القصة في خدمة الفكرة والدعوة !
دعا كثير من النقاد إلى توظيف الفنون الأدبية المختلفة، لما لهذه الفنون من أثر في أفكار الناس وسلوكهم، ولا سيما فن القصة التي غدت مدخلاً غير مباشر إلى عقول القارئين على مختلف مستوياتهم الثقافية، فغدت الحاجة ماسة لوجودها بإطارها الفني، وغاياتها الهادفة، وقد شهدت السنوات الماضية حركة واسعة في انتشار القصة بأنواعها.
فماذا قدمت القصة المعاصرة للدعوة؟ وهل استطاع الأدباء الملتزمون حمل عقيدتهم إلى الناس على متنها. يقول الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، (وهو أحد منظري الأدب الإسلامي في هذا العصر): إن واقع القصة الإسلامية اليوم يشير إلى أنها شاركت مشاركة فاعلة في مختلف الميادين التي يخوضها هذا الدين سواء في مواجهة خصومة، أم عملية البناء ورد الشبهات.
ولا يغيب عنا في المواجهة أسماء نجيب الكيلاني في (عمر يظهر في القدس) ومحمد عبده يماني في (مشرد بلا خطيئة) وعماد الدين خليل في (الإعصار والمئذنة) وجنكيز ضاغجي في (السنوات الرهيبة)، وفي مجال البناء أسماء إبراهيم عاصي في (ولهان والمتفرسون) وعبد الله الطنطاوي في (ذرية بعضها من بعض) وحيدر قفة في (ليل العوانس) ومحمد المجذوب في مجموعات للشباب والطلاب وعبد الودود يوسف في (ثورة النساء) وداود سليمان العبيدي في (جبل التوبة).
ولم تقف خدمة الدعوة في الدفاع عن الإسلام، والوقوف في وجه خصومه، بل انطلق الأديب المسلم إلى كتاب الله يستمد من قصصه وعبره للصغار والكبار كما فعل محمد موفق سليمة وأحمد بهجت وأبو الحسن الندوي، كما استمد من السيرة النبوية وحياة الصحابة والتابعين كمافعل علي الطنطاوي وأمين دويدار ومنير الغضبان ومحمد حسن الحمصي وغيرهم.
وإذا كانت القصة قد دخلت إلى مجتمعاتنا وحملتها إلينا مختلف وسائل الإعلام فمن الصواب أن نختار المادة القصصية التي تناسب شخصيتنا وتلبي حاجة مجتمعاتنا. وقد أدرك كثير من كتابنا هذا الأمر، فأقبلوا على كتابة القصة بمستوياتها الفنية، وقدموا قصصاً كثيرة نافعة !!
وسوم: العدد 917