السْعُودِيَّةُ.. وَ الأصُولِيَّةُ
عُقِدَتَ نَدْوَةٌ دَوْلِيَّةٌ حَوْلَ الأصُولِيَّةِ الدِيِنِيَّةِ عَاَم ٢٠٠٣م في مَدِيِنَةِ جنيف - سويسرا، شَارَكَ فِيهَا الزَمِيِلُ الأسْتَاذُ الدَكْتُـورُ محمد أركون - رحمه الله تعالى - مِنْ جَامِعَةِ الصُرْبُون, وهُو (فِرَنْسِيِّ الجِنْسِيَّةِ مِنْ أصُولٍ مَغْرِبِيَّةٍ) وقَدَّمَ بَحْثًا تَحْتَ عِنْوانٍ : ( مِنَ الأصُولِيَّةِ إلَى العَدَمِ)،وفِي مُسْتَهَلِّ حَدِيِثِهِ خَاطَبَنِي شَخْصِيًّا قَائِلاً: إنَّنِي أوجِهُ هَذَا العِنْوانَ إلَى البرُوفِيِسُور الدَكْتُور حَامِدَ الرِفَاعِي ، لِكَوْنِهِ قَادِمًا مِنَ السْعُـــودِيَّةِ، وكَانَت السْعُودِيَّةُ يَوْمَئِذْ المُتَهَمَ الأوْلَ فِي تَعَصُبِهَا لِلأصُولِيَّةِ الدِنِيّةِ .. فَقُلْتُ لَهُ: وعلَى الفُوْرِ مَرَةً ثَانِيَةً مِنْ فَضْلِكَ، تَأكِيِدًا مِنْي قُبُولَ التُهْمَةِ والتَشَّرُفِ بِهَا لِكَوْنِهَا حَقِيِقَةً.. نَعَم فَأنَا قَادِمٌ مِنَ السْعُودِيَّةِ، وأنَا أشْهَدُ أنَّهَا مُتَمَسِّكَةٌ بِأصُولِ وثَوابِتِ عَقِيِدَتِهَا الإسْلاَمِيَّةِ وثَقَافَتِها العَرَبِيَّةِ.. ودَعُونِي أتَسَاءَلُ وأقُولُ: هَلْ يُوجَدُ أحَدٌ فِي هَذِه القَاعَةِ لَيْسَ لَه عَقِيِدَةٌ دِيِنِيَّةٌ وثَقَافِيَّةٌ ..؟ وهَلْ أحَدٌ مِنَ الحُضُورِ لَدِيِّهِ اسْتِعْدَادٌ لِلتَّخَلِي عَنْ أصُولِ عَقِيِدَتِهِ وثَوابِتِ ثَقَافَتِهِ .. ؟ وأحسَبُ كَذَلِكَ أنَّ البرُوفِيسُور أرْكُون لا يَقْبَلُ أنْ يَتَهِمَهُ أحَدٌ بِأنْ لَيْسَ لَه أصُولٌ عَقَدِيَّةٌ وثَقَافِيَّةٌ. وبَعْدُ: فَأحْسَبُكُم تُوافِقُون إنْ قُلْتُ: أنَّ هُنَاكَ فَرْقًا كَبِيِرًا بَيْنَ الأصُولِيَّةِ بِاعْتِبَارِهَا قِيِمَةً دِيِنِيَّةً أخْلَاقِيَّةً وبِيْنَ التَعَصُبِ والتَطَرُّفِ فِي مُمَارَسَتِها علَى حِسْابِ وجُودِ الآخَرِ وكَرِامَتِهِ وخُصُوصِيِاتِهِ الدِيِنِيَّةِ ، لِذَا أطَالِبُ البرُوفِيسُور أرْكُون أنْ يُغَيِّرَ عِنْوانَ كَتَابِه لِيَكونَ:( مِنَ الْلَاأصُولِيَّةِ .. إلَى التِيِهِ والضَيَاعِ ) . فَالإنْسَانُ بِلاَ أصُولِيَّةٍ هُو شَبِيِهُ بِشَجَرَةٍ مُجْتَّثَةِ الجُذُورِ, مَصِيِرُهُ إلَى الضَيَاعِ والدَمَارِ والهَلَاكِ.. وهَا هُو الزَمِيِلُ البرُوفِيسُور أرْكُون - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - قَدْ أفْضَى إلَى مَا قَدَم .. وهَا هِي السْعُودِيَّةُ مَاضِيِة - بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى - رَافِعَة الرَأسِ شَامِخَة القَامَةِ اعْتِزَازًا بِأصُولِ عَقِيِدَتِها وثَقَافَتِها.. واللهُ أكْبَرُ والعِزَةُ للهِ ولِرَسُولِهِ ولِلمُسْلِمِين. (https://www.facebook.com/100000472367513/posts/4899690123390018/).
وسوم: العدد 892