ظهور العلمانية في أوروبا
ظهرت العلمانية في أوروبا كانعكاس للرؤية الثقافية التي تقسم العالم إلى نطاقين منفصلين: النطاق الديني الذي يحتكم لأمر الله ويبتغي تحقيق الفوز الأخروي، والنطاق الزمني الذي يحتكم لأمر القيصر ويبتغي تحقيق السعادة الدنيوية.*
*وبالطبع فإن هذآ التقسيم لا وجود له ابتداءً في المنظور الإسلامي، حيث أن الأمر كله لله في سائر الأوقات وفي شتى مجالات الحياة: {قل إن صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له..}، ويحدث ذلك دون أن يصبح العالِم ناطقاً باسم الله ودون أن يكون الحاكم ظل الله في الأرض، فأمر الله شديد الوضوح في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو حُجّة على الحاكم والمحكوم، وهو لا يفرق بين الدنيا والآخرة؛ فعمارة الدنيا هي الطريق لولوج جنة الآخرة. ومن ثم فإن كل قيم عمارة الأرض وصناعة الحضارة من صميم القيم الإسلامية، وهي: العلم والعمل والحرية والعدالة والوحدة والمساواة والقوة، وبذلك ينتفي أي مبرر لعلمنة المجتمعات الإسلامية.
وسوم: العدد 833