ذرائع الفُسّاق ، في فساد الضمائر، لديهم ، والأخلاق !
اختلاف العلماء ، حول بعض المحرّمات ، من المواقف السياسية ، وأشكال السلوك !
قال الشاعر ابن الرومي :
أحَلّ العراقيُّ النبيذَ وشُربه وقال : الحَرامان المُدامة والسُكُرُ
وقال الحجازيّ : الشَرابان واحدٌ فحَلّت لنا ، بين اختلافهما ، الخَمرُ
سآخذُ ، مِن قوليهما ، طَرفَيهما وأشربُها ، لافارقَ الوازرَ الوزرُ
هذا شاعر أحبّ أن يتماجن ، ولو على سبيل السخرية ، متّخذاً له ذريعة ، من اختلاف بعض العلماء ، حول بعض المحرّمات ! فهلاّ نظر الناس ؛ لاسّيما مَن كان منهم ، في موضع القدوة ، في أقوالهم وأفعالهم !
إن الناظر في سلوك الناس ،عامّة ، يرى أكثرهم يقلّد بعضهم بعضاً ، كلٌّ يقلّد شخصاً ما ، متأثّراً به .. في الحَسن منه والسيئ ! ومن ذلك ، على سبيل المثال :
اقتداء الصغار بالكبار: والصغَر والكبَر، قد يكونان في السنّ ، كما قد يكونان : في العلم ، أو الثقافة ، أو المكانة الاجتماعية..!
اقتداء الأبناء بآبائهم : وهذا من أكثر أنواع الاقتداء ، وأخطرها ؛ فالابن يقلد أباه ، حتى في مجال العقيدة ؛ بله السلوك ! والآيات الدالّة ، في القرآن الكريم ، على تقليد الأبناء لآبائهم ، في مجال العقائد ، كثيرة جدّاً ؛ إذ يتّخذ الأبناء ، من عقائد آبائهم ، حججاً ، أو ذرائع ، في مواجهة النبوّات ! فعبَدة الأوثان ، يحتجّون بأنها آلهة آبائهم ، فيأبون التخلي عنها ! والحديث النبوي المعروف ، يوضح هذا الأمر، بجلاء : كلّ مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهوّدانه ، او ينصّرانه ، أو يمجّسانه !
اقتداء التلاميذ بمعلميهم : واقتداء التلاميذ بمعلميهم ، كثير جدّاً ، وهو قريب من تقليد الأبناء لآبائهم ؛ لاسيما في مراحل الدراسة ، الابتدائية والإعداديه !
اقتداء البسطاء بالأكابر، في المجتمعات التي تضمّ طبقات : اجتماعية ، ومالية ..!
اقتداء العامّة بمشاهيرها : اجتماعياً وسياسياً ، وعلمياً وفكرياً !
اقتداء الناس ، بعضهم ببعض ، في مجتمعاتهم .. وتنافسهم في الانحدار والهبوط ، أو في الارتقاء والسمو ّ.. وتأثر الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء !
اقتداء الأفراد المتخلفين بالمتحضرين ، وأبناء الأصاغر، بأبناء الأكابر!
اقتداء الشعوب المتخلفة ، بالشعوب المتحضّرة ، والشعوب الضعيفة ، بالقويّة !
وسوم: العدد 875