الرد على من وافق الرئيس الفرنسي من المستأجرين في حكمه على الإسلام
صوّر موقع هسبريس فيديو للمدعو عبد الوهاب رفيقي الذي كان يتكنى في فترة سلفيته الضالة بأبي حفص ، وقد اختار أو اختير تصويره ومسجد الحسن الثاني خلفه ليوافق وصفه بالباحث المتخصص في الشأن الديني على حد قول مقدم الفيديو المدعو نور الدين إكجان، وهو عضو من أعضاء تحرير موقع هسبريس والمعروف بحساسيته المفرطة من الإسلام وقضاياه وتشنجه ضده فيما ينشره من مقالات مقابل دعايته المكشوفة للعلمانية.
والمألوف لدى هذا الموقع أنه يوزع مجانا أوصاف البحث ،والخبرة ،والاختصاص ،والتحليل ،والنشاط الحقوقي ... إلى غير ذلك من النعوت على ثلة من العلمانيين الذين يتناوبون على النيل من كل من أو ما له علاقة بالإسلام مع مطلع كل صحفة جديدة من صفحات موقع هسبريس .
ولا شك أن الذي وصف رفيقي بالباحث المتخصص في الشأن الديني لا يعرف حقيقة هذا النعت الذي يتطلب قدما راسخة في العلم بهذا الشأن العظيم الذي يتهيبه العقلاء الأكياس من العلماء الذين لهم صولات وجولات في العلم لكنهم يتهيّبون هذا الشأن ، ومهما خاضوا فيه يختمون كلامهم بالقول المأثور " والله أعلم " استصغارا لعلمهم ، وتواضعا منهم ، وهم لذلك يستغفرون الله حين يصفهم واصف بالخبرة والاختصاص في هذا الشأن ، خلافا لما آل إليه الأمر عند بعض المتطفلين عليه من الذين يطربهم أن يوصفوا بما ليس فيهم ، وينتشون به ، وينتفشون انتفاش السنورات ، ويزيدهم ذلك زهوا، وغرورا ،وتجاسرا على شأن ليس بينهم وبينه صلة .
إن وصف رفيقي بالباحث المتخصص في الشأن الديني نفخا فيه لينتفش إنما هو لإيهام وتضليل من لا علم لهم به من زوار موقع هسبريس بأنه صاحب أهلية للخوض في هذا الشأن ،علما بأنه مر بتجربة تدين خاطئة، وكان ذلك باعترافه وقد أفضت به إلى ما وراء القضبان ، وتحول بعد ذلك من سلفي تكفيري إلى علماني الهوى والمنزع كما يصرح بذلك ويخط بقلمه ، وقد ركب العلمانيون تحوله توجهه الفكري إن صح أن يسمى كذلك للنيل من الإسلام ، وقربوه إليهم ،ونفخوا فيه نفخا جعله يصدق أنه بالفعل خبيرا متخصصا في الشأن الديني إلى درجة التجاسر على الإفتاء .
ولو كان يملك مثقال ذرة من كياسة لدان نفسه بسبب تجربته التكفيرية الفاشلة ، وجعله ذلك يحبح جماحه عن تجربة فاشلة أخرى في مناصرة أو تأييد العلمانية إلى درجة الإقرار بالحرية المثلية والرضائية التي يدافع عنها العلمانيون.
ومع أن الفيديو المصور من التفاهة حيث يصدق عليه قول القائل : " لا يستنجى من ريح " ، فإن الضرورة دعت إلى الرد عليه لارتباطه بما صدر عن الرئيس الفرنسي في حق الإسلام حيث زعم أنه يعيش أزمة في العالم ، هكذا بهذا التعميم وقد اعتبره المحسوب على الخبرة والاختصاص في المجال الديني خيانة تعبير صدرت عنه ملتمسا له بذلك عذرا .
ولو أن الرئيس الفرنسي صرح بأزمة الإسلام في بلاده لما تعرض للوم الذي سماه رفيقي ردودا شعبوية ،وصيغة " فعلوية " من الصيغ المبتدعة في اللسان العربي عند البعض للتعبير عن القدح . ولقد صرف رفيقي النظر عن النقد الموضوعي الذي ووجه به الرئيس الفرنسي من طرف أشخاص لهم وزنهم العلمي ليستدل على ما سماه شعبوية بأنه قد عيّر بزواجه من عجوز ، وهو ما لم يرد في أقوال أصحاب النقد المتزن بل ورد في تعليقات أشخاص عاديين كرد فعل غاضب ضد رئيس دولة ما كان ينبغي له أن يستفز المسلمين في مشاعرهم الدينية بتقوّله على الإسلام ما لا يليق به .
