مشيئة الله ... ورواية الحق
لاشك في أن مشيئة الله تبارك وتعالى هي الغالبة ، وإن ظهور قوة الباطل بأنها متفوقة ... حقيقة يراهـا الناس كما هي ، ولكن يراها المؤمنون بالله من خلال قيم الإيمان بالله ، بقضائه وقدره ، ومن خلال سننه في هذه الحياة الدنيا . فيعدون العدة لمواجهة العدو المتربص بهم حسب طاقتهم ، ويقدمون مابوسعهم ، وتبقى العاقبة مرهونة بشـــــرط رباني جليــل ألا وهــــــــــو : ( التقوى ) . تقوى الله بكل متطلباتها من النية والعمل والأداء الواعي البصير ، والقيم الإيمانية التي يعيشها المؤمنون .
وتحت هذه العناوين القيِّمة ، والعقيدة التي تحفظ أصحابها من أسباب الوهن ، وتقود خطواتهم نحو أفياء الأمن والفتح ، ليجدوا ماوعدهم ربُّهم من فضله وتوفيقه ونصره . فالإيمان بالله والعمل بمتطلباته تنشئُ الإنسان المميز ليكون من عباد الله الأخيار ، المتعلقة قلوبهم بربهم سبحانه فلا يخشون أحدا غيرَه ، ولا يدينون لمخلوق بأي حال من الأحوال ، مهما كان هذا المخلوق مادام عدوا لله رب العالمين ، طاغيةً مستبدا ، أو متمثلا في قوة ظالمة ضاربة في الأرض ، أو في أي صورة من صور الاستكبار والاستعلاء بالباطل . إن النتيجة التي تتدلى في نهاية الأمر مرتبطة بتقوى الله ، وهي ثمرة التأييد الرباني رغم كل ماكان يحدق بالمؤمنين الأخيار من الويلات والأخطار ، وما أجمل ماورد من كلام الشهيد الرباني سيد قطب ــ يرحمه الله ــ حيث قال : ( والزرعة قد تسفى عليها الرمال، وقد يأكل بعضها الدود، وقد يحرقها الظمأ . وقد يغرقها الري . ولكن الزارع البصير يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء، وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل ؛ فلا يعتسف ولا يقلق، ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة، السمحة الودود ، إنه المنهج الإلهي في الوجود كله ). إن الإسلام بقرآنه المبين ، وبسُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم باقٍ إلى يوم القيامة ، رغم كلِّ شرائح الكفر والضلال والإباحية والتدليس : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم أمرين لن تضلـوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنـة رسوله). ولسوف تبقى قوة هذا الدين في أهله ، وفي طائفة قوية صابرة : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحـق لا يضرهم مـن خالفهم حتى يأتي أمر الله) .
إن الأمة بحاجة إلى العودة إلى هذين الركنين اللذين تركهما لنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم ، فبهما نؤمن ، وبهما نعمل ، ولهما نجاهد . وبهما أيضا نتذكر أيام الإسلام ... أيام الفتوحات ، أيام العزة والرحمة ، وفي ظلالهما نتوب ، وندعو ربَّنا تضرعا وخُفية أن ينجينا من كروب ألمَّت بالأمة ، ومن تسلط الأعداء الألداء عليها ، أجل لابد من العودة إلى الله : ( قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64) الأنعام . ألا فَلْنَبْتَعِدْ عن أسباب الشرك والمعصية حتى نفوز برحمة من الله ، وحتى يُنجينا الله ممـا نحن فيه اليوم . فلقد أنزل الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ) الأنعام/65 . آية بيِّنة فيها تهديد ووعيد من جبَّار السماوات والأرض ، فهل تتعظ الأمة ؟ ويردف ربُّنا في كتابه المبين (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ۚ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ) 66/ الأنعام إنها سُنَّة الله في خلقه ، فهيهات للمعرضين عن دين الله أن يجدوا توفيقا أو نصرا، (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (66) لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 67) الأنعام ، عن جابر بن عبد الله قال : عندما نزلت هذه الآية : ) قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ، ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بوجهك ) أو من تحت أرجلكم ) قال : أعوذ بوجهك . ( أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذه أهون ، أو قال : هذا أيسر .