مَخالبُ القطط ، وسلالُ المهملات ، والأطماع المعطّلة للعقول : البدايات والنهايات !
يتردّد على الألسنة ، كثيراً ، المَثل : (فلان مخلبُ قِطّ) ! والمقصود به ، أن يكون المرء أداة ، في يد غيره ، يستعمله في تحقيق بعض أهدافه ، ثمّ يتخلّص منه ، عند انتهاء حاجته إليه !
وعملية استخدام مخلب القطّ ، واسعة الانتشار، قديماً وحديثاً ، في كلّ زمان ومكان ؛ ولا سيّما في الصراعات ، الباردة والساخنة ! والأمثلة ، على هذه العملية ، أكثر من أن تحصى ! ويمكن أن يكون مخلبُ القطّ ، الذي يستخدمه غيره ، واعياً لاستعماله ، أو غير واع .. مستفيداً ، أو غير مستفيد !
وحسبُنا ، أن نَذكر بعض النماذج الحديثة ، التي يمكن أن يُنظر، من خلالها ، إلى غيرها ، في القديم والحديث !
نماذج :
مخالب القطط ، في سورية ! الأمثلة في سورية كثيرة ، جدّاً ، ومن أهمّها :
أمين الحافظ : الرئيس السوري بين عامي 1963/1966 ! أستخدمته الطوائف الصغيرة ، في سورية ، تحت غطاء (حزب البعث) ، لتحقّق ، من خلاله ، هيمنة على البلاد ، التي تُعَدّ أكثرية سكّانها من السنة ، وهو الحلبي المعروف ، الذي تنتمي أسرته إلى السنّة ! وكان غافلاً ، عمّا يخطّط له قادة الطوائف ! وقد حذّره بعض مقرّبيه ، من هؤلاء ، فكان يردّ ، بغفلة شديدة : كلاّ، إنهم رفاقنا ! ثمّ عصف به رفاقُه ، بانقلاب ، كاد يقضي عليه وعلى أسرته ! لكنه نجا ، وهرب، وصار معارضاً لرفاقه ، خارج البلاد ! أمّا الذي هلك، بسبب غفلته وغبائه، فهو شعب سورية، الذي وقع فريسة ، بين أيدي الذئاب ، وما يزال !
البغدادي : (الدولة الإسلامية في العراق والشام .. داعش) !
صنعته أجهزة المخابرات الدولية ، وصنعت أهدافه وشعاراته ، وأمدّته ، يما يحتاج ، من المال والسلاح ، وساعدت على تمدّده ، في دول إسلامية ، عدّة ، لتدمّر الإسلام ، وأمّة الإسلام ، أوطاناً وشعوباً ، من خلاله ، ويحجّة مقاومة الإرهاب ، الذي يمثّله ، فصارإرهابُه مجسّداً للإسلام ، فصار الإسلام ، ذاته ، ديناً إرهابياً ! والبغدادي نسخة مطوّرة ، عن أشخاص سبقوه، وشعاراتُه وأهدافه ، نسَخ مطوّرة ، عن شعارات مَن سبقوه ، وعن أهدافهم ! (ولن نتحدّت ، عن محمود قولاغاصي ، أبي القعقاع ، ولا عن بسّام الضفدع ، وسواهما ؛ فأمثاهما كثير، بالامس واليوم ) !
مخالب القطط ، في اليمن ، كثيرة ، بعضها : يستعمله أناس محسوبون على الأمّة ، وبعضها: يستعمله ، بصورة مباشرة ، أناس من أعداء الأمّة ، المعروفين ! والنتيجة واحدة ، هي : تدمير اليمن ، والقضاء على شعبه ، بوسائل ، شديدة القسوة ، ومتنوّعة الأشكال !
مخالب القطط ، في مصر: في مصر نموذج واحد ، متكرّر، عبر السنين ، وهو النموذج ، الذي يستخدمه أعداء الأمّة ، عبر فرضه ، على شعب مصر، للقضاء على روح الشعب المصري ، وتدميره ، عبر: الاستبداد والظلم ، والجوع والفقر، والجهل والعجز!
مخالب القطط ، في ليبيا : كان أبرزها القذافي ، وحين هلك ، واستعاد شعب ليبيا حريّته ، أطلق عليه أعداء الأمّة ، مخلباً جديداً ، يسمى : حفتر! وهو مدعوم ، من دول عدّة : أجنبية صهيونية صليبية .. ومن حكّام صغار، محسوبين على الأمّة ، يدورون ، في الفلك الصهيوني الصليبي !
مخالب القطط ، في العراق : كثيرة ، وتحمل أسماء شتّى ، وتستخدمها إيران ، للهيمنة على العراق !
والطريف: أن الحكّام العرب الصغار، مستخدمي مخالب القطط ، لتدميرالأمّة ، التي يدّعون الانتماء إليها ، هم ، أنفسهم ، مخالب قطط ، في أيدي القوى الصهيونية والصليبية ، التي تعرف ماتريد بهذه الأمّة، وعقيدتها وأخلاقها ! والحكّام الصغار، يحسبون أنفسهم لاعبين مَهَرة، دهاة !
وسوم: العدد 856