ولقد أقر رفيقي الرئيس الفرنسي على بائقته زاعما أن المسلمين في فرنسا غير منضبطين لعلمانيتها ، وأنهم لحن ناشز في المجتمع الفرنسي يلزم ضبطه لينسجم مع السنفونية العلمانية . وزعم مثالب للمسلمين في فرنسا وفي غيرها من الدول الغربية دون أن يهديه بحثه المتخصص إلى السر وراء نشوز لحن هؤلاء المسلمين الذين تضيّق العلمانية الفرنسية وغيرها من العلمانيات الغربية الخناق على حرية تدينهم وعبادتهم إلى درجة تحكمها فيما يلبسون وما يأكلون من قبيل مقايضة دراسة أو عمل المرأة المسلمة بالتخلي عن زيّها الإسلامي ، ومن قبيل فرض أكل لحوم الأضاحي المصعوقة على المسلمين خلافا لما تنص عليه شعيرتهم الدينية من نحر لها ... إلى غير ذلك من أشكال المضايقة المكشوفة على الجالية المسلمة في بلد يرفع شعار الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان بل ينصب نفسه وصيا عليها ومصدرا لها إلى بلدان العالم الثالث بما فيها البلاد الإسلامية . فلو أن سنفونية العلمانية الفرنسية ضبطت إيقاعها مع إيقاع الجالية المسلمة الموجودة فيها لما كان لهذه الأخيرة نشازا داخلها كما يزعم الرئيس الفرنسي ويوافقه على ذلك من يلعقون حذاءه من المأجورين .
إن الرئيس الفرنسي لم يخنه التعبير كما زعم رفيقي ملتمسا له العذر بل تعمد المساس بمشاعر المسلمين والإساءة إليها ، وهو ما يقتضي مقاضاته، واستوجب الرد على ذلك بما يناسب استفزازه لهم . وما قصد إليه الرئيس الفرنسي هو محاصرة ظاهرة إقبال عدد كبير من الفرنسيين والفرنسيات على الدخول في دين الله أفواجا ، وهو ما يهدد كل أقطار القارة العجوز بعدما استنفدت علمانياتها صرف رعاياها عن الفطرة السليمة التي فطر الله عز وجل الناس عليها إلى درجة تشييئهم ،وجعلهم بضاعة بشرية، وابتذال كرامتهم البشرية والنزول بها إلى درك البهيمية أو إلى ما هو دونها كما هو الشأن بالنسبية لآفة المثلية والرضائية ....، وحق لمن تأبى عليهم كرامتهم البشرية أن يختاروا من المعتقدات ما يصونها ، ولن يجدوا من يصونها كدين الإسلام .
والرئيس الفرنسي يصدق عليه قول الشاعر المتنبي :
فمن أين للرئيس الفرنسي أن يعرف الإسلام ليحكم عليه بأنه يمر بأزمة ؟ وهل من وقع منهم عنف في بلاده من المحسوبين على الإسلام يتحمل الإسلام في فرنسا وفي العالم مسؤولية ما اقترفوا باسمه افتراء عليه ، علما بإيعاز من أجهزة المخابرات الغربية وتخطيطها المكشوف حيث صنعت إرهابيين يتاجرون بالإسلام بغرض تشويهه من جهة ، ومن جهة أخرى بغرض توفير ذرائع للأنظمة الغربية لشن حرب عليه ، واستصدار ما صار يسمى بقانون محاربة الإرهاب الذي يلوح به في وجه كل من يختلف مع التوجه العلماني الغربي الذي يراد عولمته .
إن الرئيس الفرنسي لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة في الإيديولوجية الصهيونية التي صار من يعارض عنصريتها وعدوانها في فرنسا يتعرض للتغريم والاعتقال ،و نتحداه أن يصف ما يقترفه الصهاينة من جرائم ضد الفلسطينيين بأنه إرهاب ، وهو الذي جرت العادة في بلاده ألا يترشح إلى الرئاسة إلا من زكاه اللوبي الفرنسي مقابل إلزامه برزمة من القرارات والمواقف التي تخدم الكيان الصهيوني.
إن الرئيس الفرنسي وغيره من رؤساء الدول الغربية إنما يخوضون حربا على الإسلام نيابة عن الكيان الصهيوني الذي ابتدع مصطلح الإسلام السياسي المتهم بالإرهاب ، و الذي بنعت به كل من يعارض احتلاله لأرض فلسطين وأطماعه في التوسع على رقعة الوطن العربي ، وهو مصطلح تلقفته عنه الأنظمة الغربية ، وحتى أنظمة عربية دائرة في فلكها ، وتلقفه أيضا المحسوبون على العلمانية في الأقطار العربية والإسلامية .
إن ما يسوقه اللوبي الصهيوني من أفكار خبيثة وماكرة لم يعد خافيا على الرأي العام العالمي ، ذلك أن الإنسان الغربي نفسه صار يعبر عن امتعاضه من هذا الذي يسوق صهيونيا في بلاده ضد الإسلام والمسلمين . والغريب أن رفيقي وأمثاله من المستأجرين يبررون هذا الذي يسوق ضد الإسلام والمسلمين ظلما وعدوانا خصوصا وأن اللوبي الصهيوني يضع يده على المال والإعلام في العالم لخدمة مخططه الخبيث .
ونختم بالقول إن الذي يعرف أو يعيش أزمة حقيقية هم الذين يستهدفون الإسلام بشتى الطرق والوسائل ، ولا يدخرون في ذلك جهدا ، وينفقون الأموال الطائلة للنيل منه ، ويوظفون طوابيرهم الخامسة في بلاد الإسلام لهذا الغرض ، وسبب أزمتهم هو انتشار هذا الدين الذي لن يبقى في المعمور بيت وبر ولا مدر إلا دخله كما تنبأ بذلك سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه رب العزة جل جلاله بقوله : (( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )) فما شقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسلام، ولن يشقى به المسلمون أبدا ، ولن يعرف الإسلام أزمة كما زعم سفيه فرنسا ، ومن على شاكلته من السفهاء المأجورين في بلاد الإسلام.
وسوم: العدد 898