تريد قائداًغيرَك !
كان أحدهم يقود سيارته ، وكان ضعيفاً في القيادة .. وفي إحدى المرّات، ارتبك في القيادة ، فقال لمن حوله في السيارة : ما أدري ، ماذا تريد هذه السيارة !؟ فردّ عليه أحدهم ، وكان يجلس إلى جانبه : إنها تريد قائداً غيرك !
من أنواع القيادة :
قيادة السيارة: تحتاج ، إلى قائد ماهر، كيلا يعرّض حياته، وحياة الآخرين، للخطر!
قيادة الأسرة: تحتاج إلى وعي وحزم وحنان، وحسن إدارة ؛ كيلا يُهلك ربّ الأسرة، أسرته ، أو بعض أفرادها ، بتكليفات شاقّة ترهقهم .. ولا يسرف في تدليل أبنائه .. ولا يحرم أهله من الحاجات الأساسية ، بُخلاً .. ولا يبذّر أمواله بلا طائل ، فيترك أهله فقراء! إضافة إلى إجادة تربية أبنائه ، وحُسن تزويجهم بمن يناسبهم ، من ذكور وإناث .. وغيرذلك !
قيادة المدرسة : تحتاج إلى المدير الحازم ، المتمرّس الواعي ، الذي يجيد التعامل ، مع المعلمين والطلبة ؛ كيلا يثير نقمة فريق منهم ، بسوء المعاملة ! كما يجب ألاّ يكون ضعيفاً ، يَطمع فيه الطلبة ، أو المعلمون ..!
قيادة الحزب : لكلّ حزب أهداف ومؤسّسات ، وأنظمة تحكم سير الحزب ، وتضبط العلاقات بين أفراده ! والقائد الجاهل يتخبّط ، في قيادة الحزب ؛ فيقرّب أناساً غير مؤهّلين .. ويُبعد أشخاصاً مؤهّلين .. ويخطئ في تطبيق القوانين والأنظمة ؛ ممّا يولّد نفوراً ، لدى أتباعه ، فيترك بعضهم الحزب ، أو ينشقّ بعضهم عنه !
قيادة القبيلة : كانت المجتمعات القديمة ، تنقسم إلى عشائر وقبائل ، وما يزال بعضها كذلك ، في بعض المناطق ! وقد أجاد الشاعر لبيد ، في وصف قائد العشيرة ، المؤهّل الكفء ، وفي وصف القائد ، الذي يظلم العشيرة ، أو بعض أفرادها .. إذ قال لبيد:
ومُقسّمٌ يُعطي العشيرةَ حقّها ومُغَذمِرٌ لحُقوقها ، هَضّامُها !
إذ وصفَ لبيد ، قائدَ العشيرة ، غير العادل الكفء ، بوَصف (مُغَذمِر) وهووصفٌ جمع معاني كثيرة ، أوردَها علماء اللغة ، منها :
الغَضوب الذي يُكثر الصُراخ .. مَن يَركب الأمرعلى غير تَثبّت .. مَن يَحكم على قومه بما شاء ، فلا يدع أحداً يعترض على حكمه .. مَن يَخلط الأمور بعضَها ببعض.. مَن يَبيع جُزافاً ، بلا كيل ولا وزن ..!
قيادة الجيش : تحتاج إلى القائد الخبير المتمرّس ! والخبرةُ ، هنا ، تخصّصية ، وتشمل أموراً كثيرة ، في المجال العسكري ، وفي المجالات الأخرى ، التي يحتاجها العلم العسكري ، ومنها : حُسن قيادة العسكر، وحُسن التعامل معهم .. وغيرذلك !
قيادة الدولة : أمّا قيادة الدولة ، فتحتاج صنفاً مميّزاً من الرجال ، جَمعَ ، إلى حُسن الخُلق : الوعيَ وحسن الإدارة ، وسائر ماتحتاجه قيادة الدولة ، بمؤسّساتها وأفرادها!
وقد ذَكر فقهاءُ المسلمين ، صفات معيّنة ، لخليفة المسلمين ، قد يصعب وجودها ، عند الكثيرين ، اليوم ! أمّا قائد الدولة ، اليوم ، فلا بدّ من أن تتوافرفيه ، بعض الصفات ، التي لا تُنفّر الناس منه ، أو من ظُلم أتباعه ! ومن أهمّ الصفات ، التي يجب توافرها في القائد ، ماذكره الله لنبيّه ، في القرآن الكريم ؛ إذ قال تعالى :( فبِما رحمةٍ من الله لنتَ لهم ولوكنتَ فظّاً غليظَ القلبِ لانفضّوا مِن حَولك فاعفُ عنهم واستَغفِر لهم وشاوِرهم في الأمر..) .
وسوم: العدد 898