صراع الإرادات .. وصراع الأدوات !
الإرادات : قد تتباين ، بين إرادات الأفراد ، وإرادات قادة الدول ، وإرادات قادة القبائل ، وإرادات قادة الأحزاب ، وإرادات قادة المؤسّسات المالية والتجارية .. وغيرها !
أمّا الأدوات : فتكون ، عادة ، وسائل ، لدى أصحاب الإرادات ! وهي قد تكون وسائل بشرية، كالجنود والمرتزقة والعملاء .. وغيرهم .. وهؤلاء ، إراداتهم خاضعة ، لإرادات مَن يستخدمهم، ولا إرادات لهم ، مستقلة عن إرادات مستخدميهم !
صراع الأفراد :
قد يكون الصراع بين شخصين ، أو أكثر، حول مسألة ما : اجتماعية ، أو مالية ، أو رياضية ، أو غير ذلك !
وقد يكون الصراع ، بين: عدوّين، أو صديقين ، أو قريبَين ، متنافسَين ، حول أمر ما !
كما قد يكون الصراع أسرياً ، بين الأخ وأخيه ، أو بين المرأة وزوجها ..!
وأشكالُ الصراع ، قد تكون باردة أو ساخنة .. وقد تكون قضائية أو اجتماعية .. وقد تكون فكرية، أو عقَدية ، أو سياسية ..! ووسائل التحكيم وأسالبيه ، تختلف ، في كلّ قضيّة ، باختلاف طبيعتها! كما أن الأدوات - إذا وُجدت - تكون مناسبة ، لطبيعة الصراع ، وهدفه .. وكذلك الوسائل !
كما أن الصراع ، بين الفئات المذكورة ، آنفاً ، يختلف ، من حيث : الأهداف ، والوسائل ، والأساليب .. كلّ نوع منها ، بحسب طبيعته ! ونقصد ، هنا ، الصراعات ، بين : إرادات قادة القبائل ، وإرادات قادة الأحزاب ، وإرادات قادة المؤسّسات المختلفة !
الصراعات ، بين إرادات قادة الدول :
وقد أفرَدنا هذا النوع ، من الصراعات ، لأهمّيته ، وخصوصيته ، ولما فيه ، من : وسائل ، وأساليب ، وأدوات ، متنوّعة .. بشَرية ، وغير بشرية ؛ فالصراع بين هؤلاء ، له أبعاد مختلفة؛ فهم يوظّفون قوى كثيرة ، جدّاً ، في صراعاتهم ، من أهمّها :
الجيوش : وتدخل في ضراعات الجيوش ، القوى العسكرية بأنواعها ، والخبرات المختلفة بأنواعها .. والأساليب المختلفة بأنواعها .. والوسائل المختلفة بأنواعها .. ومنها : قوى المرتزقة.. وقوى الخونة ، بين صفوف الأعداء .. وغيرها !
القوى السياسية بأنواعها : ومنها قوى الدولة ، ذاتها ، وقوى التحالفات .. !
ومن أهمّ القوى المؤثّرة ، في الصراع : قوّة العقيدة ، ومنها تُكتسب القوى المعنوية ؛ ولا سيّما في الصراعات الساخنة ، التي تخوضها الجيوش ! فالصبر، لدى المؤمن ، في الحرب ، يعادل قوّة مقاتل ؛ فالمقاتل المؤمن ، لايحقّ له الفرار، من مقاتلين اثنَين ، من أعدائه ؛ لأن صبرَه يُعَدّ بقوّة مفاتل ! وقد أمر المقاتل من المؤمنين ، في البداية ، أن يقاتل عشرة أمثاله ، من المقاتلين المشركبن.. ثمّ خفّف الله عنهم ، فصارت قوّة الفرد المقاتل ، بقوّة اثنين من أعدائه..قال ، تعالى:
(ياأيّها النبيّ حرّضِ المؤمنين على القتال إنْ يكنْ منكم عشرون صابرون يَغلبوا مِئتين وإنْ يكنْ منكم مئةٌ صابرةٌ يَغلبوا ألفاً من الذين كفروا يأنّهم قومٌ لايَفقهون) .
ثمّ قال ، تعالى ، مخفّفا عن المؤمنين :
(الآنَ خفّفَ الله عنكم وعَلمَ أنّ فيكم ضعفاً فإنْ يَكنْ منكم مِئة صابرةٌ يَغلِبوا مِئتين وإنْ يَكنْ منكم ألفٌ يَغلبوا ألفين بإذن الله واللهُ معَ الصابرين) .
ومِن قوّة المؤمن ، التي تساعده في الانتصار، على عدوّه ، حبُّه للاستشهاد في سبيل الله ، بينما يحبّ عدوُّه الحياة ! وكان قادة الجيوش الإسلامية ، يقولون لقادة أعدائهم : لقد جئنا كم ، برجال يحبّون الموت ، كما تحبّون الحياة !
وسوم: العدد 866