلمية ، وغيرها ! وليست الشورى للجهلة ، والحمقى ، والأغبياء ، والذين لاقيمة لهم بين الناس ! وقد ورد في الحديث ، أنّ من علامات قيام الساعة ، أن يتكلّم في الناس الرويبضة ! قيل : وما الرويبضة ، يارسول الله ؟ قال : الرجل التافه ، يتكلّم في أمر العامّة !
(4) حرّية الرأي
حرّية الرأي ، هي : أن يعبّر المسلمون ، عن آرائهم ، في الأمور الجليلة ، التي تهمّهم ؛ سوأء أكان ذلك ، فيما بينهم .. أم كان ، في مواجهة الحكّام !
وقد ورد في الحديث الشريف : ( سيّد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمرَه ونهاه، فقتلَه) !
كما جاء في حديث آخر : ( إذا رأيتَ أمّتي تَهاب أن تقول للظالم : ياظالم ، فقد تُوُدّع منها) !
وقد ورد، أن عمر بن الخطاب، اجتهد في مسألة المُهور، فحاجّته امرأة ، بآية من كتاب الله ، فعدل عن رأيه ، إلى رأيها ، قائلاً : أخطا عمر، وأصابت امرأة !
أمّا حرّية الرأي ، التي تنادي ، بإباحة المنكرات ، من الأقوال والأفعال ، وتدعو إلى الفساد، في الدين والخلق والسلوك .. فهي عدوان ، على المجتمع ، كلّه ! وقد جاءت الآية الكريمة، تجرّم مَن يدعون ، إلى نشر الفاحشة ، بين المؤمنين ، وتتوعّدهم بعذاب أليم :
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
وسوم: العدد 807