الانقلاب : بين الفكر والسلوك.. وبين النفع والضرر!
الانقلاب : هو تحوّل الشيء ، عن وجهه !
ومصطلح الانقلاب ، يشمل أشياء كثيرة ، منها :
الانقلاب العسكري : وهو أن يتحرّك ضبّاط من الجيش ، ضدّ نظام الحكم القائم، فيسقطوه ، ويحلّوا محلّه ، ويعطّلوا الدستور، ويحلّوا البرلمان ، ويعلنوا حالة الطوارئ ، ويديروا شؤون البلاد، بأحكام عسكرية ، ضمن مدّة ، قصيرة أو طويلة !
طرفة : كتبت صحيفة ، في الستّينات ، من القرن العشرين ، عنواناً عريضاً ، هو: (انقلاب عسكري في اليمن) ! وحين قرأ الناس الخبر، وجدوه هزيلاً ، مفاده : أن رجلاً عسكرياً ، كان يمتطي دابّة ، فانقلب عن ظهرها !
الانقلاب السياسي : هو تغيّر الوجهة السياسية ، لشخص أو حزب ، وتحوّل هذه الوجهة ، إلى وجهة مغايرة ، كأن يكون المنقلب شيوعياً ، فيصير ليبرالياً ، أو يكون علمانياً ، فيصير محافظاً، أو إسلامياً!
الانقلاب الاجتماعي: هو تغيّر نمط الحياة الاجتماعية ، لشعب ما ، فتتغيّر القيم فيه ، والعادات والتقاليد ، فيصبح متحلّلاً ، اجتماعياً، بعد أن كان محافظاً ، أو بالعكس !
الانقلاب الفكري : هو تغيّر في أفكار شخص ما ؛ من التزمّت إلى التحلّل ، أو من كونه اشتراكياً ، إلى كونه محافظاً ، أو إسلامياً ، أو ليبرالياً !
الانقلاب الخُلقي : هو تغيّر الاخلاق ، عند شخص ما ، أو تجمّع بشري ما ، فيصبح ذا خلق كريم ، بعد أن كان مسرفاً على نفسه ، ساقط الأخلاق ، أو بالعكس ؛ يصبح ساقط الخلق ، بعد أن كان كريم الخلق ، سامي الطبع !
انقلاب الموازين : هو تغيّر الموازين ، التي توزن بها قيَم الناس وأخلاقهم ، من نبيلة سامية ، إلى متدنّية ، أو منحطّة ، أو بالعكس ؛ تغيّرها نحو السموّ والنبل ، بعد أن كانت رديئة !
انقلاب القيَم والأعراف والتقاليد : وينطبق على هذه ، ماينطبق على الأخلاق والموازين ؛ إذ تكون سامية نبيلة ، فتصبح منحطّة ، أو تكون منحطّة ، فتصبح سامية نبيلة !
ولا بدّ من الإشارة ، هنا ، إلى أن القيَم والأعراف والتقاليد والأخلاق ، لدى شعب ما ، لا تتغيّر بين ليلة وضحاها ، بل ، لابدّ من مرور فترة زمنية ، قد تطول ، نسبياً ، لإحداث التغيّر، أو التحوّل، في أخلاق مجتمع ما، وعاداته وتقاليده ، مع وجود مؤثّرات قويّة ، تسهم ، في التحوّل، أو التغيّر ! وهذا ، بخلاف ماقد يطرأ ، على أخلاق فرد ، بعينه ؛ إذ الأمر ، في الحالة الفردية، أسهل بكثير ، منه ، في حالة مجتمع ما ، في قرية ، أو مدينة ، أو دولة !
وسوم: العدد 844