مسائل أمن قومي
برع الصهاينة ، في توظيف مصطلح ( معاداة السامية ) ، فصار كلّ مَن يشير، مجرّد إِشارة ، إلى الجرائم ، التي يرتكبونها ، بحقّ الفلسطينيين ، يُعَدّ معادياً للسامية! وكلّ مَن يُقلل ، من اعداد القتلى اليهود ، في محارق النازية ، يُعَدّ مجرماً ، في قوانين بعض الدول !
فماذا فعل الحكّام المستبدّون العرب ؟
لقد خنقوا شعوبهم ، وذبحوها ، بمصطلحات شتّى ، منها :
لاصوت يعلو، فوق صوت المعركة : أيّ ؛ فليخرَس الجميع ! لأن أيّ انتقاد ، لسلوك الحكّام ، يُعَدّ صوتاً نشازاً ، مزعجا للحكّام ، المنهمكين في محاربة الصهاينة، وحلفائهم وأنصارهم ! ومن الطريف ، أن هذا الشعار، صُنع في عهد حافظ أسد ، الذي كان وزيراً للدفاع ، في حرب حزيران ، فسلم الجولان للصهاينة ، بلا حرب، وصار، بعدها ، رئيساً للجمهورية ، بدلاً من إعدامه ، بتهمة الخيانة العظمى ! وحين أراد أن يشدّد قبصته ، على المواطنين في سورية ، اخترع هذا الشعار، واتّهم كلّ منتقد لسياساته وقراراته ، بأنه عدوّ للوطن ؛ لأنه يصرف أنظار الحكّام ، عن مهمّتهم الأساسية ، في مجابهة العدوّ الصهيوني !
توهين الشعور القومي: وهذا الشعار التافه ، رفعه آل أسد، في مواجهة كلّ ناقد لحكمهم، في : مجلس ، أو جريدة أو مجلة ، أو إذاعة أو تلفاز !
معاداة محور المقاومة والممانعة : ثمّ اخترع آل أسد ، بالتعاون مع حزب الله ، في لبنان ، ومع نظام الملالي في طهران .. اخترعوا مصطلحاً ، سمّوه : محور المقاومة والممانعة ! واتّهموا كلّ من يعارض انحرافاتهم وجرائمهم ، بأنه عدوّ لمحور المقاومة والممانعة !
التطرّف الديني : وباسم مقاومة التطرّف الديني ، حاربوا كلّ مسلم في سورية ، يؤدّي فرائضه المكتوبة ، ولفّقوا تهماً لهؤلاء ، فزجّوا بهم في السجون ، وحرموهم من العمل ، في وظائف الدولة ، ومنعوهم من التطوّع في الجيش !
الإرهاب : أمّا تهمة الإرهاب ، فقد صارت تجارة رائجة ، يتعامل بها الحكّام المنحرفون ؛ إذ يتّهمون كلّ معارض لهم ، بأنه إرهابي ، ويلفّقون له تهمة ، للزجّ به في السجن ، أو قتله ، وبتأييد من صّنّاع الإرهاب ، في دول الغرب ، الذين استباحوا العالم الإسلامي ، تحت شعار:( محاربة الإرهاب) !
وسوم: العدد 880