عمل المرأة بين الحق و الابتذال
ماذا عساك تقول إذا سمعت العمياء تقول للشمس اغربي ياضريرة ....
أو البعرة تقول للدرة اذهبي يا حقيرة...
أو الذرة تقول للمجرة اخسئي ياصغيرة....
انك لا تجد متنفسا لغيظك إلا في اللهج بدعاء":ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا"
هذا ما تستطيع الرد به على النساء المتغربات المسترجلات اللواتي جرفهن غرور الجهل, وعقدة النقص , فحسبن أن التي ترطن بالفرنسية أو الانجليزية, وتكشف العورات من سيقان وصدور, وتغشى مواخير العهر والخمور, عالمة بلا تعلم , لها الحق في الطعن في الدين , والانتقاص من شرع رب العالمين, والدوس على قيم مجتمعنا المستمدة من عقيدتنا, وذلك بالعمل على تقنين الدعارة, وتلميع القذارة, وإعلاء الحقارة, والتعالي على الدرر المكنونة في البيوت, بالتهجم على الأحكام المتعلقة بالمرأة والأسرة في الإسلام, والزعم أن الإسلام حبس المرأة وكبلها بالقيود الأخلاقية, كالعفة , الحياء, والحجاب , وقصر دورها على رعاية الأبناء والزوج الشرعي , والخضوع لسلطة الولي,
فهن يعملن على تحرير هذه المرأة المغبونة من تلك السلطة الجائرة الظالمة في نظرهن, بدعوى الحق في العمل , حتى يسهل وقوعها في أيدي تجار النخاسة, يتاجرون بعرضها في بيوت وحدائق الخلاعة, وبجسدها في الإشهار لمبيعات تافهة, كالصابون والعطور, والنشافات النسوية , والألبسة الداخلية , بوضعيات مخزية مهينة , وبتصويرها لتزيين الصالونات , وجلسات الطرب والمجون, وبصوتها في التغني بالأغاني الماجنة والكليبات الفاتنة, بوضعيات شائنة, ولتكون فريسة سهلة للخطاب المخادعين , الذين ينصبون شرك الحب والزواج للإيقاع بها والضحك عليها .
كما يعملن على تحريرها من سلطة الزوج الشرعي الوحيد المحصن والمكرم لها , لتصير امة وجارية وخليلة لعدة رجال في آن واحد في عملها: المدير العام, المدير الفرعي, المسئول المباشر , المفتش الزائر , الزميل المفتون المشاكس, والشاب الطائش المعاكس , فكم تسمع من وشوشة وهمهمة وبسبسة , وهي ترمى من يد إلى يد كالمكنسة , إذا خضعت كددوها , وإذا امتنعت هددوها , فوالله إن حالها هذا لأسوا من حال الجارية في زمن الرق والعبودية , لان الجارية و الأمة كانت ملكا لسيد واحد يحميها ويرعاها , ويصونها إذا اشتراها , فلا تهان ولا تشان , أما حرة اليوم بالطريقة الغربية , فهي ملك يمين لعدد لا يحصى من المسئولين , يتعسفون في استعمال القانون حينما ينتقمون , فاذا رفضت رفضت واذا هانت خانت.
كما يعملن على تخليصها من حصنها المنيع وإسقاطها من عرشها الرفيع , حتى تصير سلعة سائبة , يتمتع بمفاتن جسدها, ووقع مشيها, وسحر صوتها, المرضى الشاذون, والحمقى المعتوهون , والشبان المفتونون , والمحرومون المكبوتون , والشيوخ الخرفون , لا يمتنع النيل منها عن احد , سواء أخطا أم قصد .
لو فكرت مليا لوجدت أن حالتها تلك اعظم بلية , فويحها هربوها من الحصن إلى المطب , ومن السلامة إلى العطب , فلا هي رجعت بدنيا ولاهي حافظت على العرض والدين
فماذا تكسب المرأة من وراء ذاك الابتذال والإذلال؟؟؟
د نانير معدودة بعد أن تمسي مفضوحة مكدودة!!!؟
دنانير تذهب بعد ذلك في أدوات الزينة واللباس , لإمتاع الرجال الأجانب من الناس!!!؟ أو في المواصلات وأجرة الحاضنات!!!؟
ماذا يساوي مردودها المادي مقابل مساوئ هجران البيت ؟؟؟ أم هو الخروج من اجل الخروج ؟؟؟
هل فكرت المرأة العاقلة اللبيبة المؤمنة في تلك المساوئ والتي منها:
ا- التعرض لاهانة الكرامة والشرف والعرض
ب- التعرض للإرهاق الفكري والنفسي بسبب مضايقات وضغوط العمل والمواصلات.
ج- تضييع الأولاد وإهمالهم فلا إرضاع طبيعي ولا ملازمة لهم فينشأون مفتقرين إلى الحنان , شاعرين بالحرمان, ويتخلفون عقليا ويمرضون نفسيا ويفسدون خلقيا, لان لا احد من الأبوين يلازمهم, والحاضنة قل ما تكون أمينة عليهم , وحتى لو كانت أمينة , فإنها لا تعوض الأم الحقيقية.
د- إهمال الزوج بسبب إرهاق العمل والغياب عن البيت , مما يفسد العلاقة الزوجية ويعرضها للعطب, ويهدم هناء الأسرة
ه- تعريض الرابطة الزوجية لوباء الشكوك وطاعون الغيرة, بسبب فساد أوساط العمل.
وصدق الشاعر إذ قال:
أتهجرن البيوت لخوف iiفقر |
|
وجـبرا للمعيشة من iiغلاءِ |
إلى أن يقول:
أتـدفـعن الكرامة قصد iiجمع |
|
لـمـال ثم ينسف في الهواء |
قال احد علمائنا العاملين في شأن عمل المرأة:" لئن تلد رجلا يطير خير من أن تطير بنفسها"
وما أصدقها من عبارة حكيمة محكمة تنم عن بصيرة نيرة ونفسية خيرة....لكن الشؤم في الاخلاف .
وسوم: العدد 897