( وها نحن وقعنا فيما حذَّرنا منه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم ، فهل من عودة إلى الله ؟ أين بصر الأمة ؟ وأين بصيرتها ؟ وكلُّ شيءٍ ظهر ، بل وافتُضحت الأمور ... أمور المنافقين والمدلسين ، اختلف اثنان في تحديد ومعرفة شيء تراءى لهما في جوف الظلام ، وعندا طلع النهار ، قال لصاحبه أرأيت هذا الذي اختلفنا على معرفته في الليل ، فهل اتضح لك الآن ؟ قال : أشرقت الشمس ، وكل شيء بان . الأمة بحاجة إلى تجديد الإيمان بالله ، وبحاجة إلى الاعتصام بحبل الله ، وبحاجة إلى تفعيل الأعمال التعبدية التي تملأ القلوب بالتقوى ، وبحاجة إلى وحدة القلوب والمشاعر تحت راية الألفة والأخوة في الله ، بحاجة إلى محاربة المنكرات والضلالات ، بحاجة إلى ردِّ قوي على النفوس الأمارة بالسوء والفحشاء . فالبداية من هَدْيِ المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فلا نجاة ولا خلاص إلا بشريعته ،ولا نصر إلا بتوفيقه وعلى مقتضى تنقيذ أوامره واجتناب نواهيه ورد في الصحاح :حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ كِلَاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيَّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
*( إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا ، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا ،
*وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ ،
*وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ ،
*وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ،
*وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ ،
*وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ ،
*وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ ،
وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا ، (أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا ) ،
*حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) . رواه مسلم
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أجل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن مُحَمَّدًا رسولُ الله . فبهذه الشهادة تسلم القلوب ، وتصفو النوايا ، ويتبرأ المسلم من كل أنواع الشرك ، ومن كل ماجلبه إلينا أعداء الإسلام ، ومن كل مَن لايحكمُ بما أنزل الله . فإن الأرض ومَن عليها هي ملك الله ، وبيده مايجري عليها ، يفعل فيها مايشاء ، ويحكم على أهلها بما يشاء ، وهو الحكم العدل العليم الخبير : ( ألا يعلم مَن خلق وهو اللطيف الخبير ) . ونعلم أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل إلى الخلق ، وبعث الأنبياء في القرى ، وأنزل الوحيَ بالآيات البينات ، فأمم آمنت فأكرمها الله في الدنيا ، ووعدها جنَّات الخلود في الآخرة ، وأمم كفرت فأذاقها الله الخزيَ والعذابَ في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشدُّ وأبقى . ولا يظلم ربُّك أحدا ، يقول تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) 7 / إبراهيم . وتلك سُنَّةُ الله في خلقه ، دعاهم إلى الإيمان ، وإلى شكره سبحانه على مارزقهم من الخيرات ، فنجا مَن آمن ، وهلك مَن كفر ، ونالت كل فرقة من هاتين ماكسبت أياديهما ، يقول عزَّ وجلَّ : ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) 118 / النحل ، وكان خاتمُ الأنبياء والمرسلين نبيَّنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ، وبشريعته خُتِمت الشرائع السماوية ، وجعل الله تبارك وتعالى أمته خير الأمم، فهي أمة القرآن ، وأمة الصلاة والصيام . وإنَّ الله وعد نبيَّه صلى الله عليه وسلم بأن يسود الإسلام أهل الأرض جميعا ، وأعطى اللهُ أمتَه الخيرات ومنها الذهب والفضة ، وأن لايهلكها الله بالجفاف والجوع وقسوة الفاقة ، وأن لايسلط عليها عدوا يستبيح بيضتها ، أي : عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم وما يملكون ، مهما كانت قوة ذلك العدو التدميرية . وأما الأخيرة : (حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) . وهنا الطامة التي حلَّت بالأمة بعد أن نأت عن دين ربِّها ، وعمَّ أقطارَها الفسادُ الذي استشرى في الأرض ، فالسفور والفجور والإلحاد وهجر الإسلام ... وغير ذلك من كبائر الإثم ، ومهلكات الأمم ، ولقد أذاق الله المسلمين مانرى وما نسمع وما نعاني اليوم من الويلات والرزايا والمصائب ، فإن الفساد بأشكاله وأنواعه ، وأساليب أهله ، إذا ظهر وانتشر فلا بد من العقوبة ولا بد من الجزاء ، يقول الله تعالى : ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) 41 / الروم . وهذا الفساد ينافي الفطرة السليمة ، وينافي متطلبات كلمة : ( لا إله إلا الله ) ، فالناس إذا آمنوا واتقوا فليبشروا برحمة من الله ، وبركات من السماء ، وأما إذا عاندوا وكذبوا ماجاءت به الأنبياء فلا بد من نزول سخط الله عليهم ، ولا بد من العقوبة فلربما ذكَّرتهم العقوبة الدنيوية بضرورة العودة إلى الله ، إلى دينه القويم ، وإلى مكارم الأخلاق ، وإلى رحاب التقوى ، وظلال الهدى ، وأما إذا غرَّتْهم الحياة الدنيا ، وسلبهم هذا الغرور المروءة والحمية والنخوة التي كانوا يدافعون بسلاحها عن دينهم ، واستسلموا للطواغيت وللأعداء ، فعند ذلك يأتي بأس الله القاهر ، إن الأعداء من الصهاينة والصليبيين والوثنيين والعلمانيين ، وطابور الجنس من الساقطين والساقطات ... هؤلاء وأمثالهم من أعداء الله قد أعلنوا الحرب على الإسلام وعلى هذه الأمة المسلمة ، أعلنوها حربا لاهوادة فيها ، فنيرانها مستعرة ، ودماؤها فيَّاضة ، وجراحها متدفقة ، ومعاناة المسلمين اليوم لاحدود لها ، الكفر ملة واحدة ، وأنواع الكفار رغم مصالحهم الخاصة إلا أنهم يجتمعون على رأي واحد إذا كانت المواجهة مع الإسلام وأهله ، فهؤلاء الأعداء بما فيهم أعداء الإسلام من أهل الإسلام ، يشكلون الجبهة التي لاتؤمن بالله ولا بالدين ولا بالقيم الإنسانية ، وهم المكذبون لِمـا جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولكنهم هم الخاسرون ، والله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لايعلمون ، يقول الله سبحانه وتعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{96} أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ{97} أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ{98} أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) 99 /الأعراف . إنَّ الأمة بحاجة إلى العودة إلى الله ، عودة حقيقة تغيِّر مافي النفوس ، وتجدد الإيمان في القلوب ، وتستعلي على الباطل الذي يحمل راياته هؤلاء الخاسرون ، إنها القوة الظالمة الباغية التي استغلت هوان الأمة ، ففتكت بالأطفال وبالشيوخ وبالنساء ، وحاربت الشباب بكل ما أُوتيت من مكر وخداع وتدليس ، ومن قتل وسجن وتشريد . ولكن الله بهم محيط ، وهو على قهرهم لقدير ، يقول سبحانه : ) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62) الأنعام . فلا يأس يقتل عزة الأمة ، وينهي مكانها التاريخي ، ومكانة شريعتها العالمية : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) . إنَّ أمتنا اليوم بحاجة ماسة إلى أن تقرأ وتعمل بقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ 100}@وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 101}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ 102} وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ , وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 104} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 105} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ 106} وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 107} تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ 108 ) / آل عمران .
ومن هنا المخرج حيث طريق الفتح القريب بإذن الله ، أجل تلك آيات الله ، فأين المؤمنون ؟