سيهلك الجمع ويولون الدبر
في حالة الضعف والهوان والتشظي والانقسام لدولنا العربية التي أسقط بأيدي حكامها، حتى غدوا يلهثون وراء كل ناعق يلتمسون منه الحماية لعروشهم وكراسي حكمهم، بعيداً عن مصالح شعوبهم المقهورة، وغض الطرف عن أرضهم المحتلة، هل ستشهد المنطقة اتفاقية جديدة شبيهة باتفاقية سايكس بيكو، ترسم فيها خرائط جديدة، وولادة دولاً جديدة، وأعلاماً جديدة، وجوازات سفر جديدة، وحدوداً جديدة تفصل بينها، بقرارات تتخذها دول لا شأن لها في المنطقة ولا هوية تربطها بهذه المنطقة، اللهم إلا مصالحها وما تراه مؤثراً على أمنها من وجهة نظرها، في غياب كامل لأي لون من ألوان دول المنطقة، وصمت مريب للأمم المتحدة ودول أوروبا، وكأن الأمر لا يعنيها.
تخطط الدول المارقة أمريكا وروسيا والكيان الصهيوني لعقد لقاء لها في مدينة القدس المحتلة من الصهاينة، ليرسموا ويخططوا مستقبل هذه المنطقة الجريحة والمحتلة من قوى غاصبة من كل لون وعرق وجنس، إمعاناً في إذلال العرب، من خلال اتفاق الدولتين الأقوى والأعظم في العالم على تمكين الصهاينة من فلسطين وحمايتهم وتحقيق أحلامهم التوراتية (حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل)، وإجبار العرب على الاعتراف بهذا الكيان الغاصب وبالقدس عاصمة لهذا الكيان، عبر ما يعرف بصفقة القرن، ومؤتمر المنامة المشبوه.
فقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن اللقاء المزمع في القدس، سيجمع سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، مع نظيريه الأمريكي، جون بولتون، والإسرائيلي، مئير بن شبات.
وفي تعليق على تقارير حول خطط لعقد هذا اللقاء، أشار مدير قسم الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية، أرتيوم كوجين، إلى أن من أبرز أهداف اللقاء المرتقب "البحث عن سبل خطوات عملية مشتركة لتسوية الأزمة في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها".
من جهته رحب رئيس وزراء الدولة العبرية، بنيامين نتنياهو، بعقد الاجتماع الأمني الثلاثي المرتقب بين روسيا وإسرائيل وأمريكا.
وفي تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، كتب نتنياهو أن الحديث يدور عن "لقاء تاريخي غير مسبوق" و"قمة مهمة جدا من شأنها ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط في فترة هائجة وحساسة".
وأشار إلى أن اللقاء الثلاثي "يجمع بين الدولتين العظميين في دولة إسرائيل وهذا يمثل ألف دليل على مكانة إسرائيل الحالية على الساحة الدولية".
وأكد مجلس الأمن الروسي أن قادة الأجهزة الأمنية الروسية والأمريكية والإسرائيلية سيعقدون اجتماعا في إسرائيل، لبحث "قضايا الأمن في المنطقة".
وقال البيت الأبيض إن المسؤولين الثلاثة سيناقشون "قضايا الأمن الإقليمي"، دون ذكر موعد محدد للمحادثات.
هم يمكرون والله خير الماكرين، تكالبت الأمم على قصعتنا فماذا نحن فاعلون، ولا خير أو أمل في الأنظمة العربية المهرولة إلى تل أبيب تلتمس منها أن تنظر بعين العطف لها وتبقيها في صولجان ملكها أو كراسي حكمها، ولتفعل ما تريد في الأرض وأهلها، تقسمها كيف تريد وتشاء، المهم أن يبقوا في مناصبهم.
إذن لم يعد أمامنا إلا ثوارنا الذين سيفشلون مثل هذه المؤامرات التي تبيت لأوطننا ليل نهار، وهم يتشبثون بالأرض ويحمون العرض، ويمرغون أنف العدو الروسي والعدو الإيراني وميليشيات الحقد الطائفي وبقايا شبيحة النظام، يمرغون أنفهم في تراب بلدي على قلتهم، وضعف قوتهم، وبساطة أسلحتهم، فهم عماد هذه الأمة وشمعدانها الذي لن ينطفئ بعون من الله، وبقايا مخلصي الأمة من حولهم يشدون أزرهم، ويدعون لهم آناء الليل وأطراف النهار (اللهم وحد صفهم، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم شد من أزرهم، اللهم وانصرهم على عدوك وعدوهم).
نقول لأمريكا وروسيا وإيران والصهاينة وميليشيات الحقد وبقايا النظام (سيهلك الجمع ويولون الدبر) وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة، وإن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب!!
وسوم: العدد 831