صفقة القرن التي يجب أن تبرم هي صفقة إعادة المستوطنين اليهود إلى البلدان التي جاءوا منها

صفقة القرن التي يجب أن تبرم هي صفقة إعادة المستوطنين اليهود إلى البلدان التي جاءوا منها وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الذي رحّلوا منه

كان من المفروض أن يعقد في العاصمة المنامة لقاء من أجل إبرام صفقة صحيحة  تتعلق بإعادة المستوطنين اليهود إلى البلدان التي استقدموا منها مقابل إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم التي رحّلوا منها  عوض محاولة إبرام صفقة مشبوهة  لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق مساومة أهلها بمال منهوب أخذ من أنظمة عربية طائشة وسفيهة تعبث بها الإدارة الأمريكية، وهي تهددها بالزوال إن لم  تدفع لها ولم تستبح مقدرات الأمة العربية التي لا يحق لها التصرف فيها دون إرادتها  .

ويكفي ألا يوجد في هذا كل العالم قطر يوجد فيه ما يسمى بالمستوطنات سوى أرض فلسطين المحتلة ،ليكون ذلك اعترافا وإقرارا من المحتل باحتلاله لأرض ليست أرضه ، ويؤكد ذلك  أيضا وجود مخيمات فيها وحولها في الأقطار العربية المجاورة، وهو ما يشهد على ترحيل أصحاب  الأرض لتوطين المستوطنين.  

ومعلوم أن المستوطنات تدل  بشكل واضح على أن الذين تم توطينهم فيها غرباء جاءوا من دول أخرى ، بينما المخيمات تدل على أن من يوجدون فيها تم طردهم وترحيلهم من أرضهم وهم أصحابها .

ولا يستقيم لا عقلا ولا منطقا أن يساوم أصحاب الأرض في أرضهم بالمال للرحيل عنها  وتركها لمن اغتصبها بالقوة .

ومعلوم أن الأنظمة العربية التي استدرجت للمشاركة في الصفقة المشئومة ،وهي خيانة عظمى لا ترقى إليها خيانة إنما همّها هو بقاء من يوجدون على رأسها فوق عروشهم ، وهذا يعني أن الصفقة كانت في الحقيقة بين الإدارة الأمريكية التي استدرجتهم وبينهم ،وهي تتعلق ببقائهم في السلطة إن خانوا القضية الفلسطينية  أو زوالهم إن رفضوا ذلك .

 ولما كانت تلك الأنظمة مفروضة على شعوبها ، ولا تربطها بها أية علاقة  سوية سوى علاقة التسلط والاستبداد  الشيء الذي حرمها  الشرعية  وحرمها أن تدعم ويدافع عنها ، فإنها صارت لقمة سائغة في حلق الإدارة الأمريكية تفعل بها ما تشاء ، وتركّعها كيفما تشاء ومتى تشاء ، ولا يزيدها ذلك إلا بعدا عن شعوبها وقد صارت عارية الظهر كما يقال لا حماية لها ، لهذا تلجأ إلى إخماد كل ثورة في الوطن العربي تفضح انبطاحها ،وعلى رأس تلك الثورات الثورة الفلسطينية الرائدة التي تعلمت منها كل الثورات العربية ولا زالت هي القائدة والمعلمة ، وستبقى كذلك حتى النصر ، وبانتصارها  إن شاء الله تعالى ستبدأ سلسلة انتصارات باقي الثورات. ونظرا لكون الإدارة الأمريكية، والإدارات الغربية ، والأنظمة العربية المنبطحة تعلم علم اليقين أن نجاح الثورات العربية رهين بانتصار الثورة الفلسطينية ،فإنها فكرت في صفقة  مشبوهة لمساومة هذه الأخيرة بالمال العربي المنهوب لتتخلى عن دورها الذي لن يتوقف عند تحرير فلسطين فقط  بل سيتعدى ذلك إلى تخليص الوطن العربي من الأنظمة الفاسدة  والراكعة والمنبطحة والتي تعوق توحيد أقطاره وتمنع نهضته وقوته وتحرره من الهيمنة الغربية التي تبتزه  أبشع ابتزاز.

ومعلوم أن الانتصار على أكبر فساد في قلب الوطن العربي وهو الفساد الصهيوني سيكون فاتحة الانتصار على  فساد الأنظمة في كل الوطن العربي.

ولن يضيع الأمل ولن يفقد أبدا ما دام بيت المقدس وأكنافه فيهما رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من قضى منهم نحبه ومن ينتظر ولن يبدلوا تبديلا . ومن الأمل في الله عز وجل الأمل فيهم .

النصر لفلسطين والخلود للشهداء ، والخزي والعار والشنار للمنبطحين لصفقة الذل والهوان ، والموت للصهاينة الأنجاس ، والخيبة للغرب الظالم . 

وسوم: العدد 831