أمراضُ القلوب ، تعالجها يقظتان : يقظة العقل ويقظة الضمير، ولاتكفي إحداهما !
أمراض القلوب المعنوية - ولن نتحدّث ، هنا ، عن الجسدية المادّية - ، كثيرة ، ويندر أن يخلو منها ، جميعاً ، قلبٌ بشري ! فالقلب الذي عافاه الله من بعضها ، ابتلاه ببعض آخر منها ، إلاّ مَن مَنّ الله عليه ، بطهارة القلب منها ، جميعاً بأن وَهبَه يقظتين دائمتين ، للعقل والضمير - لمعالجة هذه الأمرض ، داخل النفس -.. وأعانه عليهما، وهؤلاء قلّة ، بين البشر!
ومن اهم هذه الأمراض :
الحسَد : وهو مرض قديم مزمن ، بين البشر، وهو: تمنّي زوال النعمة ، عن أحد ما ! وهو يختلف عن الغبطة ، التي يتمنّى صاحبُها ، لنفسه ، ما أنعم الله به على غيره ! وقد وَرد ذِكره في القرآن الكريم ، في سورة الفلق، في قوله تعالى، عند الاستعاذة به، من بعض الأمور: ( ومِن شرّ حاسدٍ إذا حسَد) .
وقد وردت قصص كثيرة عن الحسد ، وفي بعضها طرافة ! وقال أحدهم : لله دَرُّ الحسدَ ما أعدله ؛ بدأ بصاحبه فقَتله ! كما شكا بعضُ الشعراء من الحسد ، ومنهم المتنبّي ، الذي قال في بعض قصائده :
ما ذا لقيتُ مِن الدنيا ، وأعجَبُه أنّي ، بِما أنا شاكٍ منه ، مَحسودُ !
ويروى ليزيد بن معاوية ، قوله :
إنْ يَحسدوني ، على موتي ، فوا أسَفي حتّى على الموت ، لا أخلو من الحسَدِ !
الحقد (الغِلّ) : وقد تُبتلى به قلوب بعض المؤمنين ، قال تعالى : (ونزَعنا مافي صدورهم مِن غِلّ إخواناً على سُرُرٍ متقابلين) .
الكِبْر: وهو من أمراض القلوب المهلكة ؛ فقد أخرج إبليس من الجنة ! قال له ربّه:
(..فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبّر فيها فاخرُج إنّك من الصاغرين).
العُجب : وقد عرّفه بعضهم ، بأنّه : الإحساس بالتميّز، والافتخار بالنفس ، والفرح بأحوالها ، وبما يصدر عنها ، من أقوال وأفعال ، محمودة أو مذمومة !
وسوم: العدد 890