سوريا قبل أن تتحول إلى سوريا الأسد فواز
وردتني من صديق
منقولة عن الأستاذ فواز بهاء الدين الخوجة إذ يقول:
إني من خريجي ثانوية جودت الهاشمي دورة عام 1964.
ففي أواخر الاربعينيات في القرن الماضي
كانت أهم مدرسة في دمشق تسمى مدرسة التجهيز الأولى
مديرها الاستاذ جودت الهاشمي
اعتاد المدير كل صباح ان يقف على باب مدرسته لاستقبال الطلاب حتى الساعة الثامنة حيث يتم إغلاق الباب والبدء باليوم الدراسي
في يوم من الأيام
توقفت سيارة الرئاسة امام باب المدرسة
هرع إليها المدير جودة الهاشمي معتقدا أن رئيس الجمهورية شكري القوتلي اتى المدرسة للاطمئنان على سير الدراسة
ولكن عند فتح باب السيارة فوجئ بأبن الرئيس ينزل منها
عندها قام المدير بمسك يد حسان قوتلي ابن الرئيس شكري واصطحبه معه حتى باب المدرسة
وتوقف عند الباب كما كل يوم وفي الساعة الثامنة اغلق الباب واصطحب الطالب حسان قوتلي إلى غرفة الإدارة
ورفع سماعة الهاتف واتصل بمنزل الرئيس شكري القوتلي
فرد عليه الرئيس مرحبآ
قال المدير:
شكري بيك تريد أن ترسل ابنك بسيارة الرئاسة هذا شأنك
ولكن في مدرستي طلاب لا يملكون اجرة طريق
اذا كنت ترغب ان يكون ابنك هكذا هناك مدارس هامة بها أولاد كبار الأغنياء كمدرسة"اللاييك "او "الفرير" أرسله إلى هناك فأنا لا أرغب أن يفسد طلابي
سكت الرئيس قليلا واجابه :
متى تنتهي الفترة الأولى
فأجابه المدير وانتهت المكالمة.
وإذ والطلاب في الباحة فترة الإستراحة توقفت سيارة الرئيس شكري القوتلي على باب المدرسة
فهرع المدير والعاملين لاستقباله
وتوقف لعب الطلاب
اصطف الجميع للترحيب به
وقف الرئيس على منبر المدرسة وبجواره المدير
رحب القوتلي بالجميع وقال :
اعتذر منكم جودت بيك لا علم لي بما فعله ابني
انا اتقدم باعتذاري للجميع
انت المدير
وانت صاحب العقوبة المناسبة
وغادر المدرسة بعد أن عاقب ابنه قبل عقاب المدير
خلد التاريخ جودت الهاشمي الذي سطر اسمه من ذهب
خرجت مدرسة التجهيز الكبار الكبار من أبناء الوطن
قصة قصيرة رويتها
لا تعليق عندي
بعض من حضر الواقعة لا يزالون أحياء يرزقون
عذرا للإطالة
زمن عشناه
نتمنى ان يكون شمسا مضيئة
وسوم: العدد 894