أرادت الشعوبُ المسلمة قادة، فقدم لها أعداؤها ما يريدون، لا ما تريد!
أرادت الشعوب المسلمة ساسة، فقدّم لها أعداؤها ساسة ، يخدمون مصالحهم، ومصالح الأعداء!
وأرادت الشعوب مقاتلين، فقدّم لها أعداؤها مقاتلين، يرفعون شعاراتها، ليقتلوها بها!
وأرادت الشعوب ، علماء في دينها ، يوجّهونها ، ويقودونها ، وفق تعليمات دينها، وهَدي نبيّها ، فقدّم لها أعداوها، علماء، صنعتهم أجهزة المخابرات ، التي عيّنها الحكّام ، الذين عيّنهم الأعداء! فطفقوا يُفتون لها ، وفقاً لأوامر هؤلاء الحكّام العملاء، يزيّنون قراراتهم ، ومواقفهم ، وسلوكاتهم..فيخدعون الشعوب ، ويُضلونها! أمّا العلماء الحقيقيون ، المخلصون ، فزُج بهم ، في السجون ، أو القبور.. أو شُرّدوا ، في المنافي !
وأرادت الشعوب مفكّرين ، فقدّم لها أعداؤها ، عبر الحكّام العملاء ، مفكرين : أعداءً لملّتها ، منحرفين عن أخلاقها .. وسلّمتهم المنابر، بأنواعها ، منابر الصحافة ، وأجهزة البث الإعلامي .. فانطلقوا : يعبثون بعقول الأمّة ، ويفسدون عقيدتَها ، ويزيّفون تاريخها !
وأرادت الشعوب إعلاميين ، يقدّمون لها المعلومات الصحيحة ، والتحليلات الصحيحة : سياسياً ، واقتصادياً ، واجتماعياً .. فقدّم لها أعداؤها ،عبرَ وكلائهم، الذين يحكمون الشعوب.. رجالاً ونساءً ، لا يعرفون سوى تقديم المدائح لحكّامهم ، وتزيين مواقف هؤلاء الحكّام، والتسبيح بحمدهم ، صباح مساء! أمّا المخلصون الصادقون، فمُضيّقةٌ عليهم سبل العيش ، وسبل الكلام !
والأعداء محقّون في هذا وذاك ! فهل اتفقت ، هي ، الشعوب ، على ساسة ، ومقاتلين شرفاء ، يدافعون عنها ، في الحرب والسلم ؟ بل ، هل اتفقت ، على تحديد الواقع ، الذي هي فيه ، وعلى الحدود الدنيا ، المطلوبة من الحكّام ، الذين تريدهم ، والذين يضعون لها ، الأطقم المقبولة ، في الحدود الدنيا ، من العلماء والمفكّرين والإعلاميين ..وغيرهم ؟
وسوم: العدد 876